الأنفلونزا ذلك العرض المرضي الذي كنا ولازلنا نعتاده وببساطة نسميه فيما بيننا : شوية برد ! وحال يصاب واحد منا به يسرع إليه من حوله الى طمأنته فيقولون :لا توهم نفسك شوية انفلونزا ويروحوا !! هكذا وبتلقائية درجت ألسنتنا إطلاقها
أما آلان فاننا نفكر كثيرًا قبل أن نطلق على توعك واحد منا بالانفلونزا حيث نصاب أولا بالهواجس والوساوس خشية الاصابة ببساطة بالفيروس المخيف والمتخفي سواء كان انفلونزا الخنازير أم الطيور ولا نعلم ماذا سيأتي بعد ؟؟ من أسماء مصاحبة لحيوانات أخرى نألفها وتألفنا كالقطط والكلاب ناهيك عن الحمير والجاموس والبقر والغنم واذكر ما شئت بعد ذلك حتى تصل الى ما يقتنيه الهواة مثل القرود الصغيرة وغيرها من حيوانات نستلطفها ونحبهـا !
والقرار الأحوط الذي سرعان ما نتخذه هو الاستغناء فورا أوالإعراض عن هذه الألفة وهذا الاستلطاف ,فالانسان لايكترث الا عند النازلة نسأل الله العافية والنوازل وقتية مفاجئة حتى اذا ماغاب وقتها وابتعد عدنا الى النسيان والنازلة ربما نتوقعها نتحسبها لكن أن تأتي من ناحية ما نألفه ونتعايش معه بهذه السرعة والسهولة فإنها اذن المباغتة التي تبهتنــا جميعــاوترانا وكأننا ندور حول أنفسنا كيف ؟! لماذا ؟!
إن أبسط أعراض الأنفلونزا وأقلها حدة عملية العطس المتواصل ثم يحتد العرض الى الرشح ثم الى الزكام وتختلط الحساسية بنفس الصورة والكيفية مع البرد أو الأنفلونزا وهي تعد خللا في جهاز المناعة رغما عن علاج أعراضها فلم يتوصل الباحثون الى علاج الحساسية نفسها وتزيد الحساسية في أعراضها عن الأنفلونزا بالهرش والطفح الجلدي حيث يكون رد فعل الجهاز المناعي للجسم لمواد غريبة عنه ليفرز مواد كيماوية مضادة ليظهر لنا مانرى من أعراض ونتيجة لتأثر الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي لتناول مثلا الموز اللبن الأسماك الفراولة الشيكولاتة الى جانب الحساسية لنوع ما من الأدوية أو المسكنات
جهاز المناعة
والعطس يحدث حين يتم عدم استلطاف بين المادة المسببة للحساسية والأجسـام المضادة التي أنتجها الجهاز المناعي وخـلاياه والى جانب الهرش الذي تميزه الحساسية هناك تورم في العينين ورشح الأنف والميل الى القيئ والإسهال الى أن نصل الى أقصى من ذلك كالإسهال وضيق التنفس ثم جرس الخطر والمتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم وهنا نتوقف سريعـًا للحصول على أعلى درجات العلاج
وعن كيفية حدوث العدوى يحدثنا الأستاذ الدكتور عبدالهادي مصباح فيقول:
* يدخل الفيروس أو الميكروب الى الجسم ويتكاثر ويبدأ الجهاز المناعي من ثم في التصدي له
* تسرع الخلايا الأكولة لتقوم بدور الالتهام ثم تستطلع لمعرفة نوع وتركيب الميكروب وتقديمه للخلايا الليمفاوية التائية
* تبرز الخلايا الأكولة للخلايا التائية المساعدة ( مايسترو الجهاز المناعي) حسب تكوين الجزيئ المعدي من الميكروب
* تنضج الخلايا التائية المساعدة وتعطي الاشارة الى الخلايا الأخرى غير الناضجة كي تنهض وتشارك في عملية الدفاع عن الجسم
* تفرز منشطـات من قبل خلايـا أخرى
* تقوم خلايا تسمى بالمدفعية الثقيلة ! فترسل قذائف الأجسام المضادة للقضاء على الميكروب
* قذائف المدفعية أو الأجسام المضادة عبارة عن قذائف من البروتينات موجهة الى الجزيء المعدي من الميكروب
* تبرز خلايا تسمى بالخلايا القاتلة وهي متخصصة في قتل الخلايا التي تختبئ خلفها الفيروسات ! وتقوم بعملية تفتيت ذاتي
* تبرز خلايا تسمى بالخلايا الذاكرة والتي تصنع الأجسام المضادة فتتحول في الدم فيصبح تركيبها هو نفس تركيب الميكروب الذي هاجم الجسم واقتحمه !! بحيث اذاهاجم الجسم مرة أخرى تقتله في الحال وهو ما يسمى بالتطعيم بالفاكسينات ) انتهى كلام الدكتور عبدالهادي مصباح
ويؤكد الدكتور عبدالحكيم محمود الى أن التغيرات المناخية الجوية لها تأثيرها على الجهاز التنفسي من حرارة ورطوبة وتغير فصول وهي تزيد من نزلات البرد والحساسية وتقلص الشعب الهوائية والشعور بالنهجان وضيق التنفس ويضيف الدكتور عبدالحكيم محمود : أن فيروس الأنفلونزا ماكر خادع يغير من طبيعته وخصائصه كل عام حتى الفاكسينات التي يجرى اكتشافها لمواجهة الأنواع المختلفة منه سرعان ما تفقد فاعليتها لأنه يكتسب المناعة ضدها ( انتهى كلام الدكتور )
فماذا إن أضفنا تبعا لذلك الحديث عن ظاهرة تغير المناخ الطبيعي الذي اعتاده الانسان لقرون !وما يتبع هذا من علاقات وثيقة بتلوث البيئة الى جانب عوامل زيادات الكثافة السكانية خاصة في المناطق الفقيرة من العالم وتعدد الأمراض المختلفة
وعطس صاحبي! وحمد الله فقلت له يرحمك الله فقال ربنا يستر لتكون ! فقلت لا تكمل قل لي : يرحمنا ويرحمكم. فحين علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نشمت العاطس وأنها من واجبات المسلم على المسلم تأملت وتذكرت وقلت أفي تلك العادة من العطس ما يوجب هذا القول والتأكيد عليه بالنصح من النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه
توقف تفكيري ورحت أعدد صلوات على النبي إذ كأنه بنظرات ثاقبة وإحساس يفوق البشر قد علم أن سيكون بيننا مرضى يحبون العطس أو يخشونه أو كأنه سيأتي زمان أو عصر ستكون من أبرز علامات أو إشارات الوباء فيه حركة العطس التي تهز الجسم والنفس معًا فتغمض العينين ويضطرب الصدر وكأنه بقول الحمد الله هي كلمة حانية تأتي بالوقاية مما نخاف ونحذر وبالتشميت بدعاء الرحمة هو صلاة لله أن يرحمنا من شر ما خلق. وسبحان الله!
ساحة النقاش