يلجأ أخصائي التغذية إلى المعالجة الغذائية لمرضى الالتهاب الكلوي الحاد عند حدوث زيادة ملحوظة في مستوى اليوريا في الدم ( السيرم) أو زيادة مستوى البوتاسيوم . ويجب متابعة مستوى اليوريا للتأكد من انخفاضه، وكذلك متابعة وزن المريض للتأكد من تحسن حالة الإديما.
تهدف المعالجة الغذائية إلى تزويد المريض بكميات مناسبة من البروتين في طعامه؛ لتعويض ما فقده منه مع البول وخفض إنتاج اليوريا والمخلفات النيتروجينية الأخرى الناتجة عن التمثيل الغذائي للبروتين ، والمحافظة على توازن عنصري البوتاسيوم والصوديوم في الجسم، ومنع حدوث الإديما وهذه بعض الأمور الأساسية التي ينبغي مراعاتها في المعالجة الغذائية لمرضى التهاب الكبيبات الكلوية الحاد أو ارتفاع ضغط الدم.
- تزويد المريض بكامل حاجته من الطاقة وذلك للمحافظة على أنسجة الجسم من التهدّم، ويمكن الحصول على جزء كبير من هذه الطاقة بتناول عصائر الفواكه الطبيعية عن طريق الفم.
- الإقلال من كمية البروتين في الوجبة الغذائية، بحيث تصل إلى نحو 40 جراماً في اليوم خلال مدة انخفاض إفراز البول ( انحسار البول ) . وتزداد كمية البروتين في الوجبة بعد عودة إفراز البول إلى حالته الطبيعية، وذلك لتعويض البروتينات التي فقدت مع البول، وملء مخازن البروتين في الجسم. وتُخفض كمية البروتين في الوجبة عند ارتفاع مستوى اليوريا أو البوتاسيوم في الدم.
- الحدّ من كمية الصوديوم في الوجبة الغذائية (40-60 ملي مول / يوم في حالة إصابة المريض بالإديما فقط. وينبغي مراقبة مستوى البوتاسيوم وذلك لتجنّب ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم ( Hyperkalemia) الذي يكون مصاحباً لانخفاض إفراز البول، وتناول عصائر الفواكه.
- الإقلال من تناول السوائل خلال مرحلة انخفاض إفراز البول، بحيث تكون الكمية المتناولة مساوية لكمية البول المفرزة في اليوم السابق ( نحو نصف لتر في اليوم ) ، ويتطلب ذلك معرفة محتوى الأغذية المتناولة من الماء.
- تناول المريض ( بإشراف الطبيب) المضادات الحيوية، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، ومدرات البول مع الوجبات الغذائية للتخلص من الإديما. وفي حال لم تتحسن حالة المريض ( انخفاض ضغط الدم، وتحسن سريان البول، وتحسن الإديما ) بعد عدة أيام، فإن ذلك يعد مؤشراً على إصابة المريض بفشل كلوي، وأنه قد يحتاج إلى غسيل كلوي .
- أما بالنسبة لمرضى التهاب الكلى المزمن (Chronic Glomerulonephritis) ، فإنّ المعالجة الغذائية الخاصة بهم تشابه تلك المتبعة في حال التهاب الكبيبات الكلوية الحاد. وفي حال تطور المرض إلى ما يعرف بالمتلازمة الكلوية، فإن المريض يحتاج إلى نظام غذائي مختلف علماً بأن تكرار الإصابة بالتهاب الكلى يؤدي إلى حدوث تلف لنفرونات الكلية، وفقدان الكليتين لوظائفهما، خاصةً عملية الترشيح. ويترتب على ذلك ظهور أعراض محددة على المريض، منها: زيادة فقدان البروتينات من الجسم وتجمع اليوريا والكرياتينين.