الفرق بين الاستبيان والاستبار
لا يزال بعض الباحثين يخلطون بين الاستبيان والاستبار ويستخدموهما كمترادفين، ولهذا حرصنا على بيان الفرق بينهما على النحو التالي.
الاستبيان لغة:
كلمة مشتقة من الفعل استبان الأمر، بمعنى أوضحه وعرفه، والاستبيان بذلك هو التوضيح والتعريف لهذا الأمر، وهو ترجمة للكلمة الإنجليزيةQuestionnaire.
واصطلاحا:
هو "نموذج مطبوع يحتوى على مجموعة من الأسئلة المرتبة بأسلوب منطقي مناسب، مقسمة حسب وحدات معينة، وتدور حول موضوع معين، يتم وضعها في استمارة ترسل لعينة من المبحوثين بالبريد، أو يجرى تسليمها باليد، أو تنشر على صفحات الجرائد والمجلات، أو تبث عن طريق التلفاز أو الإذاعة، أو على شبكة الانترنت، يجيب عليها المبحوثون بدون مساعدة من الباحثين سواء في فهم الأسئلة أو تسجيل الإجابات عليها، ثم يقومون بإرسالها إلى الباحث أو الهيئة المشرفة على البحث بعد الانتهاء من ملئها".
ويستخدم مصطلح "استمارة الاستبيان" للإشارة إلى الاستبيان فيقال "استمارة الاستبيان"، وتعتبر هذه الاستمارة من أكثر أدوات جمع البيانات شهرة وانتشارا في العلوم الاجتماعية بصفة عامة، وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بصفة خاصة، وهى تفيد تقريبا في كافة البحوث الاجتماعية فهي تستخدم في البحوث الكشفية لجمع أكبر قدر من المعلومات عن الظاهرة موضوع الدراسة، وتستخدم أيضا بكفاءة أكثر في البحوث الوصفية لتقرير ما توجد عليه الظاهرة في الواقع،كما تستخدم في البحوث التجريبية وغيرها كذلك.
وقد يكون الاستبيان مقننا أو غير مقنن. أما الاستبيان المقنن فهو الاستبيان الذي يتضمن مجموعة من الأسئلة الدقيقة، المحددة، المعدة مسبقا قبل تطبيق الاستبيان والتي يضعها الباحث بعناية كبيرة للحصول على معلومات في غاية الدقة، حيث تجري الإجابة على الأسئلة وفق الصيغة التي قدمت فيها. وعادة ما يستخدم الباحث في هذا النوع من الاستبيان الأسئلة المغلقة التي يقوم فيها المبحوث باختيار إجابة واحدة أو أكثر من ذلك من الإجابات البديلة التي وضعت للسؤال المطروح، من خلال الإشارة إليها بعلامة مميزة في الخانات الصغيرة المخصصة لذلك، وتكون إجابات المبحوثين إما بنعم، أو لا، أو لا أعرف، وإما أن يجيب على عدة استجابات تتراوح بين أوافق بشدة، وأوافق، وإلى حد ما، ولا أوافق، ولا أوافق بشدة.
وبهذه الكيفية لا يجد المبحوث صعوبة في فهم السؤال وتقديم الإجابة، وبالتالي لا يخرج أبدا عن ما هو مطلوب منه، ومن خصائص هذا الاستبيان تقليل الخطأ في تفسير المعلومات وعدم حاجته إلى الوقت والجهد المطلوبين للاستبيان المفتوح، وتسهيل عمل الباحث في تلخيص النتائج وتحليلها. أما الاستبيان غير المقنن: فهو الاستبيان الذي يتضمن مجموعة من الأسئلة العامة في شكل عناوين رئيسية لأهم القضايا المبحوثة باستخدام الأسئلة المفتوحة التي يشير من خلالها الباحث إلى النقاط المطروحة أمام المبحوث ليفسح له المجال بالتكلم بقصد الحصول على أكبر قدر من المعلومات كما يمكن له التدخل بين الحين والآخر أثناء هذا الحديث بأسئلة إضافية مكملة، لتوجيه الحوار نحو أهدافه النهائية، ولهذا فإن هذا النوع من الاستبيان يستخدم في الأبحاث الاستكشافية التي يسعى الباحث فيها إلى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات لتوضيح النقطة محل الدراسة إلى جانب استخدامه في الأبحاث التي تدرس آراء المبحوثين، واتجاهاتهم، ودوافعهم تجاه قضايا معينة، باستخدام أسئلة عامة تمثل رؤوس الموضوعات المبحوثة والتي يمكن توسيعها بأسئلة إضافية. ويعتمد الاستفتاء غير المقنن بالدرجة الأولى على مهارة الباحث في إدارة الحوار الخاص بطرح الأسئلة وجمع المعلومات والبيانات المطلوبة وهو يتطلب خبرة مهنية تكسب صاحبها تقنيات التعامل مع المبحوث بكيفية ناجحة.
وهناك الاستبيان المغلق - المفتوح، وهو نوع من الاستبانات تكون مجموعة من الأسئلة منها مغلقة وتتطلب من المفحوص اختيار الإجابة المناسبة لها، ومجموعة أخرى من الأسئلة مفتوحة، وللمفحوصين الحرية في الإجابة، ويستعمل هذا النوع عندما يكون موضوع البحث صعبا وعلى درجة كبيرة من التعقيد مما يعني الحاجة لأسئلة واسعة وعميقة. والواقع أن قضية اختيار الاستبيان المفتوح أو المغلق تتوقف عادة على عوامل رئيسية ثلاثة هي: الثبات والصدق وإمكانية الاستعمال.
وفي ضوء طريقة تطبيق الاستبيان وإدارته يمكن التمييز بين نوعين من الاستبيان هما الاستبيان المدار ذاتيا من قبل المبحوث:وهو الذي قد يرسل بالبريد، أو يوزع عبر صفحات الجرائد، أو يبث عبر الإذاعة والتلفزة، وفي هذه الحالة فإن المبحوث هو الذي يتصرف ويجيب على الأسئلة المطروحة من تلقاء نفسه. وهناك الاستبيان المدار من طرف الباحث وهو الذي يأخذ شكل مقابلة شخصية بين الباحث والمبحوث، ويجب على الباحث هنا أن يقرأ العبارات أو يقولها من الذاكرة للمبحوث، ولهذه الطريقة مميزات منها: ضمان صحة تمثيل العينة بدرجة أكبر من الاستبيان المدار ذاتيا وخاصة الاستبيان البريدي. ويمكن التمييز أيضا بين الاستبيان الفردي الذى يقدم للمبحوثين فرادى ومنفصلين للإجابة عليها بمفردهم، والاستبيان الجماعي الذى يعطى للمبحوثين مجتمعين.
الاستبار:
في اللغة: "استبر الجرح أو البئر أو الماء أي امتحن غوره ليعرف مقداره.واستبر الأمر أي جربه واختبره".
والاستبار أو المقابلة interviewing Schedule أداة من أدوات البحث الاجتماعي التي تستخدم في الكثير من العلوم الإنسانية، خاصة في علم النفس وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا، ويعتبر من أكثر الأدوات استخداما و أفضلها على الإطلاق خاصة في المجتمعات التي تنتشر فيها الأمية، وهو ليس بأداة منفصلة عن الأدوات الأخرى بل هو أداة إضافية تضاف إلى أدوات البحث الأخرى. ويستخدم الاستبار عادة في قياس الرأي العام ذي العلاقة بالانتخابات السياسية، وهو لا يختلف من حيث الخصائص الفنية كثيرا عن الاستبيان. وتعرف المقابلة بأنها "المحادثة الجادة الموجهة نحو هدف محدد غير مجرد الرغبة في المحادثة لذاتها".
و ينطوي هذا التعريف على عنصرين رئيسيين هما:
أ- المحادثة بين شخصين أو أكثر في موقف مواجهة، وأن الكلمة ليست هي السبيل الوحيد للاتصال بين شخصين، فخصائص الصوت، و تعبيرات الوجه، و نظرة العين، و الهيئة، و الايماءات، و السلوك العام كل ذلك يكمل ما يقال.
ب- توجيه المحادثة نحو هدف محدد. ووضوح هذا الهدف شرط أساسي لقيام علاقة حقيقية بين القائم بالمقابلة و بين المبحوث.
ويحصر الباحثون الفرق بين الاستبيان والاستبار في ثلاث نقاط تتمثل في:
موضوع الأسئلة، والجمهور المستهدف بالبحث، وعدد أسئلة الاستمارة.فالاستبيان عادة ما يستخدم في بحث كل الظواهر الاجتماعية والإنسانية في مجالاتها المختلفة دون حصر هذا الاستخدام في نوع معين من الأبحاث، لكن على مستوى مجتمعات بحث غير واسعة، لا تتعدى مفرداتها بعض المئات،بقصد الوصول إلى معلومات ذات صلة بالدراسة، من خلال استعمال عشرات الأسئلة، التي تتناول العديد من الجوانب المختلفة بالمبحوثين. بينما ينحصر استخدام الاستبار من حيث موضوع الأسئلة في تحقيقات الرأي ذات الصلة بقياس الآراء، وتحديد المواقف من قضايا سياسية معينة لدى جمهور الرأي العام العريض المتكون عادة من آلاف المبحوثين، عن طريق استخدام عدد قليل من الأسئلة لا يتجاوز عددها حدود الصفحة الواحدة في كل الحالات.
أما الاستفتاء العام فهو الذي تقوم به الصحف والمؤسسات الخاصة والعامة أو الدولة لرصد اتجاهـات الرأي العام بالنسبة لموضوع أو قضية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية معينة. ويبحث الاستفتاء العام في المواقف المختلفة لفئة من الناس تستخلص منها بعض النتائج التي تساعد في تكوين فكرة عامة عن أي موضوع أو قضية. وهناك الاستفتاء الذي قد ينص عليه دستور الدولة كوسيلة أساسية لمعرفة رأي الشعب في مسالة أو أكثر متعلقة بنظام الدولة العام أو الموافقة على ترشيح رئيس الجمهورية حيث يبدى الشعب من خلاله رأيه بالموافقة أو الرفض في المسألة المعروضة عليه في الاستفتاء دون وسيط.
المصادر:
1- الفرق بين الاستبيان والاستبار في موقع: www. et-ar. net/vb/showthread.php?t=21591
وموقع ar. wikipedia. org/wiki/
وموقع etudiantdz. net/vb/t60021. html
وموقع www. djelfa. info
2- نقلا عن: رشيد زرواتي: تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم الاجتماعية، جامعة بوضياف بالمسيلة-الجزائر، ط1، 2002م، ص:123.
عبد الله محمد الشريف: مناهج البحث العلمي "دليل الطالب في كتابة الأبحاث والرسائل العلمية، كلية الاشعاع للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، الإسكندرية، 1996، ص: 124، ومراجع أخرى. 2- سارة الشامى، الاستبيان:
www. et-ar. net/vb/showthread. php?t=21591
3-
www. ksau. info/vb/attachment. php?attachmentid=7573&d.
ساحة النقاش