وآلان تنفست صعداء لامعنى لها , أشبعت شهوة الانتقام لديك , فذلك جلدك لايمكنك الانسلاخ منه , وقد فاقتك الأفعى حين تنصلت من لون جلدها ربما لكي تبدو أبهى مشهدا, في الوقت الذي لم تستطع حتى أن تقلد الأفعـى !

أن تحارب اللصوص , أن تلاحق ارهابيين وتناضل لأجل سلام العالم منهم ربما أو غالبا أؤيدك وأشد على خطاك , لكن إن دعتك قدرتك على الامساك بواحد منهم أيا كانت طريقة الامساك ويبدو بين يديك مثل صيد لذت به بعد عناء , ألا تأخذك به رأفة أو مروة حتى تجعله حيا ثم تستطيب طعمه

أحدثك في الحال عن صيد حيوان لا صيد إنسان , وأنت ثمل بم فعلته بأسيرك بن لادن فإن كنت  صادقا في رؤية الحق والعدل في دينك دين الديمقراطية , فقد لاحت أمامك فرصة تاريخية رائعة تضرب بها المثل لدين الديمقراطية , دينك الحقيقي لا النصرانية أن تقدم للعالم أسامه بن لادن للعدالة والمحاكمة ليسمعه العالم بانصات شديد بعدما كان يسمعه فقط من تسجيلات مهربة لايعلم لها مصدر أو طبيعة , ليحكم ويصدر الحكم ويقبله بشمم المقاتل الشريف

لكن للاسف طارت منك الفرصة الرائعة التي ربما قد  كانت ستضعك بين مصاف قديسيين ينحني أمام صورته بابا الكاثوليك في روما الفاتيكان

غلبتك شهوة الانسان المجنون اللاهث للانتقام والانتقام فقط , ورمى خلف ظهره قيمة الديمقراطية بعدما أرهق العالم بمميزاتها ودستورها المنقذ , وأتعب الشعوب في الوصول ولوبالقتال لأجلها , فقدت الفرصة وخربت الطبخة من أجل قرش ملح ( على رأي المثل المصري الشهير )

لا أقول لك هنيئا , بل أتألم لأجلك , بينما فاز اسامه ومناصروه بالشهادة إن قلت أو بعطف البعض إن جاز القول , وحتى من أرسل اليك مهنئا  من حلفاؤك ربما إمتعض لطريقة القتل البشعة , الصورة التي أنت اشمئزت نفسك منها ومن حوادث سابقة, ولم تقبلها ؟ أيحق لك آلان أن تقبلها ؟؟ يصعب الرد وأراك تلوذ بالصمت

القوا اليك  كرة الارهاب في ملعبك الفسيح جدا وأنت تكاد لاتصدق حيث  تمسك بالكرة خجلا , وتبتسم للعالم بملء فيك معبرا عن فوزك الثمين

 ثم لم تكلف نظرك للحظات لترى ماذا مكتوب على الكرة التي بين يديك أجل   : ( إرهاب الدولة ) , جاءت اليك  الكرة التي هربت منها  وشجبت تصرفات الآخرين من أجلها إن أمسكوا بهـا وتدور رأسك  آلان لقذفها بعيدا عنك في الوقت الذي بذلت فيه الجهد والمال والرجال لتحاربه , مفاجآة أليس كذلك  !!