يكاد أن يكون الكابوس بعينه ؟ لحظات وسمع الأذان قال : ياه صلاة المغرب وقد كان لتوه يشاهد عراكا بالعصي والجنازير أمام احدى لجان الانتخابات .. وكلمات يرددها رغما عنه ربما لم يحب حتى التفوه بها بينه وبين نفسه اللعنة بلاها انتخابات ودعوة للديمقراطية ! أي ديمقراطية أي حرية ؟! أي أمن نريد ؟ أي بلد نريده
حاول أن ينوء بنفسه ولو لساعة بعيدا عن هذا الجو الكئيب فلم يجد غير مسجد قريب في احدزوايا حي من أحياء القاهرة أناس طيبون يخلعون نعولهم يهمون بالدخول وقد بحث عن دورة المياه للوضوء أناس يخرجون منها يسبحون يكبرون وقطرات الماء لازالت عالقة بوجوهم الطيبة وقد بللت شيئا من ثيابهم بينما هو راح يتأمل هذا وذاك من الوجوه قائلا : هؤلاء اشتروا راحتهم وأنفسهم فلا يعبئون بانتخاب أحد كائنا من كان ؟
هكذا كانت حال أحد ممن يعدون أنفسهم من المراقبين والشهود أمام مهزلة الانتخابات في بلدنا مصر , ومع اعلان قادة الوفد وغيرهم سواء إخوان واحزاب أخرى بالانسحاب من مرحلة الاعادة للانتخابات تكاد تكتمل الصورة الباهتة لما يسمى بالانتخابات , فليس بعد مارأينا وسمعنا من صراخ النسوة وضرب المرشحين أو أنصار المرشحين بل واحراق بعض اللجان ليحزننا الاعلان عن عصر الديموبلطجية !!( الديمقراطية سابقا )
لقد كنت فرحا بالفعل أننا رفضنا رقابة الخارج وامتياز ثقتنا بأنفسنا لأننا دولة حره لنا شخصيتنا وكياننا , غير أن الفشل سرعان ما أعترى الشكل قبل الوصول حتى الى الحقيقة والشكل هو صحة الاجراءات كما نقول نحن القانونيون وسرعة انتشار أخبار البلطجة والتزوير في كافة أرجاء العالم الأمر الذي يعزز عدم الثقة في أنفسنا !
عدم الثقة في أننا لايحترم بعضنا البعض ولا نحترم وعي هذا الشعب وقدراته وميوله والوقوع في براثن الضغوط والامتثال لها ونزعة الميل الى عصور كنا نصمها بالديكتاتورية والحزب الواحد وعشق الهيمنة وعبودية مراكز القوى وأصحاب النفوذ والمال حيث فشلنا في التخلص منها مطلقا وغرقنا في بحر التعدد الحزبي ورفع لواء الديمقراطية
ولأن الوعي إزداد بالفعل لأسباب القنوات الحرة والصحافة الحرة والصراحة القوية والحوارات المؤثرة وهو الشيئ الوحيد الذي بالكاد اكتسبناه في الفترة الزمنية السابقة , إذن فقد إنكشفت الصورة للغادي والرائح ولم يعد أمام أصحاب المدرسة القديمة سوى الأخذ بالقوة أو بالبلطجة لتحقيق ما يريدونه من خلال نفس ضاقت بالحوار وصدر ضاق بمن حوله حيث كانت تتم النتائج بهدوء بالغ وسكينة بالغة أيام الحزب الواحد ومراكز القوى لكن وأمام كشف الغطاء دون فرار أعلن بشفافية أيضا وعنف في الوقت نفسه عن عصر الديموبلطجية !!
ساحة النقاش