... نعم أعطتنا الثورة حرية التعبير والرأي , وهو من أثمن ما تحقق في حياتنا نحن المصريون حتى آلان  , وطالما وعينا هذا الدرس ونكاد أن نستوعبه  مع كل لحظة تمر وكل يوم ينقضي ,إذن فمن حرية الرأي  أن نقول ونعرض وننصح لالننقد فقط , والنصح من الدين ومن واجبات المؤمن على المؤمن ( ألا إن الدين النصيحة ) أو كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم 

فمما عرضته جريدة اليوم السابع , خبرا وكأنه الطرفة وصورة لمنتهى الحرية في التعبير عن قيــام متظاهرين بتصميم قبر للمشير، كان   " فكرة أحد المعتصمين بميدان التحرير، للمشاركة فى فعاليات جمعة الغضب الثانية، والتى دعت إليها قوى سياسية وحركات الثورية، حيث نفذ الشاب صاحب الفكرة، القبر أمام ساحة مجمع التحرير بمعاونة عدد من المتظاهرين .."

إنه ليس من الأدب بل هو  من الغلو والتطرف في التعبير , أن نهلل لمثل هذه التصرفات وإن بدت كما يقال ( دمها خفيف  )ـ 

ويجب على أي منا أن لا يستحسن عرض  ذلك والانبهار بخفة ظل من قام به .

وحري  (باليوم السابع) ونحن نتدافع كلنا في آن واحد نحو إعـلاء كلمة الحق وحده ألا نتمادى في  سلوك التعسف و استخدام هذه الحرية التي منحتنا إياها الثورة , بطريقة لاتقيم خلقا كريما وسلوكا محمودا , ولاخير منا ولا فينا من جدوى حرية لم تمنحنا إلا قلة في الأدب , وسوء الخلق , وتبعد بنا  عن روح المودة والاحترام والهيبة  لكل طائغة أو جماعة بيننا  وعلى رأسها قادة المجلس العسكري   فعلى الرغم من أي سلبية صدرت  فلتذكر  أنهم  في أشد حالات طلب الثورة والثوار لهم فقد وقفوا  الوقفة الطولــى  , ولو أخطأوا فما علينا إلا نقوم هذا بالحسنى والموعظة الخلوقة , لابرد فعل غاضب .. ثائر .. يصل الى صورة الحمق ,

 ثم  ألم نستحصر معــا ما قاله العلامة الشيخ الشعراوي من طلب الهدوء من الثائر بعد الثورة ليبني , ولازال الكثيرون يكررون كلمة الشيخ رحمه الله , أم لازال البعض سكارى بثورتهم هم ففط ..!ـ  ثم لابد وأن تتحرك قوافل من التوعية تحت راية الحياد التام غير منحازة الى أي فئة من الفئات , وليتكن تحت راية واضحة جلية الله ثم الوطن

لماذا ؟؟ لان الله لاتمثله جهة بعينها بقدر ما تمثله ثوابت الفطرة التي لايمكن أن يختلف عليها انسان على وجه الارض وإن علا .. هذه القوافل مهمتها القصوى إذن  الرغبة الحاسمة لبناء الوطن على أسس من الخلق والذي لايرفع عمــاده إلا الدين , ولو كره الكارهون المغرضون   

  خلاصة القصد فانه لايتمنى  ولايرجو أي كريم  خلوق  بيننا أن  يصبح   سوء استخدام الحرية وهذه المنحة الالهية التي  منحنا الله بها من بعد ذلك ثقافة لسوء الأدب والتطاول والبجاحة والتي  لايروج لها إلا الحمقى من الثائرين  ولا يكن هدفه  فقط بث البغضاء والوقيعة وإشاعة  الفتنة التي و إن زاد شططها فلن تجر الامة إلا الى خراب وقلق وعدم استقرار , لا قبل لنا به ولندعوا جميعــا  حفظ الله مصر دوما آمنة ..