كان محل اهتمام ساسة العالم قبل أشهر قليلة فهو مدير وكالة الطاقة النوية والمهتمة بشأن التفتيش على أسلحة الدمار الشامل وتخصيب اليورانيوم والاهتمام كما يعلم الجميع كان لتأثيره والممثل في طبيعة منصبه على مسار القرار الايراني وتصعيد أزمة القنبلة النووية الايرانية حيث بات العالم على صفيح ساخن ابان اشتعال الأزمة وحتى اللحظة وهو يراقب القرار الايراني ويتابع في الوقت نفسه سياسة النفس الطويل والتي كانت نهج البروفيسور البرادعي !اذن فمن منطلق عمله العام والعالمي اخذ الدكتور محمد البرادعي شهرة واسعة النطاق لاسيما وأنه فاز بجائزة نوبل للسلام ازاء تحركه وهذه الازمة التي شغلت بال الرأي العام العالمي ولازالت
وحيث انتهى دوره الوظيفي كمدير لوكالة الطاقة النووية فقد عاد الى شخصه المحلي كانسان مصري من حقه أن يمارس دوره داخل مجتمعه ووطنه واستثمار وتكييف خبراته الدولية في العمل العام لخدمة أبناء بلده ووجد نفسه مطالب بترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة في العام 2011وانكفأت من ثم قطاعات مصرية مستقلة عديدة طامحة في التغيير ومن بينهاحركة كفاية الى بلورة هذه الفكرة فكرة الترشيح وسعت بطريق أو بآخر لتكون الفكرة محل التطبيق ثم تنامت المعلومات حول ما إذا كان الدكتور البرادعي قد رشح نفسه وقبل خوض معركة الرئاسة أم لا ؟ وما هي إلا ساعات وتأكد الخبر وقرب وصول البرادعي الى القاهرة سعت الفئات الطموحة في التغيير الى تنظيم استقبال شعبي حافل للبرادعي حال وصوله القاهرة ولأول مرة ظهرت جماعات جماهيرية مصرية لاستقبال المرشح الرمز أمل التغيير القادم !!
وبدى هذا التجمع ظاهرة فريدة والأولى من نوعها في مجتمعنا المصري الذي درج لسنوات بعيدة قاربت النصف قرن على معرفة كنه الرئيس القادم للبلاد بالتأكيد وفيما لايقبل الشك قبل الهنا بسنـه كما يقولون !!
وازاء هذه الضجة التي أثارتها عودة البرادعي انبرت أقلام عديدة تحلل وتفند وتحقق في العودة وشخص العائد ! من صحف وقنوات فضائية وبالفعل فازت الاذاعية اللامعة منى الشاذلي باللقاء وكان اللقاء بالرجل الذي بدت طبقة صوته الرفيعة لاتنبئ عن أولى مواصفات الزعيم وهي الصوت المجوف الرخيم وإن توفرت لديه ميزة الطول وصلعة العبقري وهي من المواصفات الجماهيرية أو الشعبية المرغوبة ويمتلك الدكتور البرادعي مزية الصمت والانصات وهي بالتالي اضافة لبقية المواصفات
الى ماذكر فان استطراد البرادعي في الحديث عن الديمقراطية يضفي راحة لمستمعيه والذين يأملون من خلال عرضه الهادىء أن يكون برنامجه موافقا لهذا العرض والذي أعتقد أنه نجح فيه ولكن ؟!
ونأتي عند لكن فهناك ملحظ في حديثه مفاده أن المصري والمصريون قد اعتادوا أثناء عرضهم لأي أمر كان ان تصاحب كلماتهم لزمة معينة اعتادها الفنان ولاعب الكرة والعامي بالطبع وهي تذييل عبارة الكلام بـ إن شاء الله ربنا يوفق ربنا يسهل كلمات تنبئ عن مسحة الدين الغالبة والمميزة للانسان ا لمصري حيث تسمعها أثناء حديث الاثنين والثـلاث والجماعة والجماعات و أثناء حوارهم في الشارع في القهوة في وسيلة النقل العام بل و حتى حين يحتدون وحين يتقاتلون يسبون الدين !! الأمر الذي تعلم معه عندها و يقينا أن الأمر قد وصل ذروته في الغضب والثورة والحدة !! دلالة أثر الوازع الديني في نفسية المصري في كل الأحوال
اذن من ذلك كله فقد لوحظ أثناء حوار البرادعي التلفازي أنه لايذيل كلماته هكذا كما يذيل المصريون كلماتهم لا من قريب ولا من بعيد كما ذكرنا آنفا إن شاء الله ربنا يوفق ربنا يسهل بل انه تعرض للدين في جزئية واحدة فقط حين ذكر أنه لايفرق بين مسلم وقبطي
وفي معرض لقاءات البرادعي والاعلام فقد التقته الاذاعية لميس الحديدي في وقت سابق وأثناء توليه منصبه في وكالة الطاقة النووية وكان ضمن الحوار سؤال عن مدى موقفه والطوائف الخارجة أو الشاذة في المجتمع وحقوق الانسان والحريات في العقيدة فقد لاذ بصمت ولم يعقب عن امكانية الاعتراف بالبهائية والبهائيين مما ينبئ معه أنه يميل الى العلمانية والخطورة آلان أن تيار العلمانية والعلمانيين هم أول من سعى الى شخص البرادعي وتزكية ترشيحه لاسيما إن تحققنا في معرض حواراته وأحاديثه المعسوله عن الديمقراطية وبالتالي فان البرادعي لن يصادف أو يجد موقفا مؤيدا من أهل الدين إن أمسك بناصية الرئاسة ولا نعلم رؤيته حتى آلان في ذلك حبث لم يواجه بسؤال مباشر عن موقفه والتيارات الدينية سواء المحظور منها أو غير المحظور وبالتالي اجابة مباشرة منه حول هذا الأمر فقد كان جل حديثه وكلماته عن الديمقراطية والحريات
ربما من نافلة القول أن هناك ممن رشحوا البرادعي قد تدخلوا قبل أي حوار في الأسئلة التي تناولت موضوع الحوار والحديث وراجعوها قبل البث ! وكل الاحتمالات واردة قطعــا ؟!
وآثروا بالتالي تجنب طرح هذا السؤال تحديدا لاستمالة الجماهير اليه أولا وجذبهم الى شخصه ! فياترى هل في برنامجه تحقيق علمانية محضه أم ستجد شخصية المصري المتدينة في نفسه اعتبـاركما ألف هذه الشخصية من كان قبله ولو من باب المجاملة ؟؟ !
ساحة النقاش