نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

 

كانت واثقة حين همت بكتابة شكواها ,أن ستجد صدى عند الطبيب فقد انفعلت بمعاناة صديقتها ومن بعد ما وجدته  أيضا من أختها طفلة السادسة ابتدائي , فكتبت تقول :

 

السلام عليكم

 

أختكم نون من الرياض عندي استشارة ، أتمنى ألاقي عندكم قـلوب تتسع لسماعها اساتذتي الأفـاضل ، عندي مشكلتين رغـم إن ظاهرهم بسيط إلا إن أثرهـم ما يعلم به إلا الله ، وما لجأت إلى الاستشارة إلى لما اشتدت المسألة المشـكلة الأولى : وحدة من صديقاتي مدمنة مسلسلات كورية ، مدمنة لدرجة ما تقدر يمر اسبوع إلا ولازم تطالع شي من مسلسلاتهم ، تحسه زي الإدمان ، لو ما طالعت تحس باكتئاب وفيه شي غـلط جالس يصير ، ومجرد ما تفرغ من متابعة المسلسل بجميع حلقاته تحس بنشوة ، وبعدها تبدأ تنجز ، وكثير من الأشياء في حياتها متعـطلة بسبب هذا الادمان ، استاذ واللهِ دايم تبكي تسألني وش الحل ؟ ، تقول إدمان بشكل جنوني ، على ايش ليته على شي مفـيد ، بصفتي صديقتها المقربة ، كيف أساعدها ؟ يعني كيف ممكن نبدل هذا الادمان السيء لإدمان شيء حسن مثل إدمان الانـجاز ، وبعـد كيف نقدر نحب الشي ونعشقه ، كثر ما نحب ونعـشق المسلسلات ؟ وكيف الواحد يتخلص منها ؟ ، كيف تكره نفسها من هذي المسلسلات الي ما تدمر غـير النفسية ، وما تعطل شي غير الأهداف ؟ مثلاً أنا أعـشق النت ، كيف يمديني أعـشق العمل كثر ما أعشق النت ؟

 

المشكلة الثانية : اخـتي في سادس ابتدائي ، من سنة اشترت لها لاب توب خـاص ، وبطبيعة الحال ، البنت إدمان 24 ساعة ، كانت بدايتها مع كونان وغيره من الأفلام الكرتونية ، البنت 24 سـاعة قدام الشاشة . أستاذ أهملت دروسها ، أهملت واجباتها ، أهملت حياتها كلها ، مرة قهر ، حرام البنت لسا توها صغيرة ، وأمي ميتة قهر لأنها مو قادرة عليها ، تقول أخاف البنت ترسب من الإهمال ، والبنت مو راضية تسمع كلام أحد ، وما تمشي إلا الي فـى راسها ، غير كذا أمي مو مستوعبة إن اللاب هو السبب في كل شي والي قاهرني استاذي أن أمي وأبوي وأهلي أبداً مو مهتمين بأيش تطالع ، أبداً ما فكروا يسألون وش تفتحين أو يراقبونها ومن رحمة ربي إني كنت أنا واياها سوا في نفس الغرفة ، بحيث أعرف ولو شي بسيط من الأشياء الي تفتحها ، اختي شخصيتها شمالية بحتة ، إنسانة عنيدة ، وما تفكر في غير نفسها ، وتحس لما أنصحها في شي إني الغـلط وترفع صوتها علي ومستحيل تفكر إنها تعتذر ، بعد شهور ، فتحت أنا لابها ، مع إنها ما توافق لي لكن كنت بأسوي شغلة وهي عندي ، وسويت نفسي ما شفت وش فاتحة ، أستاذ فاتحة فلم أنمي ما ادري وشو لكن عنوانه  مدري ايش kissأستاذ اختي حرام راح تقتل برائتها وهي لسا صغيرة ، حرام ، حرام البنت في سادس ابتدائي ، ولو أنصحها ، راح تزعل وتصارخ علي وبعدها ما عاد تكلمني ، واليوم تسألني عن نوع من أنواع المسلسلات الحقيقة ، وحذرتها منها ، وبالغت في تحذيري وإنها حرام وإنها تخرب الواحد وإنها وإنها لكن بعدها بكم ساعة فتحت لاب توبها ، حصلت فيه مسلسل " حقيقي " ، رومانسي ، وماله أي تأثير كلامي !!! ياربي ما أدري وش أسوي ، ما أدري كيف أتصرف معها ، لو تدري إني اكتشفت لكان ما عاد تـكلمني ولا عاد تعلمني بعض أشيائها ، ولو أسكت راح تضيع البنت أكثر ، ولو أعـلم أمي ولا أبوي ، راح تحقد علي طول عـمرها ، أسلوب التهديد والقوة ما يمشي معاها أبداً ، أستاذ اختي تضيع من بين يديني ، وسط إهمال أهلي ، تكفى خبرني وش أسوي ؟ والحين جالسه أفكر أقول لأخوي الكبير يسحب منها اللاب توب كل الأسبوع ، وما يعطيها إلا فـ الويك إند ، على الأقل نقلل من احتمالية الضياع ، لكن برضو ما أضمن تعـاون أهلي معي ، جزاك الله أعلى الفردوس .

 تابع الطبيب المشكلة بعين قارئة ثاقبة وأجــاب قائـــلا

 

الأخت العزيزة

 

جزاك الله كل الخير على اهتمامك بشأن من حولك سواء اكانت صديقتك ام اختك وبارك الله لك فيهما .. بالنسبة للمشكلة الأولى وهى مشكلة صديقتك فمن الواضح انها تعانى من الفراغ النفسى الشديد بحيث تفتقد الى الاهتمام والرعاية من اسرتها وكذلك تفتقد الى الهدف فى حياتها مما يجعلها تشبع ذلك من خلال مشاهدة تلك المسلسلات التى تحقق لها على مستوى المشاهدة ما لا تستطيع تحقيقه على مستوى الواقع .. وبما انك صديقتها فتستطيعى توجيهها الى ممارسة هواية مفضلة اليها او ممارسة الرياضة ويمكنك ايضا تشجيعها على ان تفكر جيدا ما دورها فى تلك الحياة وما واجباتها تجاه من حولها وتجاه نفسها وضعى معها اهداف يمكنكما تحقيقها سويا كالمشاركة فى احد الانشطة التطوعية او الاشتراك فى اى نشاط او المداومة على القراءة او تعلم لغة او حفظ القرآن وهكذا حتى تشعر انها تحقق انجازات تجعلها اكثر ثقة وتفاؤلا وحبا للحياة .. أما بالنسبة لأختك فمن المؤكد ان الرقابة الوالدية لها دور كبير جدا فى التنشئة الاجتماعية وطالما ان ذلك الدور لايقوم به والداك اذا فهو يقع على عاتقك انت بما انك اختها الكبرى ولكن اختى العزيزة تحتاج اختك الآن الى طريقة مختلفة فى التعامل فهى على مشارف مرحلة المراهقة فاسلوب التهديد والعنف لن يأتى الا بنتائج عكسية كما لاحظت فأختك بحاجة الى ان تتقربى اليها وتتودى اليها كى تشعر بحبك واهتمامك وتثق فيكى وهذا شئ بالفعل سيحتاج لصبر ووقت حتى تطمأن اليكى وتقيمى معها من جديد علاقة جيدة وابدأى بمشاركتها فى اى من الأنشطة التى تفضلها واصطحبيها معك لزيارة صديقاتك او الخروج لممارسة اى نشاط ففى تلك المرحلة من عمرها هى بحاجة الى قبول وحب ورعاية وليس فقط مراقبة وتهديد .. كما يجب عليكى ان توضحى لوالديكى ضرورة اهتمامهم بها ورعايتهم لها ويمكنك الاستعانة بأى قريب يتسم بالصلاح حتى يساعدك فى توصيل ذلك لهم .. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

 


 


المصدر: واحة النفس المطمئنة / مع شيئ من التصرف من ( نظرات )
  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 490 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2011 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

641,827

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه