تعرف الفراسة بأنها الاستدلال بالظواهر الخارجية لمعرفة الظواهر الداخلية ويعني أن نستخدم أحد الظواهر الخارجية مثل العين أو الحاجب أو الفم أو الأذن أو نستخدم الأصوات أو السمات الغالبة على الإنسان أو اللون الغالب أو الطبع المرافق أو المزاج للاستدلال على تكوين الإنسان الخـَلقي وبالتالي الأثر الواضح في السلوك فنصل إلى أعلى درجات التوقع السلوكي بدراسة وافية ووصفية توصلنا إلى الحكم على سلوك الشخص المراد وصف حالته, ونضيف الى التعريف الاستدلال أيضا بالاسماء  !

وهذا ما تفرس به العرب قديما وأوقع ادلالات في ذلك تلك القصة التي رويت عن عمر رضي الله عنه حيث جاءه واحد من العرب فقال له ماأسمك ؟ قال : جمرة بن شهاب ثم استرسل في الحوار معه فقال ممن : قال من الحرقة فتابع : ممن  قال : من الحرقة  قال ممن :  قال : من الحره  قال من أيتها قال : من بني لظى ( لاحظ كلها مرادفات النــار عياذا بالله ) فوقف عمر اليه قائلا كأنما أنزعج : ألحق بأهلك فقد احترقـــوا  !!

وعلى وقع دلالات الاسماء نستقي سـيـاق مقالنا , فهذا معمر القذافي واسمه كاملا معمر بن محمد عبدالسلام ابو منيار القذافي من قرية اسمها ( جهـنم ) ! تتبع منطقة سرت الليبية المعروفة  هذا ماورد ذكره بانسكليوبيديا المعرفة ,  وليس نوعا من ترف الكلام أو السخرية والاستهزاء بشخص ما إنما هو وقع استدلالات الفراسة العربية

 لنلقي نظرة سريعة على ما يحدث مع الشعب المناضل في ليبيا كيف فعل بهم واحد من ابناء جهنم وأذكر في سياق الكلام كل تصرفاته وأفاعيله وإونفعالاته  ! ولعلنا نذكر أيضا  الرئيس الأمريكي ( بوش )  وهي تحمل معان في اللغة العربية بنفس الحروف بمعنى الجماعة الكثيرة المختلطة والرجل البوشي هو من دهماء الناس  ويعني الرجل الخائن أيضا والجمع منها الاوباش أي رعاع الناس أو الخلق !! ولو توقفت عند اللغة الانجليزية ستجد أن bosh تعني الكلام الفارغ , ثم قس من خـلال ذلك واستنبط ما استطعت من معان خلفها الرئيس الامريكي على الساحة العالمية فقط لو استخدمت قياسا الاستدلال بالاسم ! ويثور ثائر أن هذه ليست قاعدة تطلق على العموم , أجل لانخالف من يثور فوجه الفراسة والاستدلال لايقف على الاسم فقط بل يتعداه الى الوجه والشكل  من الايدي الى الارجل الى سمت القامة والامثلة لاتنقطع 

الأهم الذي  نود أن نقف عليه من حيث الاستدلال بالفراسة وعلمها البحر هو سياق مانحن فيه من أحداث ثائرة هنا وهناك في بلداننا العربية ما يجعلنا نبحر معا , في بحر مما تخلفه وقائع الاحداث والثورات , من أشياء وأشياء لن ينتهي البحث فيها لسنوات وسنوات  فالعالم كله آلان يعيش بداية تاريخ جديد للبشرية ولاعلم لنا متى تتوقف  سخونة أحداثه  ؟؟  , فاللهم عفوك ورحمتك