المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

 

قرارات نوعية ...... الطريق إلى التطوير ! ! ! 

 

فى حقيقة الأمر يعيب القرار التعليمي المصرى على مر العصور بأنه قرار كمى بحت لا ينظر الى النوعية او الكيفية على الاطلاق ، فننظر وفقا لهذه الثقافة الى تطوير التعليم على أنه مجرد سلسلة من القرارات الوزارية او من قبل المسئولين و التى غالبا ما تتعلق بأمور كمية مادية مثل ، زيادة عدد المدارس ، زيادة عدد الفصول ، زيادة استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب ، توفير تجهيزات عينية فى المؤسسات ، زيادة عدد المدرسين ، و الاداريين ، زيادة عدد الكتب المدرسية ، زيادة عدد الجامعات ، ......إلخ ، و كلها أمور من شأنها ان تحقق ( لا شىء ) و الدليل استمرار الواقع الهزيل فى النظام التعليمى المصرى بكل مراحلة  و مستوياته ، و لم نجد الى الان من يفكر بشكل نوعى كى يبحث فى سبل تطوير التعليم .

 

من هنا ننطلق ، حيث البداية بالتغيير النوعى و ليس الكمى كما يعتقد المسئولون عن التعليم ، ومن هذه الآمور الهامه التى أود التعليق عليها فى مقالى هذا هى عقلية الطالب المصرى ، و مستواه الفكرى ، و ثقافته التى تراكمت لديه خلال سنوات الدراسة بالتعليم المصرى أو التى من المفترض أن تكون تراكمت لديه ثقافات مميزة وفقا لنتائج النظم التعليمية المتحضرة ، و بحثا فى الامر نجد الواقع المرير عندنا نصطدم بعقلية لم تتحرك للأمام بل و لم تظل كما هى ، بل تسير نحو التخلف ، و ما يدلل على ذلك انظروا على حجم المأساة فى الشارع الان ، من بلطجة و متشردين صغار فى السن ، و خارجين عن الاخلاق فى محطات القطار و تجمعات العربات ( المواقف ) ، و الاماكن العامة ، نحن تجد المستوى الحقيقي لعقلية المتعلم المصرى .

 

لا اقول ان هذا ما ينطبق على المتعلم المصرى مطلقا و لكن على الاغلبيه العظمى ، إذن من هنا يجب ان نقييم النظام التعليمى وفقا لمخرجاته اولا ، فإذا سوق العلم يقييم الافراد بشكل كيفى و نوعى اذا لماذا لا يتعامل مسئولوا التعليم على اعداد افراد مميزين بشكل نوعى و عدم اطلاق العنان للتفكير الكمى بشكل كامل على الاطلاق و منذ عقود ، فتقاس التجارب بالنتائج و نتائجنا فى التعليم ، لا تناسب دولة محورية بحجم مصر  ، تمتع بوجود نظامين من التعليم ، ولا يوجد بها نظاما واحدا على الاقل ينافس عالميا ، او قاريا ، و العجب العجيب العجاب أننا و مع كل هذا لم نضع خططا للتطوير لا على المدى القريب او المدى البعيد ، و لكن نسير بعشوائية مطلقة ، والدليل وجود أخطاء فادحة بشكل يومى لعل منها الحادثة المشهورة اعلاميا بطالبة الصفر فى الثانوية العامة .

 

تظهر الفادحة الكبرى عند التحاق مخرج التعليم المصرى ( الخريج ) بسوق العمل نجد انه غير مؤهل حتى لمجرد العمل فى تخصصه الجامعى و انه بحاجه الى دراسات عملية تؤهله ، و الا اصبح من العاطلين ، الان ، نحن بحاجه الى مواجهة قوية لكل سلبيات النظام الحالى ، و اقصد بالنظام الحالى ، السياسه التى يدار بها التعليم المصرى فى عصرة الحديث ، و التى منها انه يجب على البحث العملى فى مصر ان يغير مسارة الذى يسير عليه الان و يتطور وفقا للنظم البحثية الدولية التى بلغت بأصحابها الى الخروج خارج مجرتنا الى الفضاء الخارجى ، و نحن بنظمنا ما زلنا غير قادرين على تنظيم الحياة على كوكب الارض ، عندما انظر الى مسئول فى التعليم يتحدث عن انجازاته ، فى حقيقة الأمر تنتابنى السخريه على كلماته و فخرة بنفسة .

 

الى المسئولون ، قرارات نوعية هى الحل ، و التى انا على استعداد أن اقدم العديد منها والتى ليست بحاجه الى اموال على الاطلاق كى يتم تنفيذها ، و التى تعمل على تطوير التعليم المصرى و تجيش الهمم نحو انشاء ثقافه علمية جديدة و ارثاء مبادىء من شانها أن تنتج لنا طالب وفقا للمعايير الدولية ، و من خلال تفكير عميق لشهور خرجت بافكار اقسم بالذى نفسى بيده أعظمها لا يتطلب جنيه واحده مصرى فقط لا غير كى يتم تنفيذها  ،  هذا وان دل فانه يدل اننا قادرين على التغيير و التطوير دون الحاجه الى اجهاد المال العام للدولة فى ظروفها الحاليه و لكن من ينظر الينا ؟ و من يستجيب إلى افكارنا ؟ و من يبحث عنا ؟ هما المعضلة .

 

هنا اكتب ، و اعترف اننى اتمنى ان تأتى اللحظة التى أكون فيها قادرا على اخراج ما لدى من افكار و قادرا فى ذات الوقت على تنفيذها على أرض الواقع الذى يعانى ، من انهاك و انتهاك للدولة فى نظامها التعليمى الذى لا يخرج لها الا اعداد كل عام تضاف الى اعداد العاطلين و تزيد من نسبة البطالة فى مصر فقط ، فلا تستفيد الدولة فى كل عام سوى بأعداد بسيطة من خريجيها و التى تقدر بالعشرات فقط و هى نسبة ضئيلة جدا فى مقابل الكل ، و من هذا المنطلق كنت انا اول من هاجم انشاء مشروع مدينة زويل للعلوم و التكنولوجيا فى مصر نظرا لاسهام هذا المشروع فى طبقية التعليم فى مصر .

 

ما الفائدة عندما اترك القطاع العريض من المتعلمين فى كافة ارجاء الدولة و أهتم بــ مثلا ال 300 الاوائل فى الثانوية العامة فقط ، يا سادة إن لم نحقق مبدأ تكافؤ الفرص و تقديم نفس المستوى من الخدمات التعليمية للجميع ، و إعداد طلاب محققين لكافة الاهداف التعليمية بكل المراحل ، إذا فنحن نعانى من نظام تعليمى فاسد على الاطلاق ، مهما حاول تحسين صورته ، إنظروا الى الاهداف الاساسيه التى وضعتها اليابان و امريكا لنظم التعليم بهم ، نجد انه اولا تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص و الاهتمام و العناية بالجميع حتى يتميز الجميع و لكن فى مصرنا الوضع يختلف فنحن نهتم بالاوائل فقط و التى من وجهة نظرى انه فشل كبير جدا لسياسات يشوبها النقص و الارتجال .

 

قرار نوعى ، تطور جزرى ، تغيير للأفضل ، تقدم للأمام ، استغلال العقول ، إنتاج طاقة بشرية هائلة و رشيده ، استثمار بشرى ، عقول مميزة ،تعليم قوى ، نجاح فى كافة المجالات . وشكرا

 

أحد الراجين من الله العفو و الغفران

أحد الغواصين فى بحار التعليم المصرى

أحد المحليلين لمشكلات وطننا الغالى

 

كتبه ......................... / تامر الملاح

 

المصدر: إعداد م / تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 230 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,897,624

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.