توجيهات الأساتذة لطلاب الدراسات العليا (1)
الآتي بعدُ هو أهم توجيهات الأساتذة لطلاب الدراسات العليا (بقسم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع بكلية التربية بجامعة الأزهر)، وهي مستخلصة من حلقات المناقشة التي تُعقد في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم السبت من كل أسبوع.
أولاً: توجيهات الأستاذ الدكتور إكرام غلاب:
1- في خطة البحث:
أ- لا بد أن يحتوي عنوان الخطة على المتغير المستقل والمتغير التابع للدراسة.
ب- لا بد أن يكون العنوان قصيرًا وغير مملٍّ.
ج- يفضل الابتعاد عن كلمة دور وكلمة دراسة وصفية أو تجريبية، أو كلمة بحث تجريبي.
د- يُستحسن عند اختيار عنوان الدراسة ألا يَشتمل على كلمة "تصوُّر مقترح"؛ لأن هذا التصور ليس هو أحد متغيرات الدراسة، ولكن يمكن اعتبار هذا التصور هو الغاية التي يسعى إليها الباحث.
هـ- يجب ألا يكتب في عنوان الرسالة المجال المكاني أو الزماني، أو نوع الدراسة، ويُكتفى بذكرها داخل الدراسة؛ لاحتمال عدم تمكُّن الباحث من إجراء الدراسة؛ من حيث عدم الموافقة على إجرائها، أو إغلاق المكان.
و- يجب ألا يكتب في العنوان كلمة (دراسة وصفية أو ميدانية)؛ لأنها موجودة داخل الخطة.
ز- يجب عند اختيار المجال المكاني للدراسة أن تُراعى الحَيدة التامة من قِبَل الباحث، وألا تُملي عليه الجهة المشرفة المكان الذي يُجري فيه دراسته لاعتبارات خاصة بها، وليس لاعتبارات علمية.
2- عند كتابة المقدمة:
يُراعى أن تبدأ من العام، وتنتهي إلى الخاص، فإذا اختار الباحث موضوعًا متعلقًا بالتنمية مثلاً، فعليه أن يبدأ في شرح معنى التنمية ومجالاتها، وأنماطها واتجاهاتها، ثم ينتقل إلى موضوع التنمية المراد دراسته؛ كتنمية الوعي الصحي، أو الوعي الغذائي، أو التنمية المستدامة أو الشاملة.... إلخ.
ويجب ألا تكون المقدمة طويلة أو قصيرة، كما يجب عليه أن يبتعد الباحث عن التكرار الممل أو المخل بالمعنى.
3- عند عرض الدراسات السابقة:
• على الباحث أن يراعي ألا تكون الدراسات التي استعان بها قديمة، ويُفضل ألا يكون قد مر على الدراسة أكثر من عشر سنوات.
• يُراعى أن يكون عرض الباحث لهذه الدراسات على هيئة (برقية تلغرافية)تتضمن المضمون والنتيجة بما يخدم موضوع دراسته.
ويفضِّل الابتعاد عن العرض الكامل لهذه الدراسات؛ لأنه يُخِل بفائدة الدراسة، ويوجد فجوة بين استعراض هذه الدراسات والوصول بها إلى مشكلة الباحث التي سيقوم بدراستها.
كما يُراعى أن تكتب على النحو التالي: (عنوان الدراسة - تساؤلاتها - المنهج المستخدم - الأدوات - أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة).
4- عند عرض الدراسة الاستكشافية:
بعد عرض الدراسات السابقة، يكتب الباحث خلاصة ما توصل إليه في دراسته الاستكشافية، ويُراعى في عرضها لهذه الدراسة الاستكشافية ألا تكون طويلة.
5- عند صياغة المشكلة:
بعد أن يعرض الباحث الدراسات السابقة، ونتائج الدراسة الاستكشافية أو الاستطلاعية، يقوم بصياغة مشكلة الدراسة التي يقوم بها، ويجب على الباحث أن يُراعي ألا يكون عنوان الدراسة هو نفسه مشكلة الدراسة؛ لأنه بذلك يصبغ العنوان بنفس صياغة المشكلة.
6 - الدراسة الاستطلاعية أو الاستكشافية:
يرى البعض أن الدراسة الاستطلاعية غير مطلوبة، طالما أن الموضوع سيدرس من جانب أو آخر، والواقع أن هذه الدراسة هي في الواقع دراسة "تقدير موقف"، والفائدة الأساسية من الدراسة الاستطلاعية هي:
• التحديد الجيد للمجال المكاني.
• التعرف على طريقة اختيار المعاينة الإحصائية، وتحديد الحجم الأمثل لحجم العينة، فعن طريق الدراسة الاستطلاعية يمكن حساب المتوسط الحسابي للعينة، وكذلك الانحراف المعياري والتباين، والخطأ المعياري.
ويمكن - بناءً على ما سبق - تحديد الحجم الأمثل للعينة.
7- عند عرض تساؤلات الدراسة والفروض:
تساؤلات الدراسة تفيد عادة في مرحلة البحوث الوصفية أو التقويمية في مرحلة الماجستير، وفي مرحلة الدكتوراه يتم استخدام الفروض، وهناك أنواع متعددة من صياغة الفروض، لكن أكثرها دقة هي الفروض الإحصائية، وتبدأ الصياغة المُثلى للفرض الإحصائي دائمًا على النحو الآتي: "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية تساوي 01و% بين كذا وكذا (المتغيرات).
ويقصد بالفرض الصفري أو العدمي هو أنه لا توجد فروق بين المتغير المستقل والمتغير التابع (فرض عدم التغير).
8- عند عرض أهمية الدراسة:
على الباحث أن يراعي عرض الآتي:
• الأهمية النظرية: بمعنى أن الدراسة سوف تثري التراث النظري والفكري للخدمة الاجتماعية في مجال البحث.
• الأهمية العملية أو التطبيقية: بمعنى أن الدراسة سوف تفيد قضايا البحث في التخصص الدقيق.
• درجة استفادة المسؤولين من هذه الدراسة في التخطيط والتقويم واتخاذ القرار.
9- عند عرض أهداف الدراسة:
يجب أن يراعي الباحث كتابة أهداف الدراسة بطريقة إجرائية واضحة، تعكس الهدف من الدراسة والنتيجة التي تحاول أن تصل إليها، ومدى الاستفادة منها في وضع تصور وإستراتيجيات مستقبلية.
10- عند عرض مفاهيم الدراسة:
يجب ألا يتعرض لها من زاوية التراث النظري في الخدمة الاجتماعية فقط، بل عليه أن يعرض المفهوم بمعناه اللغوي في اللغة العربية، ثم بمعناه الاصطلاحي في التخصص الذي يعمل فيه.
وأن يكون عرضه موجزًا غير مُخل، كما يجب عليه أن يعرض للمفهوم إجرائيًّا بمعنى المفهوم الذي سيقيس عليه دراسته.
11- عند عرض المنهج والأدوات المستخدمة في الدراسة:
• يستخدم بعض الباحثين المنهج التجريبي، ويستخدم الآخرون المنهج شبه التجريبي، والواقع أنه لا يوجد منهج شبه تجريبي في العلوم الإنسانية، إنما يوجد منهج تجريبي يحتاج إلى دقة في عزل المتغيرات، وإن كان ذلك مستحيلاً.
• يجب التفرقة بين نوع الدراسة والمنهج المستخدم.
ففي الدراسات الوصفية على سبيل المثال، يقال: نوع الدراسة وصفية، لكن يقال في المنهج: إنه منهج وصفي يستخدم أسلوب المسح الاجتماعي بنوعيه المسح الشامل وأسلوب المعاينة الإحصائية، وأسلوب دراسة الحالة، وإن كان البعض يعتبره منهجًا مستقلاًّ، وهناك أساليب أخرى تدخل ضمن المنهج الوصفي؛ مثل: تحليل العمل، وأسلوب قياس الرأي العام، وأسلوب تحليل المضمون.
• يخطئ الكثير من الباحثين عند استخدام المنهج المناسب، فيستخدمون كلمة منهج المسح الاجتماعي دون وعي.
• أنسب المناهج في العلوم الإنسانية هو المنهج الوصفي، أما المنهج التاريخي، فهو قليل الاستخدام، وعادة ما يُستخدم عند دراسة تاريخ التشريعات الاجتماعية، وعند الحديث عن نشأة الجمعيات الأهلية وتطورها، وأنواع الجمعيات وأشكالها.
12- عند عرض أدوات الدراسة:
عند تصميم الباحث لاستمارة البحث عليه أن يراعي الآتي:
• يجب أن تُراعى الجوانب المختلفة لموضوع الدراسة.
• إذا كانت عيِّنة المبحوثين تتكون من الأُميين، تحول الاستبيان إلى استبار.
• أن تكون الجمل قصيرة وغير مركبة، ولا تحمل أية تأويلات.
• ألا تحتوي على جمل سلبية أو منفية؛ ليسهل فَهمها على المبحوثين، وليسهل معالجتها إحصائيًّا.
• أن تكون العبارات متساوية في كل محور.
• ألا تكون العبارات طويلة تؤدي إلى مَلل المبحوث.
• من الصعب معالجة المقابلات المفتوحة إحصائيًّا، لكنه من الممكن الاستفادة بها في وضع التصور المقترح، وعند تحليل البيانات.
13- عند المعالجة الإحصائية:
من الأخطاء الشائعة عند الباحثين:
عدم مراعاة اختيار الأساليب الإحصائية المناسبة لموضوع الدراسة أو مع أدواتها، وهناك أساليب إحصائية متعددة؛ منها: (النسب المئوية - الوزن النسبي - القوة المعيارية - متوسط الأوزان المرجحة -اختبار كا2 - الترتيب - اختبار ت)، وعلى الباحث أن يختار منها ما يلائمه؛ بحيث يعرض بياناته بطريقة سهلة، تُمكنه من أن يحول الجانب الكيفي منها إلى كمي.
وعلى الباحث عند حساب ثبات الأداة أن يُراعي جوانب الصدق الظاهري - (صدق المحكمين) - والصدق الإحصائي.
ويتم معدل حساب ثبات الأداة باستخدام معاملات الارتباط المعروفة؛ مثل: ارتباط بيرسون أو سبيرمان.
14- عند عرض نتائج الدراسة:
إذا كانت الغاية من الدراسة وضع تصوُّرٍ مقترح، فيجب أن يُراعى عند الوصول إلى هذا التصور ألا يكتب بطريقة عامة أو هلامية، بل يكتب بطريقة إجرائية، على أن يرافقه وضع الإستراتيجيات والآليات التي يمكن أن تساعد على تنفيذه والاستفادة منه بطريقة عملية.
وعلى الباحث أن يكتب ملخصًا في نهاية دراسته، يعرض فيه أهم نتائجها وكيفية تحقيق هذه النتائج إجرائيًّا عبر محاورها المختلفة، ويحدد من الشخص أو الأشخاص المنوط بهم تنفيذ توصيات الدراسة.
15- إضافة:
يمكن للباحث الاجتماعي الذي يعمل بالفعل، أو أُتيحت له فرصة العمل في مؤسسات اجتماعية، ويعايش المشاكل الموجودة فيها، وتعرف على واقعها الفعلي أن يختار موضوع دراسته عبر هذه المؤسسات، كما أن تدريب الطلاب الميداني الإلزامي في هذه المؤسسات قبل التخرُّج، قد يدفعه إلى مثل هذا الاختيار عند استئنافه لدراسته العليا، وإن كان ذلك يتطلب مشرفًا جادًّا أمينًا؛ سواء من قِبَل الكلية، أو المؤسسة.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Web/khedr/11318/53981/#ixzz2aT5DqmwS
ساحة النقاش