مقدمة ثابتة ، ديباجة معتبرة ، يحفظها التلميذ من ( المستر ) استاذ اللغة العربية ، بعدها يكتب سطرين ، و يعدي سؤال التعبير ، وهكذا تضيع حصة التعبير ،،

تنتشر قصة الطالب الذي كتب مقدمة رصينة بالفاظ عميقة ثم تبعها بكلمات اغنية اه لو لعبت يا زهر ، واخر انجز امتحانه بالفرانكو الذي لم يستطع المدرس فك طلاسمه ،

، نوادر وحكايات ، في حصة التعبير ، كلمات اغاني ، فرانكو ، او بالعربي بلا قواعد  لا نجو ولا صرف ولا املاء ، 

يحدّث العالم المتقدم لغاته ، ويدخل عليها الجديد محتفظا بحروفها وألفاظها ، يدخل تحديثات على قواعد كتابة الموضوعات ، والذين يدرسون في الشهادات الدولية يكتبون الإنشاء والمقالات بقواعد لابد ان تُحترم ، 

كانت حصة التعبير  وسيلة من وسائل نشر الثقافة واستخدام اللغة ، و غرس الانتماء ، كانت كل مناسبة تمر لها نصيب في حصة التعبير ، 

التعبـير أساس عملية التفاهم ، ودعم المهارات اللغوية واساليب العرض وتنمية الثقة بالنفس ، يساعد على النمو النفسي والذهني والاجتماعي ، ويعمق الاحساس بالذات ، و بالآخرين ، يدرب التلميذ على استيعاب الزمان والمكان ، والاحداث ، 

و مع كل هذه التطورات التكنولوجية التي اثرت على اساليب التعبير و طرق الاتصال، ظهرت الصورة و مقاطع الفيديو و الصوت، لكنها ايضا تحتاج مهارات التعبير، 

هل يمكن استثمار حالة فرط الاتصال و الرغبة فيه في دعم مهارات التعبير، و استثمار بيئة الاتصال لدعم الحياة و الانجاز؟!  و بذل الجهود لربط مهارات اللغة و التعبير بسوق العمل،. خاصة ان سوق العمل تشهد احتياجا حقيقيا لشباب يجيدون اللغة العربية مع اللغات الأجنبية، ليتحقق النفع و الفائدة، 

هل يمكن استثمار شبكات التواصل الاجتماعي في التشابك مع بيئة الاتصال و التعبير عن اهم القضايا و تحقيق المشاركة المجتمعية الجادة و المؤثرة؟ ان التداخل الكبير بين ما يقوم به الاعلام الاحترافي و ما يضعه الهواة من الجمهور من المحتوى الرقمي عبر شبكات التواصل الاجتماعي يظهر تبادل الادوار، بل احيانا يكون الدور الرئيس يقوم به الجمهور و يضع اجندة وسائل الإعلام الاحترافية، و يرتب اولوياتها، فما بالكم لو تمت صناعة هذا المحتوى الرقمي بمزيد من الوعي، لتعمل فرضية نظرية ترتيب الأولويات و تشابكها مع اهتملمات الجمهور، و اهتمامات وسائل الإعلام، في اتجاهين، 

 و تقوم بتحريك القضايا في الاتجاهين من أجندة وسائل الاعلام إلى اجندة الجمهور، و من أجندة الجمهور إلى اجندة وسائل الإعلام، بناء على حالة الوعي اللازمة لصالح المجتمع كله . بشرط التفاعل مع بيئة الاتصال و امتلاك مهارات و ادوات الاتصال و اخلاقياته ايضا، 

و قد اظهر استطلاع رأي لعدد من مديري المدارس الإعدادي والثانوي  حول ضعف مهارات القراءة والكتابة عند طلاب المدارس بسبب مواقع التواصل الاجتماعي  ان  70 في المائة من مديري المدارس يَرَوْن أن «فيسبوك» و»تويتر» يشكلان ضررا بالغا على مستويات القراءة والكتابة عند الطلاب، إذ يتسببان في تشتيت أذهان التلاميذ بشكل دائم لدرجة إنهم لا يهتمون بالإقدام على قراءة أي كتاب. 

في الوقت نفسه أظهرت بعض المقالات البحثية ان تداول الاخبار حول الكتب و نشر بعض المواقع المتخصصة في تقييم الكتب  عناوين الكتب وملخصاتها رغم تحيزها في وضع ترتيب العناوين وفقا للانتشار  الا انها ساهمت في تشجيع الشباب على القراءة في اتجاهات مدفوعة ،

كشفت دراسة علمية حديثة  ان كتابة رسائل  نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة اثر سلبا على القدرات والمهارات اللغوية ، بل انه اثر على مهارات النطق والتحدث  والتعلم ،

و على النقيض حكى لي استاذي الشاعر الكبير الاذاعي القدير فاروق شوشة عن مشاركته في مؤتمر تحديث طرق تعليم النشء اللغة العربية و قواعدها، و اقاموا مسابقات لتدوين التغريدات على تويتر، مما شجع على التطور في استخدام قواعد اللغة و أضفى المرح على عمليات المنافسة و التعاون و الإبداع، 

 

هل تقتل التكنولوجيا التعبير ، ام ان التعبير و مهاراته انتهكت من قبل إلقاء الاتهام على التكنولوجيا ، 

موضوع واحد يكتبه الجميع المهم ان يمر الامتحان بسلام ، 

حتى الابداع والتشجيع عليه صار مهمة شخصية خارج المدرسة ، الا من رحم ربي  

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

585,231