نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

 لاشك أن اطلالة مذيع أو مذيعة التلفزيون على الجمهور قد سبقها اختبار شبه قاس من اختيار الخبراءالذين يرون من هو أصلح ليتقبله جمهور الشاشة الفضية العريض والمترام الأطراف فالناس تألف وجوه ولاتألف اخرى وأول القبول الارتياح الذي يستشعره المشاهدلمن يسمع له ويراه إن كان في برنامج جماهيري أو نشرة أخبار شعور بالاطمئنان لايخالطه قلق أو توجس فالمذيع أو المذيعة  يعد ضيفا  أليفا بين أفراد الأسرة يراه المشاهد ولايرى هو المشاهد مما ينشر جوا من الألفة  والمودة

و صدم المجتمع والمشاهدين بحادثة المذيع  وانتابت الجميع الحيرة وتردد على ألسنتهم  السؤال  لماذ أطلق المذيع النار ؟ !!وهو البادي للمشاهد لطيف ضحوك متزن مثقف  سمارت !

وفجأة  تواجد في لحظات لاتخطر على بال مشاهديه ولا حتى زملائه أن يمسك بالمسدس ويطلق النارعلى من   ؟ على زوجته والمفترض أن ما بينهما هو نفس الرباط الذي يربطه و جمهوره من ألفة ومودة وقد وقع الحدث بسرعة  هكذا وكأنا في فيلم سينمائي ربما لم يفكر  من قبل كاتب سيناريو في صياغة حدث كهذا  اللهم إن كان من باب الكوميديا واضحاك الجمهور ليس الا  !!

                    

الأمر الذي يطرق ابواب مجتمعنا الشرقي والمصري على الأخص بشدة لنتحاور معا ونتبادل اراءنا حول الحدث كيف حدث ؟ ولماذا ؟ نعم انها وقع الصدمة حقيقة والمفاجآة

ربما لايقبل البعض  منا القول بأن المذيع واحد من البشر مثلنا يتألم يكتئب يقلق يستشيط غضبا يشكو  ومبررا رفضه لا لشيئ إلا لأنه يرى المذيع  دائما باسم الطلعة كريم المحيا قمة في الأدب والذوق والحياء  !! وهو منطق مجاف للحقيقة بل وظالم لكثيرين !

والحدث إذن  ينبئ عن شيئ وأشياء سوف يكثر القاء الضوء عليها من جوانب عدة لكنا نوجه عنايتنا وقل اهتمامنا الى أهمية كيف  نجعل عيادة الطبيب النفسي من الأهمية بمكان عيادات الباطنة وغيرها مما نعانيه من الأمراض الأخرى فلما نهرب من عيادة الطبيب النفسي إذن , فحادثة المذيع هو افراز لهذه الأهمية فمن الممكن أن يخالط المذيع المثقف المتزن وـ الذي يألفه الجمهور هكذا ـ  اضطراب في الشخصية  أو اكتئاب حبا به الى هذا التصرف المشين والغريب لشخصية في مثل شخصية المذيع الضيف العزيز في بيوتنا  !!

لقد غدى المرض النفسي في هذه الآونة من زماننا كمثل شكوانا من أي مرض آخر بل أشد لكن لحساسية مجتمعنا المرهفة من الذهاب للعيادة النفسية كان لابد وأن نلقي الضوء الى أهمية مراجعة العيادة النفسية وإلا خرج الأمر عن حده وتداعت عواقب غير اللجوء للقتل عواقب مثل السرقة  الخطف هتك العرض والاغتصاب ومن أفراد لايمكن أن نتوقع منهم تصرفات مثل ذلك !! ربما نتفق أن معاناة المجتمع عامة في ازدياد بدءُ من الازمة الاقتصادية الى المشاكل الأسرية الى أزمات قطاع الخدمات  ولن نقف عند حصر من المشاكل لكن المطلوب مهما تعددت درجات المشكلة أن نصبر ونصابر بل ونرغم أنفسنا على الصبر !! لا اللجوء الى الحل المناقض تماما أو ما يوحي به شياطين الانس والجن

*ويمكن أن نعرّف المرض النفسي بأنه:
«حالة نفسية تصيب تفكير الإنسان أو مشاعره أو حكمه على الأشياء أو سلوكه وتصرفاته إلى حد تستدعي التدخل لرعاية هذا الإنسان، ومعالجته في سبيل مصلحته الخاصة، أو مصلحة الآخرين من حوله.»
وهناك أمور قد تصيب الإنسان لحد ما دون أن تعتبر علامة لمرض نفسي معين، وإن كان يشير بعضها مجتمعة إلى أن هذا الإنسان قد يحتاج إلى المساعدة.
ومنها:
1 ـ أن يصيب الشخص تغير عقب حادثة مفجعة لمدة أطول مما يعتبر عادياً.
2 ـ أن يتغير الإنسان في سلوكه أو علاقاته بشكل شديد، أو طويل الأمد مسبباً له معاناة وألماً.
3 ـ تمر بالإنسان مشاعر غير اعتيادية من الصعب عليه أن يعللها أو يفهمها ويجد صعوبة في شرحها للآخرين.
4 ـ حدوث تغيير في الإنسان بحيث يحدث اضطرابات لديه، أو معاناه الآخرين من حوله.
5 ـ حدوث تغيير في الإنسان من الصعب ربطه أو فهمه في ضوء الأحداث الجارية من حوله.
6 ـ حدوث صعوبات في إقامة علاقة طبيعية مع الآخرين، وفي الإستمرار في هذه العلاقات.
وهناك قلة من الناس لا يعتقدون مطلقاً بمفهوم المرض النفسي ولا يرون أن مظاهر اضطراب المصابين علامات «لمرض»، وإنما هي أساليب متوقعة لسلوك بعض الناس في صراعهم مع ظروف معيشية وحياتية معينة.
                  
الأمراض النفسية ومدى انتشارها

إن تقديرات نسبة الإصابة تتفاوت من مكان لآخر ولعوامل متعددة وبسبب قلة الدراسات الطبية الإحصائية في البلاد العربية والإسلامية، فإن الإنسان لا يستطيع أن يعطي إجابة شافية عن قضية إنتشار الأمراض النفسية في بلادنا. وإذا سمعنا بنتائج الدراسات الغربية والدولية، فيمكن أن نقول أن هناك تقديرات عامة تقول بأن امرأة من كل خمس أو ست نساء، وكذلك رجل من كل تسعة أو عشرة رجال، قد يحتاجون لمساعدة اختصاصية بسبب مرض أو حالة نفسية في  مرحلة ما من مراحل حياتهم.

وقد وجدت بعض الدراسات أن عشرة بالمئة من الذين يراجعون عيادات الطبيب العام لديهم إصابات نفسية، ويقدر أن شكاوى ثلث زوار العيادات الطبية عبارة عن شكاوى وثيقة الصلة بالمشكلات النفسية والعاطفية.
ويقدر بأن أسرة من كل خمس أسر في المجتمع قد يصاب أحد أفرادها بمرض نفسي، ولذلك فهناك احتمال كبير أننا في مرحلة من مراحل حياتنا قد نصاب نحن أو غيرنا من العائلة، أو أحد معارفنا أو أصدقائنا بمرض من الأمراض النفسية.

                 أهمية الطب والعلاج النفسي

*وتكمن اهمية الطب النفسي في كونه يساعد الفرد على بلوغ المستوى الذي يؤهله لأن يعيش المستوى الافضل لسعادته و لأن يكون المستوى الأفضل الذي يتيح للمجتمع الافادة من قدراته و مساهماته ، مما يعمل على تحقيق مستوى متطور من الإنتاج و السعادة للفرد أولا ً و للمجتمع ثانيا .
و لكن تتواجد هناك أوهام شائعة تدور حول الطب النفسي و مفاهيمه مسيطرة على عقول الكثير من الناس مما تجعلها كحواجز و عقبات تمنع الفرد من اللجوء الى الطب النفسي و مسائل علاجه ، فعند تعرض الفرد الى اضطراب في السلوك بدرجه تخرجه عن معاير السلوك العادي ، لتعوق حياته و توافقه الشخصي و الاجتماعي ، و يعكر صفو حياته ، و سعادته ، فأنه يكون مضطربا و قد تكفي عدة استشارات نفسية لإزالة الاضطراب الموجوده لديه ،وأما في حالة وجود الاوهام في مجتمع هذا الفرد مع أيمانه بها حول مفاهيم الطب النفسي كالاعتقاد ( بأن الطب النفسي مجرد جلسات كلامية ) أو ( أن المرض النفسي لا شفاء منه ) أو ربط المرض النفسي بالجن و العين و السحر ) و العمل على مواجهة بخرافات الطب الشعبي ، فأنها تؤدي الى استفحال المرض و تزايد الأعراض الموجودة لديه ، مما تتجه به نحو هاوية المرض النفسي .

ونخلص مما أشرنا اليه آنفا أن نهتم بأنفسنا ونسترشد من خلال وعي حقيقي سواء بأسئلة لأصحاب الاختصاص بالاطلاع على المجلات المهتمة بالصحة النفسية  ويحث بعضنا بعضا الى مصادقة المعالج النفسي لا لأنفسنا فقط بل لكل من يهمنا من أفراد الأسرة الى الأقارب والأصدقاء  ولا نفرط في  شكوى مشاعرنا خاصة إن  تفاقمت من جراء غض الطرف عنها استهانة منا بأهمية العامل النفسي حتى لايبلغ  أثره الى عملنا ومعاملاتنا اليومية  مبلغا  يعيقنا عن الانتاج والذي هو ذروة حياتنا ثم لانغض الطرف كذلك عن اللجوء الحقيقي لله سبحانه  فهو نعم الحافظ الشافي من اهتمام بالاذكار اليومية وإقام الصلوات في أوقاتها  الى جانب الاهتمام بالعلاج النفسي أيضا مما ننحى بأنفسنا  عن الضلال والاضلال بكل معنى الكلمة فاللهم ارحمنا برحمتك ونجنا من شر أنفسنا.

                     انظر كيف تكون طلة مذيع                                                            ( صاحب الصورة ليس له علاقة بالموضوع)
المصدر: بقلم محمد مسعد البرديسي. مراجع: * الامراض النفسية وعلاجها للدكتور محمداحمدالنابلسي * علي عبدالرحيم صالح(موقع الحوار )
  • Currently 113/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 580 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

DrNabihaGaber
<p>السلام والتحيه للأخ العزيز</p> <p>المشكله ليست فى الطب النفسى المشكله فى الناس التى ترفض الإعتراف باى مرض نفسى تعانى منه. الأهم هو نشر الوعى بأهميه الطب النفسى وإقناع الناس إنهم لا يتمتعوا بكمال الأنبياء.</p> <p>مقالتك مهمه جدا وتدق ناقوس الخطر لمن يعى ويفهم. شكرا على هذا المجهود وفقك الله للخير دائما مع تحيات</p>

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

646,082

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه