إلى الأزهر .. شيخا و رئيسا ... جامعة و مؤسسة!!
أكتب مقالى فى هذه المره موجها إلى مؤسسة هى الاعرق على الاطلاق بين المؤسسات التعليمية و الدينية فى جمهورية مصر العربية و الوطن العربى بل و العالم اجمع ، موجها خطابى إلى الازهر الشريف كونه كيان دينى هو قبلة التعليم الدينى فى العالم بأثرة ممثلا فى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ، و أيضا إلى الجامعة ممثله فى رئيسها و إلى النظام التعليم ممثلا فى كونه مؤسسة و إحدى نظم التعليم المصرى ، و إيمانا منى بالدور الهام لكل ما ذكرت ، أكتب هذه الاسطر من القلب و المنبع وجدانى نظرا لحبى لتلك الكيان الذى نشأت و ترعرعت فيه سنوات عمرى و تعليمى ، و افتخر بذلك ، أكتبها و لكى يقين أننى لا انتقد لشخصكم الكريم و لكنى أقترح و اقدم افكارا لسيادتكم و لكم الحق فى وضعها بالاعتبار او إهمالها .
بعد معاناة طويلة سواء فى البحث عن سبل لتطوير التعليم المصرى بكل ما له و ما عليه أو فى البحث عن طرق لمواجهة الافكار المتطرفة و التى كان من الاساس منبعها هو النظام التعليمى الذى يأن و يعانى و بالتالى كانت مخرجاته على غير الهدف منها ، لذا وجب علينا كأبناء لتلك المؤسسة العريقة البحث و بذل الجهد من أجل ان تبقى دائما فى المقدمة كيانا له قيمته و مكانته العظيمة فى نفوس المسلمين بل و غيرهم ، نقدم النصح و الفكر بإيمان خالص و معتقد يقينى أنه واجب علينا و ليس فضلا او تكرما او أى شىء أخر .
أبدأ كلماتى الهامة إلى سيادتكم من هنا ، حيث تقوم فكرتى على أساس و هو إعادة هيكلة جامعة الازهر بشكل كامل على أن تكون
كليات القمة بالجامعة هى الكلياات الشرعية و ليست كما هى الان ، و ذلك سيثمر ثمارا على مجتمعا لو عرضته فى مقالى هذا لما اتسع الامر ، الى سيادتكم نعانى الان من تكدس فى كليات القمة الحاليه سواء الطب أو الهندسه او العلوم او الصيدله او طب الاسنان و غيرهم ، بل و فى تصريحات عديده يطالب فيها نقيب الاطباء بعدم دخول تلك الكليات المتعلقه بالطب نظرا لكثرة و تكدس الاعداد ، و عدم الحاجة ، و فى المقابل نجد برغم التكدس بكل جامعات مصر تلك هى كليات القمة كل عام ، و عليه فإن جامعة الأزهر يجب ان تكون سباقة دائما ، فى كل عمل مفيد للوطن و للتعليم و للدين .
إن ما نعانى منه من تطرف فكرى و إرهاب باسم الدين ، أرى كباحث فى المجال التعليمى التربوى و كإحدى متخصصى مجالات تطوير التعليم ، أن سببا من الاسباب ان لم يكن السبب الرئيس هو تدنى نسب القبول فى الكليات الشرعيه و جعلها كليات تقليديه يدخلها الطلاب ذوى المستويات المتدنية ، ليس حبا فيها و لكن إجبارا و على حد قول بعض الطلاب ( مجموعى دخلنى كده ) ، فلماذا لا تكون تلك هى كليات القمة و يدخلها الطلاب ذوى المستويات المرتفعه كى تخرج لنا ، قمم و أعلام فى المجال الدينى لمواجهة التطرف الفكرى و الارهاب الدينى ، و لا نترك المجال لدخول ذوى العقول المدنيه تلك التخصصات التى اصبحت تسهم بشكل مباشر وكبير فى الحياة العامه و السياسه المجتمعية بل و تسببت فى تغير سياسات دولية فى الوضع الراهن .
دعونا ننظر الى الوضع كأنه موجود بالفعل ، و تخرج لدينا كل عام طلاب متفوقون من كليات الدعوة الاسلامية و الشريعه و القانون و اصول الدين و الدراسات الاسلامية و العربية و اللغة العربية و كلية القرأن الكريم ، هل نجد بعد كل هذا من يسئ للدين او من يتكلم باسمه وهو لا يملك العلم ، بكل صراحة نعانى الان من قلة علم الخطباء فى المساجد و مقدمى و مناقشى البرامج الدينية على الشاشات لان الازهر اخفق فى مواجهة السوشيال ميديا او الجانب الالكترونى و الاعلامى نظرا ايضا لضعف المستويات ، فلو تغير الوضع سنجد من الاعداد و المستويات المتفوقه الامر الكافى لمواجهة كل ذلك .
من هنا أتوجه لسيادتكم بأمر جلل سيحاسبنا عليه ربنا يوم القيامه ، و لابد ان نواجه مشكلاتنا بأنفسنا و نقدم لها العلاج و الدواء القطعى الجازم الحازم دون الحلول المؤقتة التى لا تجدى شيئا ، و أنا اتقدم لسيادتكم بأفكار تلك هى أقلها ، و التى ستسهم فى تغيير الوضع الحالى ، فبدلا من أن نجد من يسب و يشكك فى ائمتنا امثال الامام البخارى و مسلم ، نسبق الحدث و نخرج علماء أجلاء ، لمواجهة ذلك كله .
هذا ما قدمت و نسأل الاجر و الثواب من الله وحده فقط
إحدى الراجين العفو من الله
إحدى مفكرى التعليم المصرى
إحدى المحبطين المتفائلين بالمستقبل القادم
كتبه ......................... / تامر الملاح
ساحة النقاش