أخونا عمرو دياب

السلام عليكم ورحمة الله

حين دلفت الى باب المستشفى  سائلا عن المصابين بحفلك الأخير , وهذا حق عليك لأنهم جاءوا لأجلك وسماع صوتك وقامت بعض الصحف من خلفك  بابراز نبأ زيارتك اليهم وكأنه حدث عظيم ولفتة إنسانية من صاحب السمو الغنائي  الأمير عمرو ! وهو  من وجه الصحيح واجب  المسلم على المريض عموما فما بالك وقد  أصيبوا من أجل حضور حفلك  والحظوة بسماع صوتك  !

تصور معي

 أنك قد هجرت واستثمرت ما جنيته من شهرة ومال وقد تحولت به من الطرب والغناء ثم وضعت كل هذا الحصاد من المال والشهرة في  أعمال خيرية   واستثمار طاقات محبيك من الشباب في نجاح هذه الأعمال 0

  تصور معي

 أن من أصيبوا وقمت بزيارتك اليهم  هم عاملون في مؤسسة قمت بتشييدها   للبناء مثلا  أم  للاعمار و تصور مدى هذه الثمرة التي هي أغنى من شهرة وذيوع صيت 

تصور معي

أنهم مهووسون في  مؤسستك بالعمل والانتاج دون لهو وعبث وتحرش وخضوع في القول ورغبات لن يتمكنوا من  الوصول اليها إلا في أحلام اليقظة فقط  من  فوز كل محب بحبيبه  وبلوغ  المراد من زواج طيب ثم أسرة  طيبة 0

 إن حفــلاتك هي بمثابة  رجل غرق  في شرب الخمر يحاول أن ينسى  وأكاد أشبهها بأفلامنا المصرية القديمة حينما كنا نرى البطل وقد أصابه اليأس من هجر الحبيب !!  قد دلف الى حانة السكارى وشرب حتى الثمالة كي ينسى مصيبته  0

تصور معي إذن

 أن هؤلاء من الشباب قد أفنوا جهدهم في الانتاج عندك أو داخل مؤسستك ليحققوا مزيدا من الارباح كي ينسوا ما أصابهم من بؤس الحياة ويتخطوا سبل النجــاح

تصور معي أنك قائد ناجح لشباب أكثر نجاحا محب لنفسه وأهله وبلده  آمن على قوت يومه لايشكو بطالة أو يأس من الحصول على سكن والفوز بالاستقرار العاطفي

تصور معي أن هؤلاء يرقصون ماجنون فرحا بم جنت ايديهم من أرباح داخل مؤسسة عمرو دياب  !!أو مصانع عمرو دياب !

تصور معي

متمنيا لك أن يحفظك الله ويمد في عمرك  لحظات الموت الرهيبة  والتي هي آتية حتما على كل إمرء منا بما سيذكرونك هؤلاء هل بأغنية ألهبت مشاعرهم ؟ وأججت عواطفهم  دون جدوى دون نتيجة  ؟؟ ! ام بأعمال حقيقية جنوا من وراءها النجاح والمال والاستقرار

وأخيرا وليس آخرا أتصور معك

أنك فكرت في هذا  الأمر مرات عديدة لأنك مطرب تملك الحس المرهف والاحساس العالي لكنك  ربما أعرضت  وربما ترددت لكن  لم تجد تشجيعا من بعض المنتفعين حولك والذين يتصورون أن غناؤك  يجني مالا أكثر وأكثر وهو محض هدفهم  

لكنهم لايتصورون معك  مدى خيبة الأمل وحسرات العواطف والغرق حتى الثمالة حتى أصيب الشباب بخيالات  لم  يربحوا من وراءها شيئ  سوى مزيد من هجر الحبيب والبعد  عن واقع يعيشونه بمرارة  هربوا منه جميعا على أمل النسيان الى وقع صوتك القوي الجميل  وجو موسيقاك  الحافل الصاخب ثم اكتشفوا  أنهم حين جرفهم الصوت والموسيقى أنهم كـانوا يرون  سرابا قد جنته كلمات أغانيك

                                                                                  تقبل مني التحية