ثانوية: سعد دحلب *لنصنع النجاح*

الموقع الرسمي الخاص بثانوية سعد دحلب قصر البخاري * المدية*

تقديم

إن نجاح التلميذ في الامتحان رهين باشتغاله على أبعاد ثلاثة: البعد النفسي بما هو استعداد نفسي يطرد القلق والخوف والارتباك، والبعد العقلي بما هو مراجعة فعالة للدروس تضمن إلماما بها واستيعابا لمضامينها، والبعد العملي المتمثل في الإجراءات العملية لاجتياز الامتحان.

تكمن أهمية الموضوع في كونه يأتي قبل أيام قليلة تفصل عن الامتحان، ولحاجة التلاميذ للقواعد النفسية والعلمية اللازمة لإجرائه.
أولا: الاستعداد النفسي للامتحان

يقول المثل الصيني: "أطول رحلة تبدأ بخطوة".

لا ننظر أمام أقدامنا، نبصر بعيدا وعاليا حتى نرسم معالم مستقبلنا ونسلكها بخطى ثابتة متدرجة. قد تتساءل لماذا الحديث عن هذه الأمور التي ستعرض في هذا المحور والتي ربما تبدو غير ذات صلة وثيقة بالامتحان؟ لكن لا مناص منها كما سترى، وأملي أن تعالج مشاكل وتذلل صعوبات وتفتح آفاقا عريضة فسيحة.

فلا حديث -أخي التلميذ أختي التلميذة- عن الخطوة قبل الحديث عن الرحلة.

نجاح .. وفلاح:

لا انفكاك للنجاح الدنيوي عن الفلاح الأخروي، ترضي ربك ونفسك ووالديك ووطنك وأمتك إن جمعت بينهما، ولتضع نصب عينيك وصية معاذ بن جبل رضي الله عنه لرجل: "إني موصيك بأمرين، إن حفظتهما حفظت، إنه لا غنى لك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت" [1]. فاحرص على النصيبين تنجح وتفلح.

توكل على الله وأخلص النية:

لتكن نيتك في طلب العلم رضى الله فإن "لكل امرئ ما نوى" كما في الحديث المتفق عليه، واستعن بالله قبل وأثناء وبعد بذلك الجهد للنجاح استمدادا لعونه وجلبا لتوفيقه، وتأمل قول الشاعر:
إن لم يكن من الله عون للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده

ثق في نفسك:

يجمع خبراء النفس والاجتماع على أن النجاح صناعة يدوية، يصنع المرء نجاحه بيديه؛ يكتشف قدراته وطاقاته بنفسه وبمساعدة غيره ويوظفها ويصقلها ويرتقي بها نحو الأفضل.

كثير من التلاميذ لا يثقون في أنفسهم لكونهم لم يعرفوها بعد، ولو عرفوها ووظفوا قدراتها لنجحوا. قيل لنابليون كيف استطعت أن تولد الثقة في جنودك؟ فقال: كنت أرد بثلاث على ثلاث: من قال: "لا أقدر" قلت له حاول، ومن قال: "لا أعرف" قلت له: تعلم، ومن قال: "مستحيل" قلت له: جرب[2].

فأنتما -أخي التلميذ أختي التلميذة- حاولا تقدرا وتعلما تعرفا وجربا الممكن يستسلم لكما المستحيل.

اشحذ إرادتك:

الإرادة قوة الرغبة في النجاح، تغني عن أية وصفة أخرى للنجاح ولا تكفي أية وصفة أخرى لتحقيقه بدونها. هي قدرة وفعل؛ فمن أراد قدر ومن أراد فعل.

التلاميذ بين من يملك إرادة قوية جادة في الدراسة متفوقة، وإرادة ضعيفة: عاجزة مستسلمة للفشل، ومتذبذبة متقلبة في النجاح ترتقي حينا وتهوي حينا آخر، فلا نجاح متزن لأنه لا إرادة متزنة.

كن متفائلا:

التفاؤل توقع للنجاح بنفس طموحة ساعية لبلوغه، قال صلى الله عليه وسلم: "تفاءلوا بالخير تجدوه" ، وقال الإمام علي رضي الله عنه: "تفاءل بالخير تنجح" ، وقيل: من التفاؤل يولد الأمل ومن الأمل يولد العمل ومن العمل يولد النجاح[3].

أخي التلميذ أختي التلميذة كم من تلميذ بتفاؤله حول فشله إلى نجاح، وكم من تلميذ بتشاؤمه حول نجاحه إلى فشل، والواقع خير شاهد. التفاؤل قد يحول العاجز عن الدراسة إلى مقتدر والتشاؤم قد يحول المقتدر إلى عاجز.

استحضر طموحك:

ليس عيبا أن تكون بداياتك الدراسية متواضعة إنما العيب أن تكون نهاياتك الدراسية متواضعة. قيل: "ما رام امرؤ شيئا إلا وصله" و"من كبرت همته كبر اهتمامه"، فعلو طموحك وسموه يذكي إرادة النجاح لديك، فاستحضره في كل وقت وقبل الامتحان وأثناءه وبعده، وحبذا لو كتبته بخط كبير ووضعته بمكتبك وفي غرفة نومك.

فإن كنت طموحا لن تقف أمامك عقبة ولن تثنيك عن النجاح مشكلة ولن يوقفك فشل.

أنشد النجاح رغم العقبات:

قد تعترضكما -أخي التلميذ أختي التلميذة- في مسيرتك الدراسية عقبات ذاتية وموضوعية من مثل:

*الضعف في مادة أو أكثر: فلا ينبغي أن يولد لديك كرها أو ضعف اهتمام، بل حول ضعفك إلى قوة بالتدريج واحذر من الإيحاءات السلبية من قبيل: أنا لن أتعلم الفرنسية، الرياضيات لا أفهمها... يقول أحد الناجحين: "الاعتقادات التي تكبل الذات هي أعظم العوائق أمام الإنجازات الكبرى" .

* ضعف المستوى المادي للأسرة: فهذه العقبة يلزم اعتبارها حافزا نحو النجاح؛ فكم من تلميذ فقير حقق نجاحا باهرا وكم من تلميذ وفرت له كل الظروف وكان مآله الفشل.

* موت الأبوين أو أحدهما أو قريب عزيز: فالواجب الرضى بقدر الله حتى لا يؤثر عليك المصاب سلبا فيصرفك عن الدراسة أو يقلل من فعاليتك فيها.

* الواقع الذي يبدو وجهه كالحا : فلا يعفيك من الدراسة ولا تعتبره تكأة وتتخذه مشجبا تعلق عليه عجزك ودنو همتك، فواجب وقتك وجهاد مرحلتك الدراسة ولا شيء غير الدراسة، تفاءل وتطلع لتغير هذا الواقع وتجد لك موقع قدم تحت الشمس. كفى من تخرج وتخريج جيل رخو ناعم مائع لا يعول عليه.

العمل.. العمل.. العمل:

ليس النجاح إلا العمل الناجح المتقن، قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" ، فلا يوجد نجاح بدون عمل، يقول "ماردن": "إن الشعار الذي طالما ألهب عظماء العالم، غالبا ما يعطينا فكرة عن الطريق الذي سلكوه لإيجاد أماكنهم، ولقد كان هذا الشعار يتشكل من ثلاث كلمات: العمل... ثم العمل... والعمل دائما" [4]، ونحن نقول: الدراسة... ثم الدراسة... والدراسة دائما. ادرس بجد وثابر وأحسن ونظم دراستك فأنت في سباق. وهذا ما سيتم تناوله في المحور الثاني.

جماع القول أن النجاح من صنع الذات يتطلب مقومات نفسية: توكل على الله وإخلاص له، وثقة في النفس، وإرادة قوية، وطموح عال وتفاؤل ينير السبيل ويخرق حجب الحاضر نحو المستقبل، وعمل جاد لا يعرف الكلل والملل.

بهذه المقومات يخوض التلميذ الامتحان فلا يجد أدنى صعوبة ولا تعترضه عقبة، يجتازه بنفس مطمئنة غير قلقة عينها على المستقبل واضعة نظارة بيضاء تفتح الآفاق لا تعتمها.

التلميذ وقلق الامتحان: الأسباب والعلاج:

ما هو قلق الامتحان؟

قلق الامتحان حالة نفسية تعتري التلاميذ قبل الامتحان وأثناءه وبعده، وهو نوعان:

قلق طبيعي: وهو سلوك عرضي مقبول من مزاياه إلهابه الحماسة وبعثه على النجاح فيزداد معه التركيز.

قلق مرضي: يتسم بانفعالات نفسية وأعراض فسيولوجية وعقلية مثل: التوتر، الشعور بالضيق النفسي، الأرق، فقدان الشهية، الغثيان، خفقان القلب، جفاف الحلق والشفتين، سرعة التنفس، تصبب العرق، ارتعاش اليدين، كثرة التفكير في الامتحان ونتائجه المرتقبة، إيحاءات سلبية...

العوامل المساعدة على ظهور القلق:

ثمة عوامل ذاتية وأخرى موضوعية:

فالذاتية: تتمثل في الشخصية القلقة في تركيبها، عدم الاستعداد النفسي والعقلي للامتحان، تصورات وتمثلات خاطئة عنه، إحساس التلميذ بأنه موضع التقويم، التأثر بمن يصاحبه قلق الامتحان...

أما الموضوعية: نذكر منها تخويف الأسرة من الرسوب والتلويح بالعقاب، ما يبثه الأساتذة في نفوس التلاميذ من خوف، ارتباط الامتحانات وطريقة إجرائها بجو من الرهبة، غياب التوجيه الدراسي السليم...

كيف نعالجه؟

يلزم لمعالجة التلاميذ الذين يعتريهم قلق الامتحان تضافر جهود متعددة، منها:

دور الأسرة: تعزيز الثقة في نفوس الأبناء، الثناء على الجهد الدراسي، الوعد بالجوائز، البعد عن المقارنة بالأقران، التغذية المتوازنة والمتكاملة، تلبية الحاجات في حدود الإمكان...

دور الأساتذة: تعزيز الثقة في التلاميذ، تلطيف الأجواء وتخفيف الأحمال بالابتسامة ولين المعاملة ورقة الكلام...، عدم بث الخوف، تهدئة الأعصاب، التوجيه الحكيم وحسن الاستيعاب...

دور التوجيه الدراسي: وهو مهم للغاية، غيابه يشكل ثغرة نادرا ماتسد من الأساتذة والأسرة والتلميذ نفسه، ومن خدماته فتح حوار مع التلاميذ خصوصا ذوي القلق المرضي، لدحض التصورات الخاطئة عن الامتحان وبناء تمثلات إيجابية محفزة (تحصين تصوري)، التحصين المنظم للتدرج بهم من علاج الإثارات الخفيفة إلى علاج الإثارت العميقة المتجذرة، يوظف في ذلك النموذج (فيلم يعرض إجراء التلاميذ الامتحان في جو هادئ)، ويدربون عمليا على إجرائه ويقومون، ويدربون كذلك على الاسترخاء بنوعيه النفسي العقلي الذي يتم عن طريق التخيل لصورة عقلية جميلة عن الامتحان كأن يتخيل دخوله قاعة الامتحان بنفس مطمئنة واستلامه الورقة بهدوء وقراءته الأسئلة وإجابته عنها باقتدار... والاسترخاء البدني بالاستلقاء على الظهر وإغماض العينين وإرخاء عضلات الجسم بالتدريج مع التفكير بصورة إيجابية عن الامتحان ، وممايلزم إتقانه من المكلفين بالتوجيه حسن التوجيه الدراسي للتلاميذ المبني على الرغبة والقدرة.

دور التلميذ: الصلة بالله دعاء وذكرا وصلاة وتلاوة للقرآن ألا بذكر الله تطمئن القلوب ، ممارسة التحصين التصوري، التدرب على الامتحانات السابقة، التدرب على الاسترخاء بنوعيه، الاستعداد الجيد للامتحان...
ثانيا: الإعداد العقلي للامتحان

يقصد به الإلمام بالمواد ودروسها إلماما جيدا بمراجعتها بفعالية وتركيز عاليين، وهذا ما لايفعله كثير من التلاميذ الذين يوقعون أنفسهم في فخ تأخيرها إلى الأيام الأخيرة التي تفصل عن الامتحان، فيقفون مع جبال من الدروس مرتبكين مضطربين، حتى وإن راجعوا لا تثمر مراجعتهم.

في هذا المحور نخصص الحديث عن المراجعة، ما هي؟ وما أهميتها ومواعيدها؟ وما هي عوامل نجاحها والطرق العلمية لإجرائها؟

تعريف المراجعة:

يخطئ عدد كبير من التلاميذ حين يمارسون المراجعة بشكل خاطئ، فلا يعدو فعلهم إعادة قراءة الدرس أكثر من مرة بالنظر في الدفتر، والحقيقة أن المراجعة هي "الحث الذهني على إرغام نفسك على تذكر المعلومات المطالعة مع الرجوع إلى الكتاب أو النقاط المدونة (أي التلخيص) فقط لتحصيل سياق المعلومات ولفحص وتزويد الذاكرة" [5]، فيتم بذلك قياس درجة الاستيعاب.

أهمية المراجعة:

تكمن أهميتها في كونها تقتصد الوقت والجهد وتثبت المعلومات وتيسر عملية استدعائها وتزيد الثقة في النفس وتطمئن الأسرة، كما تساعد على فهم الدروس الجديدة داخل القسم.

مواعيد المراجعة:

تتعدد مواعيد المراجعة وتختلف نفسية التلميذ في القيام بها؛ ذلك أن المراجعة المنتظمة لامتحانات المراقبة المستمرة (مراجعة دروس اليوم في نهايته ودروس الأسبوع في نهايته ودروس الشهر في نهايته ودروس الفترة البينية في نهايتها ودروس الدورة في نهايتها) تكون وطأة الاستعداد النفسي لها أخف من المراجعة النهائية التي تفصل عن الامتحان الجهوي والوطني والتي تكتسي أهمية كبيرة ترتبط بتحديدها نتائج سنة كاملة ونتائج مرحلة دراسية، فالقلق الذي يعتري البعض من عوامله الإحساس بأن الامتحانات مصيرية ترسم أفقا مشرقا أو محرقا.

أنواع المراجعة حسب المواد:

يقول الباحثون: "كل طالب سليم العقل يستطيع أن يتفوق في كل المواد بشرط أن يثق تمام الثقة في قدراته، وان يتبع طريقة جيدة في الدراسة" [6].

تحد كبير أن يتفوق التلميذ في كل المواد سواء الأدبية أو العلمية بغض النظر عن الشعبة التي اختارها؛ ذلك أن موسوعية التلميذ أمر مهم، ثم لكون كل تقصير في مادة أو مواد ينعكس سلبا على حصيلته العلمية ونتيجته النهائية.

كيف تراجع المواد الأدبية؟

نرجئ الحديث عنها إلى الطرق العلمية لإجرائها.

كيف تراجع المواد العلمية؟

يتم إعداد جدول مراجعة يومي لمراجعة مادتين علميتين، وذلك بالإلمام بالأساسيات والقواعد والخاصيات والمفاهيم والتعريفات العلمية، وممارستها على أمثلة الدرس والكتاب وحل تمارين القسم والكتاب وامتحانات المراقبة والامتحانات السابقة، ومن الأفضل إعادة قراءة التمرين بعد الإجابة عنه للتأكد من مطابقة الناتج النهائي له. ويبقى فهم الدروس في القسم خير معين لإتقان مراجعتها.

عوامل نجاح المراجعة:

عديدة نذكر أهمها:

* التنويع في المراجعة شكلا ومضمونا كالانتقال من مادة أدبية إلى مادة علمية ومن حصة حفظ إلى حل التمارين، فهو بمثابة استراحة للذهن.

* استعمال قاعدة التطبيق المتفرق[7]: مثلا عوض مراجعة درس مرة واحدة لمدة ساعتين مراجعته أربع مرات متباعدة لمدة نصف ساعة في كل مرة، فذلك أدعى لترسيخه لأن الشيء إذا تكرر تقرر وعند التكرار تظهر الأسرار.

* الإبعاد بين المراجعات: يقول عامر العفاس: "يجب أن تكون المراجعة قريبة بما فيه الكفاية من المراجعة السابقة، لكي لا تنسى ما راجعته آخر مرة، ومتأخرة عنها بقدر كاف حتى لا يكون هذا العمل بلا جدوى ومضيعة للوقت" [8].

* اختيار المكان المناسب للمراجعة: قال الخطيب: "أجود أماكن الحفظ الغرف وكل موضع بعيد عن الملهيات وليس بمحمود الحفظ في حضرة النبات والخضرة والأنهار وقوارع الطرق وضجيج الأصوات لأنها تمنع من خلو القلب غالبا" [9].

* اختيار الوقت المناسب للمراجعة: قال ابن جماعة: "وأجود الأوقات للحفظ الأسحار وللبحث الأبكار وللكتابة وسط النهار وللمطالعة والمذاكرة الليل" [10].

كيفية المراجعة: الطرق العلمية لإجرائها:

لا سبيل إلى تحقيق التفوق الدراسي وارتقاء سلم النجاح إلا باكتساب مهارات المراجعة والطرق العلمية لممارستها، تهدف إلى تحصيل المتعلم ملكة منهجة المعلومات واستدعائها لضمان التعلم الطويل المدى، وليس مجرد المراجعة لإجراء الامتحان التي يعقبها تبخر سريع للمعلومات والأفكار.

والطرق العلمية للمراجعة كثيرة منها: متم وأفأك وعسقلم... وهي عبارة عن كلمات تختصر كل كلمة خطوات يسلكها التلميذ في المراجعة، فمتم (مسح - تحليل - مراجعة)، وأفأك (اطلع - فكر - أجب - كرر)[11]. وعسقلم (استعرض - اسأل - اقرأ - لخص - امتحن)[12]، وفيما يلي بيان لهذه الطريقة:



ثالثا: الإجراء العملي للامتحان

يقول المتحسرون بعد الانتهاء من الامتحان: "يا ليتني كنت أعرف أسئلة الامتحان"، نسي هؤلاء أن بإمكانهم معرفتها بإعداد بنك من الأسئلة (أسئلة الكتاب والقسم وامتحانات المراقبة والامتحانات السابقة...) والتمرن على الإجابة عنها بعد الإلمام بمضامين دروسها، فهذه الأسئلة بمثابة الأسئلة المحتملة في الامتحان.

إن هذا التمرن يكسب التلميذ مهارة الإجابة عن أنواع مختلفة من الأسئلة[13] تزيد ثقته في خوض غمار الامتحان. وفي ما يلي نعرض لما يسهل عملية إجرائه بشكل مرض:

قبل الامتحان:

الشهر الأخير:

* القيام بمراجعة فردية عامة للمواد.

* حضور حصص الدروس الأخيرة لاحتمال إدراج بعضها في الامتحان.

الأسبوع الأخير:

*عدم تكثيف حصص المراجعة لأن المراجعة المنتظمة تغني عن ذلك.

* الاهتمام بالصحة الجسدية تجنبا للمرض وبالصحة النفسية أساسا طردا لقلق الامتحان.

* التعرف على مكان الامتحان وموعده.

اليوم الأخير:

*عدم إرهاق النفس بالاستعداد للامتحان فالنقطة يحددها عملك في الامتحان لا في الليلة التي تسبقه.

* تهييء الأدوات اللازمة: ساعة، حاسبة، أقلام حبر وملونة...

* القيام بفسحة للترويح عن النفس.

* النوم في الوقت المعتاد.

يوم الامتحان:

* صلاة الصبح وتلاوة القرآن وسؤال الله تعالى التوفيق.

* تناول الفطور بالتركيز على ما يقوي الذاكرة وينشطها (عصير، زبيب...)

* التثبت من الأدوات.

* مغادرة البيت متوكلا على الله وواثقا في النفس ونائلا رضى الوالدين.

* الحضور باكرا في المؤسسة وتجنب تجاذب الحديث مع الزملاء حول الأسئلة المحتملة في الامتحان.

عند بداية الامتحان:

* دخول قاعة الامتحان والجلوس في المكان المخصص وإخراج الأدوات ووضع الساعة أمامك.

* الدعاء: قال تعالى: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا" .

* استلام ورقة الامتحان بهدوء وملء المعلومات الأساسية.

* عدم المبالاة بمن يبدأ الإجابة من أول لحظة، فأنت تجني الثمار بحسن تعاملك مع الأسئلة.

* التعرف على عدد الأسئلة والوقت المخصص للامتحان.

* قراءتها أكثر من مرة مع الانتباه لمفاتيحها[14] حتى يتسنى معرفة المطلوب من كل سؤال بدقة.

* توزيع الوقت المخصص للامتحان على الأسئلة حسب أهميتها، مع ترك وقت لمراجعة الإجابات.

* إذا كان لا يراعى الترتيب في الإجابات عن الأسئلة يمكن:[15]- وضع علامتي صواب أمام الأسئلة التي تتقن الجواب عنه كاملا.

- وضع علامة صواب أمام الأسئلة التي تجيد الجواب عن شق منها.

- وضع علامة الخطأ أمام الأسئلة التي يستعصي عليك الجواب عنها.

* البدء بتسجيل الأفكار المفتاحية للأجوبة، وإذا عرضت لك على ذهنك بعض الأفكار عن الأجوبة أثناء القراءة الأولى للأسئلة من الأحسن تدوينها في المسودة حتى لا تنسى، وإذا كان السؤال مقاليا فاستغل الدقائق الأولى لوضع تصميم أولي للإجابة عنه.

* الشروع في الإجابة عن الأسئلة التي وضعت عليها علامتي صواب حتى تحس بالتقدم في الإجابة، مع التقيد بالوقت الذي خصصته لكل سؤال، لأنه عادة ما يأخذ منك الجواب عن السؤال الذي تملك فيه معلومات كثيرة وقتا طويلا. إذا لم تنته من الإجابة عن سؤال معين انتهى الوقت الذي خصصته له فأمامك حالتان:

الأولى: إذا كان إتمام الجواب يستغرق وقتا قصيرا لا يخل ببرنامجك الوقتي فأتمه.

الثانية: إذا كان إتمام الجواب يأخذ منك وقتا كبيرا، فدع مكانا فارغا في الورقة وانتقل للإجابة عن سؤال آخر، فقد تجيب عن إحدى الأسئلة في وقت أقصر مما خصصت له فتتاح لك فرصة لإتمام الجواب.

* تحري الإيجاز والدقة في الإجابة تقليلا من فرص الوقوع في الخطأ.

* الاعتناء بورقة التحرير: مباعدةً بين السطور ووضوحا للخط والمعنى وحفاظا على التسلسل المنطقي للأفكار ودقة في إعداد الجداول والرسوم وتبيينا للنتائج والحلول وتعيينا لمبدأ ومنتهى كل إجابة وترقيما للصفحات، وذلك تسهيلا لعمل المصحح الذي ينصف في التصحيح إن وجد الورقة منظمة لا تستغرق منه وقتا كبيرا[16].

* أخذ وقت قصير للراحة بين الفينة والأخرى لإراحة الذهن وفسح المجال له لتنظيم الأفكار وترتيبها.

المرحلة الأخيرة من الامتحان:

* عدم مغادرة قاعة الامتحان بمجرد الانتهاء من الإجابة عن الأسئلة، فلا تستعجل ولا تلق بالا لسلوك الآخرين.

* مراجعة أجوبة الامتحان مراجعة متأنية تعديلا لما يستحق التعديل وإضافة لما يدر نقاطا إضافية عليك.

بعد الامتحان:

* تجنب التثبت من صحة الإجابات أو خطئها مع الزملاء.

* الاستراحة والاستعداد للامتحان الموالي.
خاتمة

لا يسع بعد هذه الجولة في الموضوع إلا التأكيد على ضرورة إيلاء التلميذ الجانب النفسي اهتماما بالغا في استعداده للامتحان، وهذا لا ينكر أهمية الاستيعاب العقلي للمواد والقدرة على تذكر مضامينها والمهارة في الإجابة عن الأسئلة التي تطرح فيها. فلا نجاح ولا تفوق في الامتحان بدون الاشتغال على الأبعاد الثلاثة: البعد النفسي والبعد العقلي والبعد العملي الإجرائي.

والحمد لله رب العالمين

المصدر: الاستعداد النفسي و العقلي بقلم الأستاذ رشيد الوهابي بحث من اعداد بن الشيخ عبدالرحمان مستشار التربية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2013 بواسطة saaddahleb-keb

ساحة النقاش

موقع: ثانوية سعد دحلب قصر البخاري *المدية*

saaddahleb-keb
سعد دحلب (1919 قصر الشلالة - 2000 عين نعجة، الجزائر[1]) من الشخصيات البارزة في الحكومة الجزائرية المؤقتة وأحد المسؤولين في الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر وفي الحكومة الجزائرية في السنوات الأولى للاستقلال.محتويات [أخف] نشأته ولد بقصر الشلالة (ولاية تيارت حاليا) سنة 1919، زاول دراسته في مسقط رأسه، بعدها انتقل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

60,421