المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

تعد التربية المقارنة أحدث فروع العلوم الانسانية، وقد عرّفها جوليان بأنها الدراسة التحليلية للتربية في البلاد المختلفة القائمة على وضع الحقائق والملاحظات في جداول تحليلية تسمح بالمقارنة، بهدف الوصول إلى استنتاج القواعد العامة السائدة بينهما. ولذلك يمكن أن تصبح ايجابية فتساعد على تطوير الهوية الوطنية للتعليم وتعديلها بما يتماشى مع الظروف المحلية. ومن هذا التحليل يمكن الوصول إلى هدف نفعي اصلاحي.

أما المربي سدلر فقد أشار إلى ان القيمة العلمية التي نحصل عليها من دراستنا بروح منصفة وبدقة علمية للنظم التعليمية الأجنبية، والعمل على تأهيلنا للتجربة الوطنية كي تصبح أكثر صلاحية لدراسة نظامنا التعليمي وفهمه. فإذا حاولنا أن نفهم نظاما تعليميا أجنبيا، بدونا أكثر قدرة على فهم روح نظامنا التعليمي وتقاليده وان نصبح أكثر احساسا بمثله غير المكتوبة. أما كاندل فقد حدد الهدف من التربية المقارنة، وهو الكشف عن أوجه الاختلاف في القوى والأساليب التي تترتب عليها فروق في النظم التعليمية، وذلك للتوصل إلى المبادئ الكامنة التي تحكم تطور جميع النظم الوطنية للتعليم. لقد نبّه كاندل على أهمية القوى والعوامل الثقافية في أي مجتمع باعتبارها مفسرات سببية للنظم والوسائل والمشكلات التعليمية.

أما المربي لورايز فقد كان يؤمن بوجود علاقة بين المذاهب الفلسفية والنظم التعليمية، والتفاعلات السارية فيها، ويرى ان الدارسين للتربية المقارنة يحاولون فهم ما يحدث في مجال التعليم في الدول المتقدمة واقتفاء اثر ما تحتويه هذه النظم وتحليلها وتفسيرها. كما انه يعرّف الغرض من التربية المقارنة بأنه دراسة الحقائق التعليمية لفهم أسباب وجود النظم والسياسات التعليمية في بلد ما.

والتربية المقارنة في فهم بيربداي هي المسح التحليلي للنظم التعليمية الأجنبية. كما انه يرى ان التربية المقارنة ينبغي أن تعتمد علوم متعددة كعلم الاجتماع والتاريخ والاقتصاد والسياسة. ومعنى هذا ان دارس التربية المقارنة يحتاج إلى مهارات أخرى غير المعلومات التربوية.

التربية المقارنة في تعريف (قاموس التربية): يعرفها بأنها دراسة تهدف إلى تشخيص المعضلات التربوية في بلد ما، بهدف تعميق فهمها قياسا إلى تجارب البلدان الأخرى.

وبتحليل ما سبق يمكننا اجمال اهداف التربية المقارنة بالحقائق التالية:

1-إن التربية المقارنة تبحث في العوامل التي تتأثر بها نظم التعليم المختلفة، التي يكون لها الأثر الكبير في اختلاف هذه النظم.

2- إن الدراسة المقارنة ليست مجرد جمع معلومات وبيانات النظم التعليمية، إذ انها تتطلب القيام بتحليل هذه المعلومات وتفسيرها.

3- إن للدراسة المقارنة فائدتين، نظرية وعملية، فهي تساعد الدارس على تحصيل نوع من الثراء المعرفي بتأثير ما يقوم به الدارس أو الباحث من تفكير وتأمل. كما ان دراسته للعوامل المؤثرة في النظم التعليمية المختلفة والبحث في مشكلات تلك النظم، يزيد من فهم وتقدير النظام التعليمي للبلد والمشكلات المتعلقة به.

ويمكن ملاحظة ان التربية المقارنة تشمل دراسة أبواب متعددة ومحددة في ميدان التربية، ومقارنة طبيعة تلك المشكلات وأسبابها ونتائجها في بلدان عديدة. فكثيرا ما تكون المشكلات وأسبابها ونتائجها في بلدان متعددة، لكننا في ذات الوقت لا نستطيع ان نضع لها حلا موحدا يناسب الجميع. وكل ما نستطيع عمله هو دراسة أسباب المشكلة ومظاهرها العامة، وان نأخذ من أسباب العلاج بالقدر الذي يناسب العوامل الخاصة بكل بلد، مسترشدين في ذلك بالمبادئ العامة المتبعة في علاج مثل تلك المشاكل، والتي منها مثلا مشكلة تعميم التعليم الابتدائي ومشكلة الامتحانات.

وبذلك تكون الدراسة المقارنة في التربية قد عملت على دراسة نظم التعليم وتفهم أهدافه وغاياته القريبة والبعيدة والاطلاع على ما يتخذ من المناهج الدراسية والوسائل التعليمية للمراحل الدراسية المختلفة في المجالات الأكاديمية والمهنية والفنية، وتفهم التدابير والسمات التي تختص بها التربية للجنسين وتربية الكبار والأميين وذوي الاحتياجات الخاصة. وعلاقة ذلك بفلسفة البلد التربوية والمجتمع وعقيدته الدينية والسياسية، وصلة ذلك بنظرة موضوعية تقييمية بهدف اصلاح النظام التعليمي.

 

المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3264 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,755,840

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.