نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

authentication required

 

العيادة تكاد تكون ممتلئة بالمرضى ويزيدها جو الصيف الحار اختناقا غير أن مروحة تدور في حركات بطيئة  تخفف وطئ الاحساس بالحرارة  الى حد ما وبقميص صيفي وشعر مجعد لايبدو عليه أنه لايعتني به ربما من فرط احساسه بألم الحموضه الذي يلاحقه بين حين وآخر  يجلس قلقا من جراء ألم  الحموضة مترقبا  دوره للدخول للطبيب  لحظات حتى قام يسأل الممرضة في همس متعجلا الدخول  ممسكا بيده صدره وفوجئت  الممرضة برأسه فوق رأسها حتى هالها المنظر بينما كانت منهمكة تقلب في بعض أوراق العيادة  لكنها احتفظت برباطة جأشها    ثم ردت  في هدوء :

اجلس يا استاذ دورك لسه

قال : معلش أنا تعبان حاسس  كأني  وقبل أن يكمل عبارته  بادرته الممرضة الشابة بابتسامة هي  من حيثيات عملها مع المرضى والزائرين للعيادة حيث اردفت : سلامتك  يا استاذ  رؤوف الدكتور لن يتأخر  فما كان منه إلا أن عادمتكأ   في مقعده الجلدي ثم أخذ نفسا عميقا متحولا ببصره هنا وهناك محاولا أن ينس الشعور بالالم  فالمرضى كلهم جالسون ينتظرون أيضا لكن في صمت وكأن على رؤسهم  الطير غير أن البعض منهم  تناول شيئا من الجرائد أو المجلات المنثورة على طاولة صغيرة تتوسط  صالة الانتظار ليقطع بها الوقت حتى يؤذن  لهم  بالدخول 

لحظات ونادت الممرضة واحدا من المرضى فاذا بصاحبنايهم  مسرعا بالدخول قبله  فنظرت اليه الممرضة بهدوء تعودته في حالات مماثلة

 وقالت : لسه يا استاذ إن شاء الله أنت بعده  !!

عاد ثانية الى مقعده وكأنه قد شعر بالخجل هذه المرة ربما أحس نظرة دهشة من الجالسين  لما بدر منه  ثم لمح بعينيه صورة على غلاف احدى المجلات الموضوعة على الطاولة إنها لمنافسه اللدود في مركز البحث العلمي  دكتور بهجت  أثارت لديه المجلة شجونا كثيرة أبحاثه ومحاولاته لم تلقى بعد قبولا رغم أنه قد سبق منافسه دكتور بهجت  حتى باعتراف بهجت نفسه ثم تذكر كلماته :

أنا باحييك يا رؤوف أنا لو بيدي لأعطيتك نوبل عن جدارة  ! وتسآل في نفسه : كيف ؟ ومتى  وصلت  اليه الصحافة والاعلام والاضواء ؟  وهاجت في داخله وساوس زاد  معها  ألم الحموضة  ثم تناسى للحظات الشعوربالحموضة وأمسك بالمجلة حتى وصل الى الصفحة التي يريدها وتابع يقرأ  حوار منافسه   وظل يقرأ ثم لحظات فوجئ بالممرضة فوق رأسه وقد كانت تناديه  منذ  دقائق وكأنه غاب عن السمع :

 يأاستاذ رؤوف دورك التفت اليها بسرعة ثم قام لتوه مسرعا بالدخول الى الطبيب و بيده المجلة ما أثار ابتسامة الممرضة والتي حركت رأسها في دهشة

رحب به الطبيب بابتسامة عريضة  وقام اليه مصافحا : أهلا دكتور رؤوف وبادله المصافحة و كأنه لم يكن قلقا من قبل  حيث بدت على  ملامحه أنه غير مكترث و طلب منه  الطبيب الرقود على السريرفامتثل لأمره وتابع ما طلب اليه الطبيب أن يؤديه أثناء الكشف بتلقائية معتادة في مثل هذه الأمور ثم جلس الطبيب الى مكتبه قائلا :  دكتور رؤوف أنا شايف إن ماعندكش حاجة

قال : كيف   والألم والتعب  قال الطبيب : أنت متوتر شوية يا استاذ رؤوف وأنا هاكتب لك  مهدأ  سوف تستريح معه مع دواء للحموضة تاخده عند اللزوم لاحظ الطبيب أنه كان يحمل المجلة التي كان يقرأها في صالة العيادة وقد وضعها على مكتبه  وهنا توقف الطبيب متبسما : إذا كان العدد من المجلة دي عاجبك   خذه هدية مني وقد نسي بالفعل أنه دخل بهافبادر بالاسف ثم شاكرا للطبيب الذي قام معه وسأله : هل ذهبت لطبيب نفسي قبل ذلك يا استاذ رؤوف فرد قائلا :  طبيب نفسي لا أبدا  فاشار اليه في لطف ودبلوماسية بأن يتوجه الى الدكتور أحمد قائلا : حاول تزوره واحكي كل ما عندك أنصحك هاتشعر  معه كأنه أخوك أو صديقك , وشكره ثم صافحه وقد نسي الشعور بالحموضة ممسكا مرة أخرى  بالمجلة وخبر حوار منافسه معها  الذي ظل يشغله وبدأ  يفكر في نصيحة طبيبه

المصدر: بقلم محمد مسعد البرديسي
  • Currently 127/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
43 تصويتات / 908 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

aldramainquran

حموضة انه اسم القصة القصيرة
عنوان معبر ويفصح عن خبايا القصة ، والإسقاط والرمز الذى بها
حيث أن الحموضة مرض عضوي يصيب المعدة من جراء تناول الطعام بدون انتظام ولا ترتيب ولا تجانس بينه مما يصيبها بالعمل مجبرة ضد طبيعتها مما تحدث ألما ووجعا لصاحبها.
ونفهم من أحداث القصة أن الحموضة ما هى إلا تعبير رمزى عن مرض أخر وهو القهر نتيجة للظلم وعدم العدل والإنصاف ، وللمنافسة التى تبدو شريفة مع خصم ليس شريفا قد كسب وربح وصار يحتفي به فى المجلات والصحف .
والقهر مرض يصيب النفس ويحدث بها ألما شديدا ، ولا يبدو فى ظاهره انه أصاب النفس بل أصاب مكان ما فى الجسد الحامل لهذه النفس ، مما يخال للمريض انه يشتكى من مرض عضوي وهو فى حقيقة الأمر مرض نفسى . ولذلك يذهب إلى الطبيب الذى يشير إليه إلى مكمن المرض ، وربما المريض نفسه يعرف ذلك ولكنه يحتاج إلى من يتحدث معه ليخرج ما فى جوفه من شكوى واضطهاد ، ويدافع عن نفسه بأنه لم يخسر ولم يتفوق عليه منافسه إلا بأساليب غير شريفة هو لا يجيدها وأشياء أخرى غير الناتج العلمى أصل الإنصاف والمنافسة والحكم .
وحلت العقدة بمنتهى الذكاء والحنكة والفكر الصائب وشفيت نفسية البطل من جراء الحوار الذى قرءه فى المجلة حيث كشفت المجلة وهو ما نشعره ونحس به ونتوقعه عندما نسى البطل ألمه – إن حوار المجلة كشف منافسه وأبان حقيقته ، ومنه انجلت الحقيقة عن أحقيته هو بالفوز مما شفى روحه المقهورة ، وهو حل رائع بديع جميل ، لم أتوصل إليه إلا بعد أن قرأت القصة أكثر من مرة وأخذت أسال نفسى لماذا نسى البطل آلام بطنه وكيف تعالج من الحموضة فتوصلت إلى هذا التحليل .
القصة فى مجملها قد حققت المطلوب منها من تسلية وإمتاع وتسرية ولكن العظة لا تبد واضحة وهذا لا يعيبها .
قد بنيت القصة على الأسس البسيطة للقص بداية عقدة حل
وتحققت فيها وحدة المكان والزمان ووحدة الحدث ، مع أن وحدة الحدث هى الأهم فى القصة القصيرة وليس شرطا وحدة المكان ولا وحدة الزمان كما هو شائع .
يعيبها بعض الكلمات العامية القليلة جدا التى لم تكن لتؤثر على فهم المتلقى حال استعمال الفصحى فى الحوار .
تحياتى وتمنياتى بالتوفيق للأديب محمد مسعد البرديسى

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

642,406

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه