وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

الأصلُ هو أن نستعيدَ نحن إيران إلى الدين الصحيح وإلى منهج أهل السنة.. وليس استعادتهم مصر الفاطمية التي لم تنتج إلا الطواغيت وعبدة الشيطان.

فإيران الغالية على قلب كل سني مُوحد ظلتْ تسعة قرون على الدين الصحيح.. وساهمت بعلمائها العباقرة السنة في تأسيس صرح الحضارة الإسلامية العريقة.. أمثال البخاري ومسلم وسيبويه والفراهيدي والبيروني.. قبلَ أن تُختطف وتُغتصب بوحشية على يد الصفويين في كهوف الرفض والتزوير والحقد الأسود على العرب.. مما جعلَ إيران منذ ذلك التاريخ إلى اليوم الحليفَ الأكبر والأخطر لكل أعدائنا.

كما وصفَ ابنُ تيمية "فالرافضة يُوالون من حاربَ أهل السنة والجماعة ويوالون التتار ويوالون النصارى".. ولازالت إلى اليوم مُختطفة تُغتصب ونحن نتفرج خائفين من نفس المصير من خاطفيها !

نخاف من الغزو الشيعي.. ومختطفوا إيران السنية اخترقوا مصر بالعناصر الأمنية والمخابراتية وعناصر الحرس الثوري.. وقد وصلت بهذا الباطل إلى حكم العراق والسيطرة على لبنان واخترقتْ من قبل أفغانستان وباعتها لأمريكا.. وتلعب منذ زمن في باكستان والبحرين والسودان.. فهي بتحركها الايجابي الفاعل قد أحاطتْ بنا من كل جانب.. ونحن ننوح خوفاً من الانفتاح المزعوم وقدوم السياح الإيرانيين!

نحن نهربُ كالعادة من ساحات المواجهة الحضارية بذرائع جبانة.. فالانفتاح والعلاقات الثنائية لابد من منعها ولابد من غلق الحدود خوفاً من تشييع مصر.. ألهذه الدرجة وصلَ ضعفنا وعدم ثقتنا بأنفسنا وهواننا على منهجنا وعلى ابن الخطاب؟!!

أنسينا إيران السنية وواجبنا نحو شعبها المقهور المُغيب في عمائم الخرافة والأساطير؟!!

الصراع لن يتوقف بين فارس والعرب – وفى القلب منهم مصر – حتى لو ظللنا متقوقعين خائفين من المواجهة.. وما أندهش له هو أن البعض يخاف من سياح شيعة وافدين بالرغم من وصول مستوى الاختراق إلى صناعة أتباع وموالين من قوى سياسية وإعلامية وزرع عناصر استخباراتية.. وهذا يؤكد أننا في مراحل ميئوس منها من الكسل بالرغم من امتلاكنا الحقيقة ومصادر النور.

يقولون عن الصوفية كلاماً مُوجعاً بالفعل وأنهم تربة صالحة للتشيع.. وأن تجاوزنا الإساءة التي تحمل قدراً هائلاً من الغباء الاستراتيجي.. فأين دوركم قبل عشرات السنين وتواصلكم مع هؤلاء الملايين من المصريين لجعلهم تربة صالحة للتسنن لا للتشيع؟!!

وكيف تجرُ فارس مصرَ ومن خلفها العرب إلى ألف سنة للوراء لنسترجع معهم بعد حقننا بأفيون النفط والمساعدات والجنس شخير الخرافات والأساطير والأكاذيب.. وليتورط عقلنا في تصديق خرافة الرجل الذي دخل السرداب ونظرية الولي الفقيه وتوريث الحكم؟!!

والطبيعي هو أن ينتشل العرب فارسَ من كهوف وتكايا التخلف والرجعية.. وليعيدوا إلى هذه البلاد العريقة وجهها المشرق وذاكرة البخاري ومسلم.. بعد أن جمدتْ فكرياً وتوقف الزمن هناك عند نقطة لا يستطيعون تجاوزها.. قائمين على ألاعيب وأساطير البهبهانى والتسخيري والجاعلي والعاملي.

فمن ينتصر عند الانفتاح والمقارنات والجدل.. نحن الأحرار أم هم العبيد؟.. الحق أم الباطل؟.. التنوير أم التخلف؟.. نحن في بلاد الحريات والثورات الإنسانية الكبرى والتعددية وتداول السلطة والدولة المدنية ومحاسبة الحاكم ونقده.. أم هم حيث العبودية والهوان والكبت والقهر والتسلط والإجرام السياسي باسم الدين؟!!

الاختراق الشيعي قائم من زمن يا غافلون بأقوى وأخس الأسلحة.. لكن ما ظنك بسائح إيراني قادم من بطن حوت القهر والكبت والتخلف ومزاريب وروائح الأحقاد والعفن الفكري.. لينتعشَ في بلادنا بأمطار الحرية.. وليعيشَ معنى الثورة الحقيقي ومظاهرات الميادين لتيارات من اليسار واليمين والصحافة الحُرة والتعددية الحزبية والنقاشات الساخنة.

وأين جهودنا في الاختراق والغزو المضاد لنحررَ الإنسان الإيراني من الديكتاتورية القميئة ومن الخرافات والجهل.. ولنخلصه من عبادة الأصنام الحية والميتة والأوثان الدينية والسياسية؟!!

إيران إمبراطورية من ورق قامت وتوحشتْ في غفلة من أهل السنة المأسورين في سجون الاستبداد.. ولا يظنن أحد أن سلاحها النووي قوة.. فما هو إلا صنم آخر لشعب يرزخ في التخلف الفكري والاقتصادي ولا يجد دواءه وغذاءه.. والآن تحرر العرب وتحررت مصر فارتعبت إيران.. وهذا هو المنطقي فمعناه اندثارها ودفنها بقيمها الدينية والسياسية التي عفي عليها الزمن.. لكن العجيب والمؤسف أنني سمعتُ صيحات الخوف صادرة من مصر.. لا من إيران!!

"اللهم أني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز التقى"

تلك كانت شكوى عمر قاهر الفرس.. وهى شكوانا الآن

wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 74 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2013 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,972