تسمم الرصاص و كيفية علاجة
فيدخل الرصاص في العديد من الصناعات فهو شائع الاستعمال في صناعة بطاريات السيارات والبويات ومواد البناء والسبائك، ومن مركباته العضوية خلات الرصاص وهو شائع استخدامه طبياً كعلاج موضعي للكدمات ومركب رابع إيثيل الرصاص (tetraethyl lead) المستخدم كإضافة محسنة لخواص وقود السيارات
والمصنوعات الحديثة فهو مثلاً يوجد في البنزين غير المصفى وفي الأصباغ القديمة، وفي بودرة الكحل الطبيعي، وفي بعض ألعاب الأطفال الرخيصة.
ومن أعراض التسمم المزمن بالرصاص في الجهاز الهضمي تكون خطوط زرقاء في حواف اللثة عند التقائها بالأسنان وخاصة إذا لم تكن هناك عناية بتنظيف الفم والأسنان أو في وجود تجاويف بالأسنان وتنشأ هذه الخطوط الزرقاء نتيجة تفاعل غاز كبريتيد الهيدروجين الناتج من تحلل فضلات الطعام بفعل الجراثيم في الفم مع مركبات الرصاص المفرزة في اللعاب وتكون كبريتيد الرصاص الذي يترسب عند اتصال اللثة بالأسنان ويصحب التسمم المزمن بالرصاص وجود مغص وآلام تشنجيه بالبطن تعرف باسم مغص الرصاص (lead colic) ويتميز هذا النوع من المغص بتحسن شدته بالضغط على البطن وبالمواد المضادة للتقلصات.
كما يحدث إمساك شديد في هذه الحالات، ويؤثر الرصاص على الكلى في شكل خلل بأنابيب الكلية من حيث قدرتها على إعادة امتصاص الجلوكوز والأحماض الأمنية والفوسفات، لذا يوضع التسمم بالرصاص في الاعتبار كتشخيص تفريقي في حالات ظهور السكر بالبول ولاسيما في الأطفال ويؤدي التسمم المزمن إلى قصور بالكلية ينشأ عنه ارتفاع في ضغط الدم ويحدث التسمم بالرصاص عقماً لدى الرجال والنساء، كما قد يتسبب في إجهاض الحوامل، وهناك علاقة بين التسمم بالرصاص في الأطفال وبين ظهور أعراض قصور عصبي وخلل عصبي حركي وتخلف.
وكذلك يحصل اعتلال دماغي والتهاب أعصاب محيطية يكون بشكل تنميل وخدر في الأطراف مع ضعف.
أما التشخيص فيكون بحساب نسبة الرصاص في الدم ونسبة هيموغلوبين الدم وتقدير كمية البروتوبورفيرن (protoporphyrin) في كريات الدم دالاً على التأثير وزيادة إخراج حمض الأمينوليفولينيك (aminolivolinic) كما يعتبر مستوى الهيموجلوبين المنخفض المصحوب بوجود بقع زرقاء في كريات الدم الحمراء دليلا على التسمم بالرصاص.
ولمعالجة التسمم بالرصاص: يكون إبعاد المريض عن مصدر التسمم أساساً أولياً في علاج حالات التسمم بالرصاص ويتم ذلك في بعض الأحيان عن طريق تغيير طبيعة العمل بحيث يتوقف تعرض المريض إلى جرعات جديدة من الرصاص.
وتعتمد السياسة العلاجية للتسمم بالرصاص على عدم السماح بتجاوز مستوى الرصاص بالدم حداً يفوق قدرة الكلى على إخراجه حتى لا يتسبب في عبور الرصاص الحاجز الدموي الدماغي، وبالتالي حدوث أخطر مضاعفات التسمم بالرصاص وهو الاعتلال الدماغي الرصاصي، وعليه فعند ارتفاع مستوي الرصاص بالدم ارتفاعاً كبيراً يوجه الرصاص إلى العظام لترسيبه وتخزينه بصفة مبدئية حتى يتجاوز المريض المرحلة الحادة من التسمم ثم يبدأ بعدها في سحب كميات صغيرة محسوبة من الرصاص المخزون بالعظام بواسطة أدوية خاصة تسحب الرصاص ) إلى مجرى الدم ومنها إلى الكليتين حيث تخرج مع البول.
فإن كنت لا تشكو من آلام في البطن ولا إمساك ولا يوجد فقر في الدم ولا يوجد أي أعراض فلا داعي للقلق.
ساحة النقاش