المسطرة والميزان والكتالوج أدوات القياس التي لاعنى لنا عنها في حياتنا اليومية , لانها تحكم ضوابط معاملاتنا المادية وصروف أعمالنا المعتادة , فان لم تتوافر بحثنا في كد عما يضبط هذه المعاملات  .. لذا استقر العقل والنفس على التسليم بهذه القياسات التي أصبحنا نتفق عليها عالميا , وطبقت بشكل طبيعي بدهــي

وأصبح ذلك مما  لايحتاج  معه الى مبررات وعلل لماذا نحتاج جميعا لتلك الأدوات ؟ لكن ما إن انتقلنا منها  الى كيفية  تنظيم أخلاقياتنا مع بعضنا البعض

توقفت كل أدوات القياس سالفة الذكر عن الكلام والتدخل لأنها بطبيعتهاالآلية لايمكنها , قياس أحلاقيـاتنا وسلوكنا وآدابنــا وعقائدنـا لمــا ؟؟

لانها تصنيفات  بالغة التعقيد , كثيرة المسالك والمشارب والاتجاهات معلقة بالهوى والأهواء وعوامل البيئة والتربية والثقافات , اراكم قد وضعتم في الحال رؤسكم بين أيديكم , قطعا أحسستم بالدوار ..أليس كذلك ..!؟

وبعد من يحكم كل ما ذكرت .. من .. ؟

إنها قوة أكبر مني ومنك ..نعم ومن جميع البشر , الله سبحانه , وعليه فالشرع الذي أتى به الله ووضى به الانبياء والتي أوصت بدورها المؤمنين وكل من شاء من العباد أن يستقيم , ثم قاتل الهوى هذا القياس أو الميزان الذي يريده الله لتنضبط أخلاقيات البشروأراد أن يخفيه بشتى الطرق , ويصرف النظر والانظار عما أمر به الله ونهــى , فاحتدم الصراع ولا يزال ! وكان لابد للهوى من زعيم فكان الشيطان الذي قام وزين لأهل الهوى أعمالهم حتى صدهم ببراعة عن السبيل  . . ...

ظلت أدوات القياس التي ذكرناها وعاشت  ولم يختلف عليها اثنان من البشر , لحكمة يعلمها الله , وبقيت أداة القياس الوحيدة  لأخلاق البشر وعقيدتهم وعلة فوزهم في الآخرة و مصيرهم , ألا وهي شرع الله بقيت  محط تنازع ومقاومة واحتجاج وأصبحت  بين كفتي ميزان

كفة تحمل المتمسكون بأهدابها وكفة  تحمل المنازعون والمقاتلون  لها , وليقضي الله أمرا كان مفعــولا , لكن الله بالـغ أمــره ولكن أكثر الناس غافلون ....!