وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

 

الإنسان كل الإنسان وبدون استثناء مهما علا قدره وارتفع شأنه وعظم جاهه.. إلا ويأتي عليه يوم ويقال عنه الوزير السابق.. إما أن يترك الوزارة.. أو تتركه هي.. أو ينتهيان

حقا ً إن كل "وزير" وإن طال به الزمن سوف يكون يوما ً "الوزير السابق".. إلا الداعية.

الداعية ذاك الرجل الذي حافظ على كرامة الإنسان.. فإنه يبقى في القلب دائما ً.

ذاك الرجل الذي قام يجبر الكسر ويستر العيب ويرقع الخرق.

ذاك الرجل الذي رحم الأرملة والمسكين وابن السبيل ورحم المصاب .

ذاك الرجل الذي بحث عن أرض صحراء فزرعها.. فآتت أكلها كل حين بإذن ربها

ذاك الرجل الذي رماه الناس بالحجر فأهداهم الثمر.

ذاك الرجل الذي أحب الخير للناس.. فصار أنفعهم للناس .

ذاك الرجل الذي قام يمسح على المجتمع آلامه.. ويخفف أحزانه.. ويرثى لخطاياه.. ويستميت في هدايته.. ويأخذ بناصر الضعيف.. ويقاتل دونه قتال الأم عن صغارها.

ذاك الرجل الذي لم يكن يوما ً من طلاب الدنيا الذين يقفزون مراحل الصعود.. يريدون اختزالها حتى يصلوا قبل الأوان.. بل هو يمضي الهوينى نحو هدفه.. الذي هو هداية الخلائق.. ونفع الناس.. خطوة.. خطوة .

ذاك الرجل لن يكون يوما ً الوزير السابق

غلام الأخدود .. ما كان يوما الوزير السابق بل خلد الله ذكره وأعلا شأنه..لما قام بالدعوة إلى الله .

مصعب بن عمير.. ما كان يوما الوزير السابق..ذاك الرجل الذي فتح الله به وعلى يديه آذان صما وقلوبا غلفا .

مؤمن آل فرعون.. يوم أن جعل الدعوة إلى الله وظيفته.. ما صار يوما ً الوزير السابق.

مؤمن آل يسن.. ما كان يوما ً الوزير السابق.. فقد دعا إلى الله بعد مماته "يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ "

هل سمعت أحدا ً أطلق على أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد.. ومن قبلهم الصحابة.. ومن بعدهم دعاة أمثال حسن البنا وسيد قطب وعلاء محيي الدين ودرويش عرفة بـ"الوزير السابق"

وكذلك كل من صار ديدنه الدعوة إلى الله كالشيخ الشعراوي.. والشيخ كشك.. والشيخ إبراهيم عزت.. لم يطلق عليه لفظة الوزير السابق .

وكذلك أيها الأحبة كل من صار على طريقهم.. وسلك مسلكهم لن يطلق عليه يوما ً الوزير السابق حتى بعد الممات .

الداعية .. يعلي الله ذكره

الداعية .. ينادي الله في عليائه إني أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء.. ثم يوضع له القبول في الأرض.

الداعية .. وزير وإن ترك المكتب الأنيق.

والكل يلاحظ ذلك واقعا ً ومشاهدا ً في حاضرنا الذي نحياه.. كل من اشتغل بالدعوة إلى الله يظل هو الوزير وإن ترك المكتب الأنيق.

wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2013 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,972