متى تصبح الظاهرة الاجتماعية مشكلة اجتماعية؟
1- هناك من ينظر إلى المشكلات الاجتماعية Social problems، والظواهر الاجتماعية Social Phenomena، والقضايا الاجتماعية Social issues على أنها جميعًا مترادفات لمعنى واحد، وهناك من يقول: إنها تبدأ بظاهرة تحدث في المجتمع وتنتشر ثم تصبح مشاهدة، ولها عناصر إيجابية وعناصر سلبية، ثم تتحول إلى قضية إذا أصبحت سلبياتها أكثر من إيجابياتها، لكن السلبيات غير ملموسة، وتصبح مشكلة إذا كانت السلبيات ملموسة وواضحة.
2- يعرف الباحثون الظاهرة الاجتماعية بأنها فعل اجتماعي يمارسه جموع من البشر، يتعرضون له أو يعانون منه أو من نتائجه، وحينما تكون الظاهرة ذات بعد سلبي، فهي مشكلة اجتماعية؛ وحينما تكون مشكلة، يكون المصدر الحقيقي لها هو وجود خلل في كل أو بعض مجالات المجتمع، أو بعض أجزائها، وبمعنى آخر تكون المشكلة الاجتماعية ظاهرة اجتماعية سلبية غير مرغوبة، أو تمثل صعوبات ومعوقات تعرقل سير الأمور في المجتمع، وهي نتاج ظروف مؤثرة على عدد كبير من الأفراد تجعلهم يعدون الناتج عنها غير مرغوب فيه، ويصعب علاجه بشكل فردي، إنما يتيسر علاجه من خلال الفعل الاجتماعي الجمعي.
3- هناك من يفرق بين المشكلة والظاهرة الاجتماعية، فيرى أن للمشكلة الاجتماعية حكمًا مجتمعيًّا سابقًا، لوقوعها بأنها (غير مرغوبة) مثل (مشكلة المخدرات، مشكلة التحرش الجنسي، مشكلة الاعتداء على الأطفال، مشكلة العنف ضد الزوجات،هذه المشاكل لها حكم سابق بأنها غير مرغوبة، ولها عقوبة، بينما الظاهرة الاجتماعية لا يوجد لها حكم مجتمعي سابق؛ مثل: (ظاهرة الزواج، والطلاق، والهجرة)، لكنه متى وجد لها حكم مجتمعي بأنها (غير مرغوبة أو تهدد كِيان المجتمع)، تحولت من ظاهرة إلى مشكلة.
4- تسـتمد الظواهر الاجتماعية أصولها من المعتقدات والممارسات الجماعية للناس، ومعنى أنها جماعية؛ أي: إنها تختص بسلوك وبنية الجماعة وليس الفرد، وتظهر هذه الظواهر في سلوكيات الناس بصورة متسقة ومنسجمة، وتشكل حالة تلقائية وطبيعية لوجود الحياة الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
5- قد تمثل الظاهرة الاجتماعية تيارات اجتماعية قائمة، حتى وإن لم يكن هناك تنظيم اجتماعي محدد بوضوح؛ مثل: موجات الحماس التي تدفع الفرد إلى الاندماج في الحشد، أو الجمهرة.
6- ليست العمومية هي الظاهرة المميزة للظواهر الاجتماعية؛ ذلك أن هناك تميزًا هامًّا بين الظواهر الفردية والاجتماعية؛ حيث تشير الظواهر الاجتماعية إلى ضروب معينة من السلوك والفكر يتحقق لها الاستمرار، فتتبلور كأنماط متميزة من الحوادث الجزئية الفريدة التي أدت إليها.
7- هناك العديد من التعريفات للمشكلة الاجتماعية، أبسطها أنها عبارة عن ظرف معين يهدد قيمة اجتماعية، وأوسعها أنها حالة تعبر عن عدم الاستقرار في نمط العلاقات الاجتماعية الذي يهدد إحدى قيم المجتمع أو مؤسساته؛ لجعلها غير ملائمة داخل المجتمع، الأمر الذي يدفع الأفراد لمعالجة هذا الوضع.
8- يتوقف الإحساس بأن هناك مشكلة اجتماعية على أمرين هامين؛ هما: أن تكون المشكلة حادثة فعلاً بين الناس، وليست مجرد خيالات وتصورات، والثاني: هو شعور وإدراك الناس بوجودها، ولا يطلق على الظاهرة الاجتماعية بأنها مشكلة اجتماعية إلا وفق أربعة شروط هي:
1- أن تؤثر على عدد كبير و قطاع عريض من الناس.
2- أن تكون الظاهرة سلبية وغير مرغوب فيها ومرفوضة من الناس.
3- أن يكون لدى الأفراد شعور عام بضرورة فعل شيء ما، أو القيام بعمل ما حيال الظاهرة.
4- أن يكون هذا الفعل العمل جماعيًّا وليس فرديًا.
♦ ♦ ♦
المصادر:
1- انظر الفروق بين المشكلة والقضية، وبين المشكلة والإشكالية على شبكة الألوكة.
2- انظر في الفروق بين المشكلة الاجتماعية والظاهرة الاجتماعية الآتي:
http://ar.wikipedia.org/wiki/
www.eshamel.net/vb/showthread.php?t=19875
محمد أحمد محمود إبراهيم، نقلاً عن مقدمة الدكتورة علياء شكري، في ترجمتها لكتاب:
PAUL B. HORTON AND GERLD R.LESLIE,THE SOCIOLOGY OF SOCIAL PROBLEMS
المنشور على موقع www.ejtemay.com
ساحة النقاش