كتب شريف الشندويلي
إذا سألت نفسك أو أي طالب في المرحلة الجامعية عن أهم شيء طبع مسيرتك التعليمية أو أثر على مستوى تحصيلك الدراسي ، فتأكد أن أغلب الآراء لن تذكر لك كتابا أو محاضرة معينة أو حتى فيلما سينمائيا … بدل ذلك ، ستسمع اسم معلم أو معلمة ، مرب أو مربية . وهذا طبيعي لأن الطبيعة البشرية تحتاج إلى قدوة و مصدر إلهام للشخصية التي تتكون باستمرار خصوصا في المراحل الأولى من العم.
هذا كله يطرح تساؤلا حول ماهية المعلم الناجح الذي سيلعب دور الواسطة بين المتعلم و العلم من جهة وبين الطفل و عالم مليء بالتحديات و الأخطار من جهة أخرى.
فهل حاولت إذن يوما أن تتجرد من إكراهات العمل و توجه لنفسك السؤال المصيري: ما مدى نجاحي في تأدية واجبي كمدرس؟
هذا المقال يحدد 20 صفة على سبيل المثال يمتاز بها المعلم الناجح وهي كالتالي:
1- المعلم الناجح لديه أهداف واضحة ، فالعمل بخطة واضحة و منهاج سليم مع لمسة من الإبداع ضرورة قصوى.
2- المعلم الناجح لا ينتظر ردة فعل ايجابية فورية أو عبارات الشكر و الامتنان من الطلاب أو ذويهم فتأثيرك عليهم سيرافقهم مدى حياتهم.
3- المعلم الناجح يعرف متى يستمع لطلابه و متى يتجاهلهم ، فلا تكن مستبدا في الفصل و انصت لطلابك و لا تجعلهم يتحكمون بمجريات الأمور بشكل مستمر.
4- المعلم الناجح لديه موقف ايجابي من كل الوضعيات ، فالروح الايجابية تنعكس على الطلاب أيضا ـ فحبذا لو امتزجت بجرعة من الحيوية و الإبداع لخلق مزاج عام من التفاؤل قد يؤدي إلى الهدف المنشود.
5- المعلم الناجح يتوقع من طلابه تحقيق النجاح، فالطالب يحتاج إلى من يثق في قدراته و مواهبه ، و يحفزه و يشجعه في مسيرته الدراسية .
6- المعلم الناجح يملك روح الدعابة ، لدى دعك من الجدية المفرطة و اخلق جوا من المرح داخل الفصل فذلك يترك انطباعا جيدا في نفسية المتعلمين قد يمتد حتى بعد تخرجهم من الجامعة.
7- المعلم الناجح يثني على طلابه متى استحقوا ذلك ، فمن الواجب عليك تشجيع طلابك و الاعتراف بمجهوداتهم لكن في حدود ما أنجزوه من عمل ، أشعرهم دائما بأنهم في حاجة إلى التطور و أن بمقدورهم تقديم مستوى أفضل.
8- المعلم الناجح يسعى دائما إلى التجديد ، فلا تتردد في تجديد الدماء داخل الفصل و استخدام جميع الطرق المتاحة لإزالة جو الملل الذي قد يسود أحيانا.
9- المعلم الناجح منسجم مع نفسه، فلا تكن مزاجيا و حاول أن تتخذ قراراتك بذكاء و اتزان ، لا داعي للارتباك و دع الأمور تمشي بسلاسة و تلقائية مدروسة.
10- المعلم الناجح يتواصل مع أولياء الأمور، فقد خصصنا لذلك مقالا بعنوان 8 طرق لضمان تواصل إيجابي مع أولياء الأمور.
11- المعلم الناجح يستمتع بوقته أثناء العمل ، فلامكان لك في الفصل إذا كنت تكره مهنتك و لا تستمتع بتدريس مادتك لطلابك. تذكر دائما أن مهنتك من أشرف المهن و تعليمك للأفراد هو تعليم للمجتمعات بأكملها.
12- المعلم الناجح يتكيف مع احتياجات الطلاب ، فالتواصل معهم و التقرب إليهم سيعطيك فكرة عن الطرق و الوسائل التي ستساعدك في تعليمهم و مساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي قد تواجههم.
13- المعلم الناجح يلتزم الحياد ، لا تحاول فرض آرائك السياسية على طلابك ، أنت فقط تقود الحوار و النقاش داخل الفصل ، فالأجدر بك أن تربي فيهم روح احترام الرأي الآخر و أبجديات النقد البناء.
14- المعلم الناجح يحاول اكتشاف وسائل و أدوات تعليمية جديدة ، فلديك الآن الكثير من الموارد الرقمية و الوسائل التكنولوجيا و التطبيقات التعليمية التي ستساعدك على تجريب مناهج حديثة أكثر حافزية و فعالية في تعليم الطلاب.
15- المعلم الناجح يساعد الطلاب على تجاوز المشاكل العاطفية و الاجتماعية، فلا تعتقد أن مهمتك هي فقط التعليم بمفهومه المحدود، أنت الآن مسؤول عن طالب ذو انتماء اجتماعي معين و ذو شخصية شديدة الحساسية تحتاج منك التوجيه و المساعدة على حل المشاكل المختلفة .
16- المعلم الناجح يجلب المتعة للفصل الدراسي ، خصوصا عند المراحل العمرية الأولى. فاللعب لا يتعارض مع التعلم بل يعتبر و سيلة في حد ذاته، و يعطي نتائج جيدة بالفعل.
17- المعلم الناجح لا يتوقف أبدا عن التعلم، سواء من أجل تحيين معلوماته أو من أجل تطوير نفسه فالعديد من المواقع و المنصات التعليمية توفر دروسا و كورسات في جميع المجالات و بالمجان.
18- المعلم الناجح منفتح على الآخرين، تعلم من زملاء العمل و استشر ذوي الخبرة في المجال ، تعاون مع الجميع و كون شبكة تعلم خاصة بك PLN. استخدم أيضا حسابا على تويتر أو أحد الشبكات الاجتماعية الأخرى للتعرف على معلمين من بلدان مختلفة.
19- المعلم الناجح ملم بالمادة التي يدرسها، فمن غير المعقول أن نرى أخطاء بدائية يرتكبها المدرس و يصر عليها على مرأى و مسمع من طلابه. حاول تعميق و تطوير معارفك في المادة التي تدرسها.
20- المعلم الناجح يكون مثقفا ملما بالكثير من الأمور ، فلا يكفي أن تكون معلما للرياضيات و جاهلا لكل ما يحدث من حولك ، قراءة الجرائد و تصفح المواقع الإخبارية و الاطلاع على المستجدات التكنولوجية أضحى واجبا على كل مدرس.