نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

 

الاستاذ ممدوح الشويحي  المحامي

    ومرت الايام تلو الايام، بل السنون تتبع الاخرى ، والحال كما هوالحال،  من تعذيب بدنى ، و نفسى، واعتقال للبدن والفكر، من قبل الحكومات، وحتى المخالفين للرأى والفكرداخل المعتقل  

   كثير من الناس يتساءل كيف صبرالمعتقلون  على هذه الايام  والابتلاءات ....ولكن سبحان مسخر الاكوان  ومقدر الاقدار، له حكم لا يعلمه أحد  الا هو ، يكون  فى ظاهر الشىء الشر وهو كل الخير  ، كالحديد يدخل  النار حتى يزال منه الشوائب  والرواسب ، كذلك  يبتلى الانسان  كالحديد، ويكوى بالنار ويصطلى بحرها  ويخرج منها : اما حديد خالص لا شوائب فيه  ،او شوائب لا تصلح للاستخدام او العمل .

    نعم ..  الله هو  الذى خلق وقدر و هو الذى جعل فى الخطر الامن 

فعندما اوحى الله  الى ام موسى بان تلقى بفلذة كبدها فى اليم كان ذلك الخطر هو الامن بعينه

قال الله تعالى(وأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ ))

 فالعقل البشرى الضعيف  لايتصور كيف يرمى بطفل  رضيع فى المياه  حتى ينجو من عدوه ..، فان نجا من عدوه فلا ينجو من الغرق ،ولكن سبحانك فهى ارادة الله!!

 فالمعتقل  هونار الدنيا التى  يخشاها كل انسان ، بل عند سماعه لهذه الكلمة ترتعد فرائصه وينقبض قلبه، ويشتت  انتباهه، خاصة فى بلدان  تمارس حكوماتها  القمع  والاستبداد  ضد معارضيها من المصلحين والثائرين على فسادها .

    المعتقل مكان  يختلف عن غيره من اماكن الدنيا، لانه ليس من اماكنها ، بل لا يشبهه غيره من الاماكن.. حتى الانسان الذىيعتقل يختلف بعد خروجه من المعتقل   عما كان عليه قبل دخوله 

لأن المكان  والبيئة  المحيطة بالانسان لهى من المؤثرات التى تؤثرفى  تكوين شخصيته.. بل وتترك البصمات على صفحاتها ،خاصة اذا مكث فيها وقتا طويلامن الزمن.. بل السنة الواحدة كفيله بان تجعل شخصية الانسان تنقلب  عما كانت عليه، خاصة داخل المعتقل  .

    مكث المعتقلون سنوات عديدة  داخل المعتقلات دون محاكمة او تهمة توجه اليهم .. بل تجاوز غالبيتهم العشر سنوات ووصل اخرون الثمانى عشرة سنة.

   كل من دخل المعتقل خرج متأثرا بالمعتقل بلا استثناء، سواء من الناحيه الفكريه  أو الجسديه  أو النفسيه ..

     فالمعتقل مكان الامراض العضوية  والنفسيه 00مكان صنع فيه رجال ،وضاع فيه اخرون000 مكان تكشفت فيه  الخبايا، وتعرت فيه  النفوس ، ولا يستطيع  الصمود الا صاحب  النفس  العلية، والفكرة  السوية، والعقيدة القوية وقليل ما هم

    كثيرون كانوا فى نظر اخوانهم فى الفكر والطريق فى أعلى مكان هم يظنون ان  يصل اليه شخص فى   طريقهم  سرعان  ما سقطوا، بل و تآمروا علي اخوانهم فى الطريق ، ونجوا بانفسهم  وجعلوهم كبش فداء . 

   المعتقل  هو المكان الذى اذا اخطأ فيه انسان  دفع ثمنا لخطأه ..ولا عفو ولا سماح فيه ..لان  الانسان يتحمل توابع  سلوكه، بل كان فى كثير من الاحيان يعود على المحيطين به بالضرر ..     كان المعتقلون يسكنون زنازين تبلغ مساحتها: الثلاثة امتارطولا  فى خمسة امتار عرضا

 و العدد يتجاوز الثلاثين ، لدرجة انهم كانو لا يستطيعون النوم من كثرة العدد ، واذا  ناموا ناموا كسمك رص فى طاسة قبل دخوله الفرن  ..نعم كانوا  فى فرن كانت درجة الحرارة  مرتفعة فى الصيف وتزدادارتفاعا  بسبب كثرة العدد.

اما فى الشتاء فكان البرد يأكل  اطرافهم و يجلد  ظهورهم ، لدرجة كانوا يستيقظون ولا يشعرون ببعض اعضاء جسدهم من شدة البرد  

  لا ابالغ  فى كلماتى  بل هى حقيقة عشها  جميع المعتقلين ، فى ظرف  واحدة،  وتحت نظام  واحد   انها ايام ، حفرت فى ذاكرة كل معتقل، بل و تعكرصفو كل ذكرى جميلة او مناسبة سعيدة

 فعند ما يغيب العدل يسود الاستبداد والقهر الذى لا يتفق  مع الحق والعدل ، والمبادىء التى تتفق عليها جميع الشرائع و فطرة الانسان                           

 

 

 

 

 

المصدر: بقلم الاستاذ ممدوح الشويحي المحامي ـ منسق اللجنة العامة لحقوق الانسان بالنقابة العامة للمحامين ـ القاهرة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 562 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2012 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

641,906

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه