وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

authentication required

الإخوان المسلمون ..وفن الخسارة الإخوان المسلمون ..وفن الخسارة ‏صالح أبو العباس‏ ? أحدُ الإعلاميين المشهورين كان قد وصف مواقف الإخوان المسلمين السياسية منذ ثورة 25 يناير وصفا ً دقيقا ً قائلا: "جماعة الإخوان المسلمون تتبع منذ ثورة 25 يناير سياسة فن خسارة المعارك " ! تأملت هذا التقييم فوجدت أن هذه السياسة لم تكن وليدة ثورة 25 يناير..بل هي للأسف سياسة الإخوان منذ عام 1948م حين قامَ رئيس الوزراءالنقراشي باشا بحل جماعة الإخوان المسلمون.. فقامَ بعضُ أعضاء التنظيم الخاص - بدون علم المرشد ومؤسس الحركة الأستاذ حسن البنا رحمه الله- باغتيال محمود فهمي النقراشي.. فأسرعَ الأستاذ حسن البنا بالتبرئ من هذا الفعل المخالف للشريعة الإسلامية .. فقال جملته المشهورة: "من فعل هذا ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"! .. فقامت الدولة باغتيال الأستاذ حسن البنا أمام جمعية الشبان المسلمين عام 1949م. هذه الحادثة تعد بمثابة أول فن من فنون خسارة المعارك.. فلو صبرَالإخوان علي حل الجماعة واستمروا في الدعوة لتغيرت السياسة ولعادتْ جماعة الإخوان مرة أخري كما عادت مرة أخري في بداية حكم الرئيس السابق جمال عبد الناصر بعد ثورة 23يوليو 1952م؛ولما قتل الشيخ حسن البنا، فقد كان قتل الأستاذ حسن البنا خسارة كبيرة للإخوان والدعوة الإسلامية في ذلك الوقت حيث كان هو دينامو العمل الإسلامي ورأسه المفكر في هذه الحقبة . وبعد سنوات قليلة عاد الإخوان المسلمون أكثر قوة من ذي قبل.. وفي أربعينات القرن الماضي وفي عام 1942م تحديداً أثناء مرور اليوزباشي عبدالمنعم عبد الرءوف في أحد شوارع القاهرة وإذ به يجد مجلة "الدعوة" (المنبر الاعلامي لتنظيم الإخوان المسلمون في ذلك الوقت) تباع علي الأرصفة فاشتراها ووجد فيها ميعاد لقاء الثلاثاء للأستاذ حسن البنا فذهب لحضور اللقاء .. وعرضَ علي الأستاذ البنا إنشاء تنظيم للإخوان المسلمون داخل الجيش فأخبره الأستاذ البنا بأنه موجود بالفعل تنظيم للإخوان داخل الجيش يسمي تنظيم " الضباط الإخوان" ..فانضم عبد المنعم عبد الرءوف لهذا التنظيم والذي كان يضم البكباشي جمال عبدالناصر وغيره ومن شباب الإخوان داخل صفوف الجيش.. وبعد موت الصاغ محمود لبيب الذي كان مسئولاًعن التنظيم آن ذاك ،قام بتسليم كل متعلقات التنظيم من مال وكشوف خاصة بأعضاء التنظيم للبكباشي جمال عبد الناصر .. قام جمال عبد الناصر بتغيير اسم التنظيم إلي الضباط الأحرار ليتمكن من ضم عناصر غير ملتزمة دينياً إلي التنظيم ، وجعل شرط الانضمام إلي التنظيم توافر السرية والوطنية فقط ولا يشترط الالتزام الديني كما كان متبعاً من قبل ، وفي يوم 22 يوليو1952 أراد جمال عبد الناصر أن يظفر بساعة الصفر لينقلب علي الملك.. ولكن أنّى لجمال أن يأخذ مثل هذا القرار بدون إذن القوي العظمي آنذاك وهي جماعة الإخوان المسلمون بقيادة المستشار حسن الهضيبي فلم يتمكن من الوصول إلي المرشد فتأخرت ساعة الصفر إلي يوم 23 يوليو 1952 حتى وافق المرشد علي هذا الانقلاب . وهذا يدل علي دور الإخوان المسلمون الحيوي والهام في نجاح ثورة 23يوليو . وفي يوم 26 يوليو ذهب اليوزباشي عبد المنعم عبد الرءوف إلي قصر رأس التين بالإسكندرية ليجبر الملك فاروق علي التنحي وترك العرش ، فاستجاب الملك بلا مقاومة وبلا إراقة نقطة دم . واستقل الملك المعزول يخته الخاص وسافر حيث أراد.. وكأنه استلهم خيار سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما.. ولسان حاله يقول: أيها المصريون لقد كانت جماجمكم بين يدي فخشيت أن أقتلكم علي الملك ! المفارقة المدهشة هنا أن الملك فاروق لم يكن مصري الأصل.. ولم يكن منتمياً للحركة الإسلامية .. ونحن أبناء الحركة الإسلامية مصرون علي خيار الدم.. ولا نتعلم من تجارب السابقين .. بل لا نتعلم من أخطائنا نحن. ونكرر نفس الخطأ بنفس الشكل بنفس المضمون مع تغيير الأشخاص فقط.. وكأننا نريد أن نؤكد وعن جدارة أننا لا ننسي التاريخ والتجارب ، كما أننا مصرون علي ألا نتعلم منهما أيضاً وهذا هو السبب الحقيقي وراء فن خسارة المعارك السياسية للحركة الإسلامية وليس عند الإخوان فقط. s

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/blog/39-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/354767-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%A9

أحدُ الإعلاميين المشهورين كان قد وصف مواقف الإخوان المسلمين السياسية منذ ثورة 25 يناير وصفا ً دقيقا ً قائلا: "جماعة الإخوان المسلمون تتبع منذ ثورة 25 يناير سياسة فن خسارة المعارك " ! تأملت هذا التقييم فوجدت أن هذه السياسة لم تكن وليدة ثورة 25 يناير..بل هي للأسف سياسة الإخوان منذ عام 1948م حين قامَ رئيس الوزراءالنقراشي باشا بحل جماعة الإخوان المسلمون.. فقامَ بعضُ أعضاء التنظيم الخاص - بدون علم المرشد ومؤسس الحركة الأستاذ حسن البنا رحمه الله- باغتيال محمود فهمي النقراشي.. فأسرعَ الأستاذ حسن البنا بالتبرئ من هذا الفعل المخالف للشريعة الإسلامية .. فقال جملته المشهورة: "من فعل هذا ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"! .. فقامت الدولة باغتيال الأستاذ حسن البنا أمام جمعية الشبان المسلمين عام 1949م. هذه الحادثة تعد بمثابة أول فن من فنون خسارة المعارك.. فلو صبرَالإخوان علي حل الجماعة واستمروا في الدعوة لتغيرت السياسة ولعادتْ جماعة الإخوان مرة أخري كما عادت مرة أخري في بداية حكم الرئيس السابق جمال عبد الناصر بعد ثورة 23يوليو 1952م؛ولما قتل الشيخ حسن البنا، فقد كان قتل الأستاذ حسن البنا خسارة كبيرة للإخوان والدعوة الإسلامية في ذلك الوقت حيث كان هو دينامو العمل الإسلامي ورأسه المفكر في هذه الحقبة . وبعد سنوات قليلة عاد الإخوان المسلمون أكثر قوة من ذي قبل.. وفي أربعينات القرن الماضي وفي عام 1942م تحديداً أثناء مرور اليوزباشي عبدالمنعم عبد الرءوف في أحد شوارع القاهرة وإذ به يجد مجلة "الدعوة" (المنبر الاعلامي لتنظيم الإخوان المسلمون في ذلك الوقت) تباع علي الأرصفة فاشتراها ووجد فيها ميعاد لقاء الثلاثاء للأستاذ حسن البنا فذهب لحضور اللقاء .. وعرضَ علي الأستاذ البنا إنشاء تنظيم للإخوان المسلمون داخل الجيش فأخبره الأستاذ البنا بأنه موجود بالفعل تنظيم للإخوان داخل الجيش يسمي تنظيم " الضباط الإخوان" ..فانضم عبد المنعم عبد الرءوف لهذا التنظيم والذي كان يضم البكباشي جمال عبدالناصر وغيره ومن شباب الإخوان داخل صفوف الجيش.. وبعد موت الصاغ محمود لبيب الذي كان مسئولاًعن التنظيم آن ذاك ،قام بتسليم كل متعلقات التنظيم من مال وكشوف خاصة بأعضاء التنظيم للبكباشي جمال عبد الناصر .. قام جمال عبد الناصر بتغيير اسم التنظيم إلي الضباط الأحرار ليتمكن من ضم عناصر غير ملتزمة دينياً إلي التنظيم ، وجعل شرط الانضمام إلي التنظيم توافر السرية والوطنية فقط ولا يشترط الالتزام الديني كما كان متبعاً من قبل ، وفي يوم 22 يوليو1952 أراد جمال عبد الناصر أن يظفر بساعة الصفر لينقلب علي الملك.. ولكن أنّى لجمال أن يأخذ مثل هذا القرار بدون إذن القوي العظمي آنذاك وهي جماعة الإخوان المسلمون بقيادة المستشار حسن الهضيبي فلم يتمكن من الوصول إلي المرشد فتأخرت ساعة الصفر إلي يوم 23 يوليو 1952 حتى وافق المرشد علي هذا الانقلاب . وهذا يدل علي دور الإخوان المسلمون الحيوي والهام في نجاح ثورة 23يوليو . وفي يوم 26 يوليو ذهب اليوزباشي عبد المنعم عبد الرءوف إلي قصر رأس التين بالإسكندرية ليجبر الملك فاروق علي التنحي وترك العرش ، فاستجاب الملك بلا مقاومة وبلا إراقة نقطة دم . واستقل الملك المعزول يخته الخاص وسافر حيث أراد.. وكأنه استلهم خيار سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما.. ولسان حاله يقول: أيها المصريون لقد كانت جماجمكم بين يدي فخشيت أن أقتلكم علي الملك ! المفارقة المدهشة هنا أن الملك فاروق لم يكن مصري الأصل.. ولم يكن منتمياً للحركة الإسلامية .. ونحن أبناء الحركة الإسلامية مصرون علي خيار الدم.. ولا نتعلم من تجارب السابقين .. بل لا نتعلم من أخطائنا نحن. ونكرر نفس الخطأ بنفس الشكل بنفس المضمون مع تغيير الأشخاص فقط.. وكأننا نريد أن نؤكد وعن جدارة أننا لا ننسي التاريخ والتجارب ، كما أننا مصرون علي ألا نتعلم منهما أيضاً وهذا هو السبب الحقيقي وراء فن خسارة المعارك السياسية للحركة الإسلامية وليس عند الإخوان فقط.

wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2014 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,874