السلام عليكم ورحمة الله
انا في امس الحاجه لمساعدتكم
انا فتاة في 18سنه من عمري..تخرجت قريبا من الثانوية العامة وقد التحقت بأحدى الكليات الحكومية لدى بلدي..تقدم لي شاب بعمر 25 وقد تقدم لخطبتي رسميا من اهلي ونشأت بيني وبينه علاقة حب..ولكن للأسف ان اهلي لم يقبلوا به وانا لا استطيع مصارحتهم بانني احبه لان ذلك سوف يعرضني للضرب والاهانة وفي نفس الوقت انا لا استطيع ان اتركه لاني احببته وعشقته بكل مافيه..لديه وظيفة وشاب له طموح واهداف ومن عائلة معروفة ولكن سبب رفض اهلي هو دراستي فهم يعتقدون بأن زواجي او خطبتي سوف تعيق دراستي وانا لا اجده سببا مقنعا فأنا اعرف الكثير من البنات الاتي تزوجن وهن في عمر الدراسة.ما الحل؟
**** ** *** *** ** **** **** ***** ** *** ****
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزواج مرحلة تكاملية في حياة الإنسان، تدفع به نحو القرب من الله تعالى والسعادة في الحياة، ولا يعتبر عقبة في طريق رفعة الزوجة وتقدّمها في طريق العلم والعمل، إذا ما أرادت هي ذلك، بل يمكن تنظيم الحياة الزوجية لتتناسب مع ظروف الدراسة أو العمل، كأن يؤخر إنجاب الأطفال أو ينظم ذلك بما يناسب وضع الزوجين، وهو أمر بات شائعاً وسهلاً، في عالمنا المعاصر.
ورضا الأهل مطلوب، ولكن على الأهل أن لا يتعصبوا ويصروا على رأيهم، إذا لم يكن في الزوج عيباً مخلاً، كأن يكن فاسداً مثلاً، أما إذا كان صالحاً وترضاه البنت فعليهم أن يساعدوا في اتمام هذا الزواج، وقد قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (النور/ 32).
وفي المأثور: (إذا جاءكم الكفء المؤمن فزوّجوه... إلّا تزوّجوه تكن فتنة في الأرض وعذاب أليم).
نعم، يمكن استرضاء الأهل بوسائل مختلفة، منها تدخل بعض وسطاء الخير ممن يؤثرون فيهم... ويمكن أن يقدم الزوج تعمداً بعدم إعاقة دراسة زوجته... واستعيني بأمك في اقناع الوالد، واتخذي من العاطفة طريقاً إلى قلبها، فإنّ الأم تحس ببنتها أكثر من الآخرين...
ويمكن إذا تعسّر الوضع أن تجروا الخطبة والعقد وتؤجلوا الزواج لحين التحاقك بالجامعة.. وأخيراً، فإن في الصبر فرجة، فيمكن أن تنتظروا لفترة ليعاود الشاب التقدّم إليك بعد أن تهيؤا الأجواء المناسبة لذلك..
واستعيني بالله تعالى، قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة/ 44)... إنه نعم المولى ونعم الوكيل، وهو ولي التوفيق.
ساحة النقاش