أولا: تعريف الغياب أو الهروب من المدرسة وأشكاله
يعرف الغياب المدرسي بأنه هو عدم حضور الطالب المدرسة دون سبب شرعي أو عذر وجيه،وهناك من يعرف غياب الطالب عن المدرسة با نه هو عدم تواجده بها خلال اليوم الدراسي الرسمي أو جزء منه ، سواءً كان هذا الغياب من بداية اليوم الدراسي ، أي قبل وصوله للمدرسة أو كان بعد وصوله للمدرسة والتنسيق مع بعض زملائه حول الغياب ، أو حضوره للمدرسة والانتظام بها ثم مغادرته لها قبل نهاية اليوم الدراسي الرسمي دون عذر مشروع
وحتى إذا كان غياب الطالب في بعض الأحيان بسبب مقبول لدى أسرة الطالب كالغياب لأجل مهام منزلية بسيطة أو بسبب عوامل صحية يمكن التغلب عليها أ و, بسبب عوامل أخرى غير ذات تأثير قوي ولكن يجدها الطالب فرصة للغياب ، فإن ذلك لا يعتبر مقبولاً من الناحية تربوية لأن تلك الظروف الخاصة يمكن التغلب عليها ومواجهتا بحيث لا تكون عائقاً في سبيل الحضور إلى المدرسة
أشكال الغياب المدرسي:
للغياب المدرسي عدة أشكال يمكن إجمالها فيما يلي:
1- الغياب عن المدرسة :
وهو الغياب الذي ينصرف إليه الذهن إذا ما أطلق مفهوم الغياب , وهو عنوان الاتصال بين البيت والمدرسة اليومي , وبسببه تتأثر درجة المواظبة وهي مائة درجة , ويستدعى فيه ولي أمر الطالب وقد يحال الطالب فيه وولي أمره إلى شئون الطلاب بالإدارة العامة إذا تعدى الأسبوعين غياباً , وتحسب درجة كاملة عن كل يومي غياب وذلك من درجات المواظبة .
2- الغياب عن الفصل الدراسي :-
وهو غياب الطالب عن قاعة الدرس لأي سبب, ولا يقل تأثيره على الطالب عن النوع الأول وربما يزيد اذ يوصف صاحبه بأنه ذا ضوضاء[ ودوران] بممرات المدرسة , وعادة من خلال الملاحظة غالبا يتصف به الطالب الذي لا يستطيع الاستمرار بالمتابعة مع المعلم في الدرس لأي سبب , أو معاقبة إدارة المدرسة للطالب ( لهذا ينبغي أن تتنبه إدارة المدرسة في أن لا تعاقب طالب بحرمانه من دخول الفصل أو تسند إلى الطالب أعمالاً تبعده عن قاعة الدرس فتكون الإدارة بهذا التصرف أداة لغياب الطالب عن الفصل(.
3- الغياب الذهني : -
وللغياب الذهني عدة مظاهر وهي:
1- غياب النوم : وهو النوم داخل الفصل , ويتصف به الطالب السهران ولم يأخذ كفايته من النوم ليلاً فالطالب هنا الحاضر الغائب ولن يتمكن من متابعة معلمه وهو في هذه الحالة الذهنية.
2 - غياب الضوضاء : ويتصف به الطالب كثير الحركة , والكلام , ... فهو لن يتمكن من تذكر ما تم دراسته في الفصل , وبسبب الضوضاء لم يكتب الطالب , ولم يستمع للدرس، وقد يعرضه ضوضاؤه إلى الطرد من الفصل حتى يتمكن بقية الطلبة من متابعة الدرس .
3 - غياب السرحان : السرحان حالة ذهنية مسيطرة غالباً , فالطالب السارح هنا هو الحاضر الغائب , وقد يكون المعلم أحد أسباب سرحان الطالب إذا اتصف درسه بالإلقاء فقط وخلا من وسائل الإيضاح , أو كان المعلم جالساً , أو لا يُشرك الطلبة في درسه بكتابة في دفتر الطالب الخاص , أو تعليق على الكتاب لبيان فكرة .
4- غياب الأدوات : والأدوات المدرسية ضرورة ( ملحة ) للطالب فكما أي مهنة لها أدواتها لإنجاحها فكذلك التحصيل الدراسي له أدواته فلا تتوقع تحصيلاً دراسياً ما لم تتوفر له الأدوات المعينة , وقد يخطي المعلم في التقليل من أهمية الأدوات في الإيعاز إلى شراء المذكرات من محلات النسخ دون العناء في إحضار الأدوات فيكون الطالب اعتمد على جهد غيره من المتفوقين لا على جهده و بهذا الخطأ يتدنى مستوى الطالب التحصيلي ويتبعه تدنى مستوى الخط عند الطالب أيضا .
والواقع انه قلما ينجو طالب من مجموعة أشكال الغياب أو بعضها , فبعضهم لديه شكل واحد , وبعضهم لديه شكلان , وآخر لديه عدة أشكال , وقد يَسلم أحدهم من الغياب وأشكاله فيدعى بالطالب المتفوق , وهذا من توفيق الله جل وعلا فاسأله ذلك التوفيق.
ثانيا:الأسباب المؤدية إلى الغياب ثم التسرب:
يرجع غياب الطالب وهروبه من المدرسة لأسباب وعوامل عدة منها ما يعود إلى الطالب نفسه ومنها ما يعود للمدرسة ومنها ما يعود لأسرته ومنها عوامل أخرى غير هذه وتلك ، وسنتطرق في الأسطر التالية لأهم تلك الأسباب والدوافع التي قد تكون وراء غياب الطالب وهروبه من المدرسة :
أولاً : العوامل الذاتية :
وهي عوامل تعود للطالب نفسه وتتمثل في :
1- شخصية الطالب وتركيبته النفسية بما يمتلكه من استعدادات وقدرات وميول تجعله لا يتقبل العمل المدرسي ولا يقبل عليه
2- الإعاقات والعاهات الصحية والنفسية الملازمة للطالب والتي تمنعه عن مسايرة زملائه فتجعله موضعاً لسخريتهم فتصبح المدرسة بالنسبة له خبرة غير سارة مما يدفعه إلى البحث عن وسائل يحاول عن طريقها إثبات ذاته
3- عدم قدرة الطالب على استغلال وتنظيم وقته وجهل أفضل طرق الاستذكار، مما يسبب له إحباطاً و إحساسا بالعجز عن مسايرة زملائه تحصيلياً
4- الرغبة في تأكيد الاستقلالية وإثبات الذات فيظهر الاستهتار والعناد و كسر الأنظمة والقوانين التي يضعها الكبار( المدرسة والمنزل ) والتي يلجأ إليها كوسائل ضغط لإثبات وجوده
5- ضعف الدافعية للتعلم وهي حالة تتدنى فيها دوافع التعلم فيفقد الطالب الاستثارة ومواصلة التقدم مما يؤدي إلى الإخفاق المستمر وعدم تحقيق التكيف الدراسي والنفسي
ثانياً : العوامل المدرسية :
وهي عوامل تعود لطبيعة الجو المدرسي و النظام القائم والظروف السائدة التي تحكم العلاقة بين عناصر المجتمع المدرسي مثل :
1- عدم سلامة النظام المدرسي وتأرجحه بين الصرامة والقسوة وسيطرة عقاب كوسيلة للتعامل مع الطلاب أو التراخي والإهمال وعدم توفر وسائل الضبط المناسبة
2- سيطرة بعض أنواع العقاب بشكل عشوائي وغير مقنن مثل تكليف الطالب بكتابة الواجب عدة مرات والحرمان من بعض الحصص الدراسية والتهديد بالإجراءات العقابية لخ .
3- عدم الإحساس بالحب والتقدير والاحترام من قبل عناصر المجتمع المدرسي حيث يبقى الطالب قلقاً متوتراً فاقداً الأمن النفسي.
4- إحساس الطالب بعدم إيفاء التعليم لمتطلباته الشخصية والاجتماعية
5- عدم توفر الأنشطة الكافية والمناسبة لميول الطالب وقدراته واستعداداته التي تساعده في خفض التوتر لديه وتحقيق المزيد من الإشباع النفسي
6- كثرة الأعباء والواجبات ، خاصة المنزلية التي يعجز الطالب عن الإيفاء بمتطلباتها
7- عدم تقبل الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لها مما أوجد فجوة بينه وبين بقية عناصر المجتمع المدرسي فكان ذلك سبباً في فقد الثقة في مخرجات العملية التعليمية برمتها واللجوء إلى مصادر أخرى لتقبّله.
ساحة النقاش