كلمة الصوم في اللغة تعني الإمساك عن أي فعل أو قول وفي اصطلاح الفقهاء الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية. وعندما فرض الله الصوم قال (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).  وكلمة تتقون  من مادة الوقاية وهي حفظ الشيء عما يضره. إذن فإن هناك تناغما تاما بين الصوم الذي هو الإمساك عن الطعام والشراب والاتصال الجنسي واللغو وبين ما يهدف إليه الشرع من هذا الصوم وهو الاقتصاد وعدم الإسراف. هناك11 شهر حرية مشروعة في الأكل والشراب والجماع وشهر واحد كأنه تدريب عملي لو تم النجاح فيه تم برمجة النفس طوال العام برمجة اقتصادية إيمانية عالية فكان الصحابة يستعدون نصف العام لرمضان ويستمتعون النصف الآخر به  تحتاج الآلات لراحة لتنبيه لتصليح لعمرة خلال فترة عملها وهنا يأتي الشهر الكريم لضبط ما اعوج وما خرب خلال العام بممارسات متماثلة طوال الشهر من قيام وصلاة وصوم وترقي من صلوات جماعية لتراويح لتهجد من صدقة لزكاة من مكث بالمسجد لاعتكاف فالمسلم دائما بترقي في الناحية الإيمانية وكذلك الاقتصادية وهنا الربط بين الناحيتين فلا يرتضي المسلم لنفسه التردي والتناقص في الإيمان ولا في الاقتصاد فهو بتجارة رابحة على الدوام وهذا مبدأ اقتصادي. ومن المؤشرات الاقتصادية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء (رواه أبو داوود والترمذي والحاكم). فكان أحد الأهداف من الصوم هو تجويع النفس وترويضها على القناعة بالقليل. فهنا تربية اقتصادية على التوازن على الاعتدال منهج تربوي فريد مفيد وقد رد الرسول صلى الله عليه وسلم على المقوقس ملك مصر الطبيب عندما أهدى إليه جارية وبغلا وطبيبا, فقبل الجارية والبغل ورد الطبيب قائلا: (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع, وإذا أكلنا لا نشبع) ومن دروس رمضان الحس الجمعي الاقتصادي التكافل الاقتصادي "من سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة" (رواه ابن خزيمة) .. لقد ثبت في "الصحيحين" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" . هذه التربية الاقتصادية والتمرين السنوي وأن صح التعبير المعسكر الاقتصادي السنوي للمسلم يبدأ من النافلة بالصدقة للوصول بالواجب بالفريضة زكاة الفطر .وهنا صلة بين الإنتاجية و رمضان فهو شهر تدريب  للنفس المؤمنة للتربية على الأمانة الإخلاص والإتقان في العمل، والتخلي عن تضيع الأوقات، وكل هذا ينعكس إيجابا على الإنتاج .فالصائم يعلم أن الله مطلع عليه ويعلم الجهر وما يخفى، وأن الصيام سر بين العبد وربه "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به" (رواه البخاري ومسلم)، وأن ثمرة الصيام هو التقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183)، وهذا الأمر خير وسيلة للتربية على الرقابة الذاتية التي تدفعه إلى بذل المزيد في عمله واستغلال وقته أيما استغلال فما بالنا لو خرجنا بتلك الإيمانية والروحانية الاقتصادية لكان خيرا لنا بالدنيا والآخرة 

 

مع تمنياتي بتربية راقية

أ . نزار رمضان

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ

مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية

والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى

فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب

مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري

مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق 

بانتظار أفكارك وآرائك

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

 ج  السعودية/    00966508705124                          موبيل مصر /0020124277270

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

 

 

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 430 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2011 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,250