وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

نداء ما قبل الهاوية بقلم/ أحمد الخولي

أحسست وأنا أراقب واقعنا السياسي أمس أن هناك أمل كبير في هذه البلد وفي أبنائها وفي ثورتها وفي مستقبلها غير إنني سريعا ما زال تفاؤلي وثارت مخاوفي علي المستقبل القريب لهذا البلد.. الأمر الذي جعلني أحبس أنفاسي خوفا ً من الأيام القادمة. وشواهدي التي عليها بني تفاؤلي ثم زاحمته الهواجس كثيرة .. منها علي سبيل المثال لا الحصر:- دعوة الرئيس المؤقت عدلي منصور للاجتماع مع ممثلي الشباب - امتنع عن الحضور كل الحركات الثورية - وأخيرا ً تمخض الاجتماع عن بيان هزيل يخاطب الداخلية بحسن معاملة المعتقلين..!!!.. لم يطالبها حتى بالإفراج عنهم. تشكيل لجنة لدراسة وضع أكثر من3000طالب في معتقلات النظام!!! دعوة مصطفي حجازي المستشار السياسي للرئيس المؤقت جماعة الإخوان أن تعتذر للشعب إذا أرادت العودة للصف الوطني!!!!!. هما الإرهابيين ينفع يقفوا في الصف يا مصطفي باشا؟؟!!! كل برامج التوك شو أمس فتحت المجال للمعارضين واللي عاوز يقول بصراحة أنا لا أرغب في السيسي رئيس للجمهورية.. بل من أراد أن يصفه بأنه قاتل أتيحت له الفرصة !!.. وفين ؟؟.. عند لميس الحديدي ومحمد الأمين. بعد أن حاول بعضهم أول أمس مسك العصا من المنتصف وتقمص دور العقلاء والحكماء بتساؤله عن الشباب .. وماذا قدمنا لهم .. وعن الانزعاج من عدم مشاركتهم الواضحة في الاستفتاء وحديثه عن الهجوم علي رفيق الأمس الذي تجرأ وأعلن أنه قد يترشح للرئاسة . حاول بعضهم أمس أن يقفز من السفينة ويعدل بوصلته بعض الشيء خوفا من تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. لأنهم يدركون جيدا ًإن الغباء السياسي قد أوصل مصر إلي مرحلة لو نجح فيها المد الثوري في استعادة روح الثورة .. فسوف يحاسب كل من أساء إلي الثورة وتنكب طريقها رغبا ً أو رهبا ً. أصدرت جماعة الأخوان المسلمين بيانا اعترفت فيه بأخطائها الكارثية التي أدت لانحراف الثورة عن مسارها الصحيح .. واعتذرت للثوار من رفقاء 25 يناير كذلك 6 إبريل أصدرت بيانا ً أعلنت فيه خطأها وإن الجميع قد أخطأ ودعت لتجاوز الأخطاء . كذلك الاشتراكيين الثوريين وبعض الحركات الشبابية دعوا لتجاوز أخطاء الماضي واستعادة أهداف ثورة 25 يناير "عيش- حرية - عدالة اجتماعية". الدعوات التي امتلئ بها محيط الـ social media بالنزول يوم 25 يناير لاستعادة الثورة واستكمال مطالبها من جميع الحركات الشبابية والتجمعات الرياضية والاتحادات الطلابية. الخطاب العاقل الذي ينم عن تعلم من التجربة السابقة لشباب الحركة الإسلامية بكل تنويعاتها من إن التحدي الحقيقي والمطلب الأساسي هو الحرية التي هي جوهر الشريعة الإسلامية والتي بدونها - أي الحرية- تداس الشريعة وتنتهك آدمية وكرامة أهلها. وأن من زايد علينا - نحن الشباب - بالشريعة ودورها كانوا أول من رضي وتابع وسار خلف الركب وتناسي مزايداته بالشريعة والدين.. وكأنه رفع تلك الراية لتشتيت الصف واللانحراف بخطي الثورة عن أهدافها الأساسية الحقيقية. والسؤال الآن:- هو لماذا القلق رغم إنها مؤشرات إيجابية تدل علي أن إرادة الشعب المصري .. أصبحت هي التي تحرك الساسة وصناع القرار لاستباق الأحداث والتجاوب معها؟ أقول ها هنا يكمن الخطر وهنا بيت الداء .. وهنا يضع يده علي قلبه كل من يحب هذا البلد ويحبس أنفاسه فرقا ًمن الأيام القادمة كل من تابع تجارب جيراننا - التي أخرجتهم من دائرة العصر الحديث وأرجعتهم إلي عصور ما قبل الحضارة- . حتى إن الواحد ليخجل أن ينتسب إلي هذه البقعة من العالم الغير آدمية والتي تخرج فيها الصراعات السياسية عن دائرة العقل والمنطق إلي منحدر أسوأ من البهيمية وألا إنسانية!!! فالمعركة كما أراها أضحت معركة صفرية.. ففي المرة الأولي - "25 يناير 2011" - كان مبارك يمثل ستارا ً...- بل نستطيع أن نقول "كبش فداء " قدمه المجلس العسكري لتهدئة ثورة عارمة هادرة في كل زوايا الوطن.. فعند الخطر أزاح الستار فهدأت قوة الثورة وتم استيعاب موجاتها الهادرة بأن فتحت أهوسة ومنخفضات تشبه إلي حد كبر مفيض "توشكي" بددت فيها كل موجاتها والتفت علي كل مطالبها . أما اليوم فلا ستار.. ويبدوا أنهم غير مستعدين لتقديم أي فداء فظهورهم للحائط كما أن الثورة ظهرها للحائط بعدما زالت الغشاوة عن الجميع وراجع الجميع أخطاءهم.. والمواجهة مباشرة فلا كبش فداء يمكن تقديمه ولا ستائر يمكن إزالتها لإقناع الشباب إن ثمة تغيير قد حدث . وهنا يضع يديه علي قلبه ويحبس أنفاسه كل من يرجو السلامة للوطن.. فلا سقف للمطالب التي قد يرفعها الشباب .. بالإضافة لمرارات الآلاف الذين قتلوا .. وليس لهم في المجتمع ذكر .. بل الكارثة أنهم حتى منعوا حقوقهم المادية هذا فضلا عن القتل المعنوي لأسرهم وذويهم كل يوم من فضائيات التخوين .. مما أوجد بغباء من يدير الأمور الآن قنابل مجتمعية مؤقتة سيأتي اليوم الذي تنفجر فيه حتما في وجه كل من يهرول جاهدا نحو الكرسي . ولا قدرة لمن بالحكم الآن علي التضحية بعدلي منصور مثلا .. أو الببلاوي وتفويض الأمر للمجلس العسكري!!. المواجهة أصبحت صفرية والمطالب ستكون إبعاد الجميع عن المشهد .. الجميع.. والطرف الآخر ليس جاهزا ًبالإجابة علي سؤال من سيحكم ؟؟؟؟.. من سيدير المرحلة؟.. لا يوجد إجابة واحدة موحده .. هناك إجابات كثيرة عند كل فصيل . من ها هنا وإذا استخدمت السلطات القمع فسوف تتعقد الأمور أكثر وتزداد الدماء التي سوف تتحرك ككرة الثلج .. قد تتحول البلاد بعدها إلي بؤرة نتنه من بؤر الثأر والعنف والخروج عن الإنسانية وتخرج مصر حينا من الإطار البشري إلي حيز الغابة . والمتآمرون في الخارج ينتظرون بسيناريوهاتهم لتأمين مصالحهم ولتأمين المجري المائي"قناة السويس" وحماية الأقباط!!... وحماية الحريات !!!.. والحفاظ علي أمن إسرائيل ...... و.......و.... وكل ما هو معد ضمن إطار الفوضى الخلاقة....... والسؤال الآن: هل الأسوأ لم يأتي بعد؟ هل هناك ضوء في آخر النفق؟ هل هناك أمل أن لا نقع في تلك الهوة السحيقة؟ هل نستطيع أن ندرك مصر قبل أن تدخل النفق السوري أو العراقي أو الليبي؟ والإجابة التي يعرفها الجميع ويريدها: نعم !!! إذا وجدت الإرادة .. وإذا أعلي الجميع مصلحة مصر علي أي مصالح وطموحات شخصية .. إذا سما الجميع عن المكايدة السياسية التي تدفعهم للكذب والافتراء علي رفقاء الأمس.. إذا أدرك الجميع إننا نستطيع أن نعيش معا علي أرض هذا الوطن إما نكون عقلاء ونعيش جميعا ً أو أغبياء ونكون جميعا خارج الزمن .. اللهم ألطف بمصر وأهلها

 

wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2014 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,971