نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

 

* نظرات : إن هذه القضية لتعد من أخطر ما يمر به المجتمع وأشد مساسا ببناء الأسرة وإنهيارها وبالتبعية إنهيار كياننا كمجتمع عياذ بالله لذا تحرص " نظرات " على القاء الضوء على هذه القضية ونعرض لمقال مطول للاستاذ الدكتور محمد المهدي حفظه الله في ثلاث حلقات لتركيز الضوء ثم طلب الأراء والمناقشة مع جمهور " نظرات " ,,,

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك اتفاق فى جميع الأديان وفى الغالبية الساحقة للقوانين والثقافات على تحريم وتجريم زنا المحارم وما دونه من تحرشات جنسية أو هتك للعرض وذلك لأسباب كثيرة من أهمها أن الأسرة هى اللبنة الأساسية فى الحياة الإجتماعية  , وفيها ومن خلالها تتم كل عمليات التربية للإنسان

( أكرم المخلوقات )

ولكى تقوم الأسرة بوظيفتها التربوية الهامة لابد من وجود أدوار محددة وواضحة كالأب والأم والأبناء والبنات والعم والخال والجد ....... إلخ , فى إطار منظومة قيمية وأخلاقية وعملية تضمن القيام بهذه الأدوار على خير وجه بما يؤدى إلى نمو صحى ومتناغم لكل أفراد الأسرة على المستويات الجسدية والنفسية والإجتماعية والروحية . وزنا المحارم يؤدى إلى تداخل الأدوار وتشوهها وإلى اختلال منظومة الأسرة وإلى سقوط وانهيار الميزان القيمى والأخلاقى  وتصدع الرموز الوالدية , فتصبح الإبنة بمثابة زوجة لأبيها وضرة لأمها وزوجة أب لإخوتها , أو يصبح الإبن زوجا لأمه وندا لأبيه وزوجا لأم إخوته , وتحدث استقطابات حادة فى العلاقات داخل الأسرة حيث تستحوذ الإبنة المتورطة على الأب أو يستحوذ الإبن على الأم دون بقية الإخوة والأخوات , وهكذا تضطرب الأدوار والعلاقات وتغيب معها كل معانى الحب والإيثار والتراحم والمودة ويحل محلها الغيرة والتصارع والإستحواذ والكراهية والحقد والرفض والإشمئزاز والحيرة والغضب والتشوش والتناقض .

 

وإذا حدث هذا وسقط النظام داخل الأسرة وامتد ذلك الأمر إلى مزيد من الأسر فإن ذلك إيذان بانهيار المجتمع الذى تشكل الأسر لبناته الأساسية . يضاف إلى ذلك ما ينشأ من تلوث بيولوجى

( اضطراب الجينات وتداخل الأنساب )

وتلوث نفسى وأخلاقى واجتماعى وانهيار روحى . ولا يقلل من كل هذا ادعاءات البعض بأن زنا المحارم كان مقبولا فى بعض الثقافات والمجتمعات البدائية , بل إننا نقول لهم أن هذا الأمر كان أحد أهم الأسباب لانهيار ثقافات وحضارات استشرى فيها هذا الوباء وغيره , وأن وجوده فى مجتمعات بدائية لا يغرى بتقبله بل يدفع لاستهجانه .   

 

تعريفات هامة :

هناك الكثير من أشكال العلاقات الجسدية والجنسية تحدث بين ذوى المحارم , لذلك وجب التفرقة بينها من خلال تعريفات محددة كالتالى :

*  الزنا : هو تغييب البالغ العاقل حشفة ذكره فى فرج امرأة عمدا بلا شبهة , سواء أنزل أو لم ينزل .

* هتك العرض : كل فعل يكون فيه مساس بجسم المجنى عليها ( أو عليه ) يدخل فى معنى هتك العرض ويعاقب عليه بعقوبات تقل عن عقوبات الزنا .

* زنا المحارم : هو علاقة زنا بذوى ( أو ذوات ) المحارم .

 

وكلمة ذوى المحارم ترد فى المراجع العلمية بمعنى من تربطهم بالشخص قرابة دم  , وتترك لكل ثقافة تحددها حسب معتقداته وتوجهاتها . وفى تعريف أكثر شمولا يوصف زنا المحارم بأنه أى علاقة جنسية كاملة ( أى تشمل الإيلاج ) بين شخصين تربطهما قرابة تمنع العلاقة الجنسية بينهما طبقا لمعايير ثقافية أو دينية , وعلى هذا تعتبر العلاقة بين زوج الأم وابنة زوجته علاقة محرمة على الرغم من عدم وجود رابطة دم بينهما .

 

وفى الثقافة العربية والإسلامية تحدد ذوى المحارم فى آيات واضحات فى القرآن الكريم ( نترك للقارئ مراجعتها فى مواضعها فى سورة النور وغيرها ) .

 

أنماط زنا المحارم  :

الآباء أو أزواج الأمهات أو الأخوال أو الأعمام أو الإخوة الأكبر ينتهكون عرض الأطفال فى الأسرة . الأم السلبية أو المريضة نفسيا أو مضطربة الوعى أو الشخصية , أو الإبنة التى تأخذ الدور الأمومى فى الأسرة , أو الأب المدمن , كل هؤلاء معرضون للتورط فى زنا المحارم .

وبما أن علاقة الأم بالإبن هى أكثر العلاقات احتراما وتحريما فى كل الثقافات لذا نجد أن زنا الإبن بالأم ( أو العكس ) هى أكثر حالات زنا المحارم ندرة على مستوى العالم .

وعلى وجه العموم تشير أغلب الدراسات إلى أن الفتيات أكثر تعرضا للتحرشات الجنسية من الفتيان .

وأكثر الأنماط شيوعا هو علاقة الأب بابنته حيث تشكل 75% من الحالات التى تم الإبلاغ عنها , وفى هذه العلاقة يلاحظ أن الإبنة تكون قريبة جدا من أبيها منذ طفولتها المبكرة وهى تسعد بالإستحواذ عليه وتبعده عن أمها وبقية إخوتها وبالتالى تحدث غيرة شديدة من الجميع تجاهها وبغض لها وللأب الذى يصبح متحيزا لها ضد بقية أفراد الأسرة , وأحيانا تتورط هذه الإبنة فى علاقة أخرى بأحد الإخوة الأكبر لضمان السيطرة على ذكور الأسرة أو تمتد بعلاقاتها خارج نطاق الأسرة مطمئنة إلى أن رموز الضبط والربط ( الوالد والأخ الأكبر متورطين معها فيما يجب أن يمنعانها منه ) . وغالبا ما تبدأ العلاقة بين الأب وابنته فى سن العاشرة من عمرها بتحرشات جسدية تشبه المداعبة ثم تزداد شيئا فشيئا حتى تصل إلى العلاقة الكاملة , وهنا تصاب البنت بحالة من التشوش والإرتباك والحيرة خاصة حين تصل إلى سن المراهقة فهى لا تعرف إن كانت ابنة أو زوجة , وهى أحيانا تسعد بتلك العلاقة الخاصة وتستعلى بها على أمها وإخوتها وأحيانا أخرى تشعر بالخوف والإشمئزاز من نفسها ومن أبيها , أما الأم فتحاول إنكار ما تراه من شواهد أو تكون غير مصدقة لما يحدث , أو تحاول التستر لكى لا تنهار الأسرة , أو تخرج عدوانها تجاه ابنتها والتى تلعب فى هذه الحالة دور غريمتها , وفى كل الحالات تتصدع الروابط الأسرية وتضطرب الأدوار . ونرى أن الإبنة – فى حالة رغبتها فى الإفصاح أو الشكوى – تخشى من بطش والدها أو عدم تصديق أفراد الأسرة لها أو اتهامها بالجنون , ولذلك تتكتم الأمر وتعانى فى صمت , أما الأب فإنه يصر على الإستحواذ على الإبنة فيعطل نموها النفسى ويعطل زواجها وتعليمها وعملها لكى يستبقيها داخل إطار البيت قريبة منه . ويلى هذه العلاقة ما يحدث بين الإخوة والأخوات  , ويلاحظ وجود أعداد غير قليلة من العلاقات بين الإخوة والأخوات ولكن الآباء يقومون بالتستر عليها أو إنكارها والتعامل معها من خلال السلطة الوالدية بعيدا عن القانون.

وقد وجد أن ثلث من وقع عليهم اعتداءات جنسية كانوا تحت سن التاسعة من عمرهم , وأن أكثر الحالات قد تم رصدها كانت فى الأماكن الأكثر ازدحاما والأكثر فقرا والأدنى فى المستويات الإجتماعية , وهذه الزيادة ربما تركون حقيقية بسبب التلاصق الجسدى فى هذه البيئات المزدحمة أو تكون بسبب وجود هذه الفئات تحت مجهر الهيئات الإجتماعية والبحثية أكثر من البيئات الأغنى أو الطبقات الإجتماعية الأعلى والتى يمكن أن يحدث فيها زنا محارم فى صمت وبعيدا عن رصد الجهات القانونية والبحثية .

المصدر: بقلم الاستاذ الدكتور / محمد المهدي العنوان الحقيقي : زنا المحارم
  • Currently 102/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 3190 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

534,765

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه