جنازة عبدالناصر
كنت واحدا ممن عاشوا عصر جمال عبدالناصر بحلوه ومره , غير أني لاأذكر منه إلا حب جارف لشخص هذا الزعيم , تعلمنا معه ماهية الزعامة وكيف تكون ؟ الزعامة بكل صفاتها من مواقف الى سمات شخصية من بسطة الجسم الى سلاسة الخطابة وقوة العبارات وأداء الصوت ولمس لمشاعر الجماهير
وقد تجلت زعامته في أبها صورها في موقفه بعد النكسة وكيف واجه شعبه برجولة على مرأى ومسمع العالم وأعلن تنحيه عن الرئاسة وقال انه المسئول عم جرى من هزيمة
ولم يقابله الشعب حينها بالغضب والثورة عليه بل قابله بعواطفه وذكائه وحساسيته وقدرته الفائقة على التسامح و رفض تنحيه عن السلطة وأعاده من جديد الى القيادة , وودعه حين وفاته وداعا لم ينله رئيسا من قبل وربما لن يناله رئيس من بعده فخرج المليون من الشعب مودعا يذرف الدمع ويجدد العهد
مليونية الغضب
وطالع ما استطعت مشهد جنازته المليونية حالئذ في سبتمبر1970 ثم قارن مع مشهد مليونية الغضب وطلب الشعب تنحي رئيس الجمهورية سوف تشعر بالفارق بين الزعامة والرئاسة سوف تكتشف هذا الشعب الأصيل الذي يتناقل أثر الحضارة جيلا عن جيل ودون أن يعلمه أحد أو يدربه فهي جينات بعضها من بعض
أعتقد أن لو احترم محمد حسني مبارك ارادة شعبه وجاء معتذرا طواعية ولبى طلبه وصرح أنه كان على خطأ لقبل الشعب اعتذاره حتما مثلما قبل أسف عبدالناصر عن النكسة لأننا شعب يعي الأصول و لأنها من صميم حضارته لكن لاينفع الندم
ساحة النقاش