لا يكاد يخامرنى شك فى أن صندوق البريد الإلكترونى لكل واحد منا يكتظ يوميا" بالعديد من الرسائل التى يتم تمريرها من قبل الأصدقاء والمعارف ، فقد جرت عادة متصفحى الإنترنت على تمرير الرسائل دون توقف لفهم ما يتم تمريره ، وهو أمر محمود فى ظاهره بافتراض حسن النية والرغبة فى النصيحة و نشر الخير ، والمنفعة العامة إلا أنه قد يحمل فى باطنه أضرارا" متعددة قد لايفطن إليها الكثير من الناس، وهو ماأريد أن أتوقف عنده فى مقالى هذا، واسمحوا لى أن أبدأ بشرح بعض القواعد العامة المفترض اتباعها عند تمرير الرسائل :
- عند إرسال رسالة إلى مجموعة من الناس يجب وضع عناوينهم أمام كلمة Bcc وليس أمام To أو أمام Cc. فبهذه الطريقة تبقى عناوينهم مخفية في رسالتك، وبالتالي تتم حماية خصوصياتهم. أما إذا لم تفعل هذا فإن عناوينهم تكون معرضة لأن يطلع عليها أناس غرباء عنهم ، ومن ثم يقومون بإغراقهم برسائل قد لا يريدونها. وهنا يمكنك وضع عنوانك أمام To لتملأ هذا الفراغ الذي يجب ملؤه.
- إذا أردت أن ترسل ردا" على رسالة ما فاضغط على كلمة Reply
فبهذه الحالة يذهب الرد إلى المرسِل الأصلي فقط. أما الضغط على كلمة Reply All
فيعني أن الرد سيذهب إلى كل من وصلتهم الرسالة الأصلية.
- إذا جاءتك رسالة وأعجبك محتواها وأردت إعادة إرسالها بالضغط على Forward فلا بد من حذف أجزاء منها قبل الضغط على زر الإرسال Send .
ومن أهم ما يجب حذفه اسم المرسِل الأصلي وأسماء من أرسل هو إليهم لأن عدم الالتزام بهذه القاعدة يجعل الرسالة مليئة بمعلومات كثيرة غير مفيدة للمرسَل إليهم، بل وقد تكون ضارة بتعريض خصوصياتهم للنشر. ويزداد الأمر سوءاً عندما يتكرر إعادة إرسال رسالة مرات ومرات فتجدها محشوة بمعلومات غير مفيدة تأتي قبل المعلومات المفيدة في الرسالة.
- إذا لم تستطع حذف الزيادات فاختر النص المطلوب إرساله (بواسطة الماوس)، ثم انسخه من Edit ثم ابدأ رسالة جديدة والصق فيها النص الذي تريد إرساله صافياً من الزيادات.
- إذا احتوت الرسالة على ملفات ملحقة ولم تستطع حذف الزيادات فقم بتنزيل الملفات على حاسبك ثم ابدأ رسالة جديدة وقم بإرفاق الملفات من جديد.
- لاتكثر من تمرير الرسائل المرفق بها ملفات ملحقة Attachments إلا للضرورة وحسب أهمية المحتوى ، وبعد أن تقوم بعملية Scan for viruses ، وذلك لتجنب نشر الفيروسات.
- من المستحسن دوماً وضع عنوان لرسالتك وذلك حتى يعرف المرسَل إليه أهمية الرسالة فتوفر شيئاً من وقته. فكما يقولون : يقرأ الكتاب من عنوانه .. فبناء على العنوان يستطيع المستقبل أن يقرر إن كان سيقرأ الرسالة الآن أم أنها تحتمل التأخير. ويُكتب العنوان أمام كلمة Subject وعدم الالتزام بهذه القاعدة قد يجعل المرسَل إليه يحذفها قبل قراءتها.
- إذا أردت إرسال صورة فالواجب حفظ الصورة بصيغة JPG ليكون حجم الملف أصغر ما يمكن. أما الحفظ بصيغة bmp فيجعل الملف كبيراً جداً، مما يأخذ وقتاً طويلاً في تحميله، وفي تنزيله، ويحتل مكاناً كبيراً في صندوق البريد.
- لا تقم بإرسال أو إعادة إرسال الأخبار العامة التي يسمعها الناس في وسائل الإعلام. لأن هذا يملأ صناديق بريدهم بغير فائدة. و حاول دوما" وجاهدا" أن تتحرى عن مصدر المعلومات المرسلة فى الرسالة والوصول إلى الدليل اليقينى لصحة ماجاء بها من حقائق أو معلومات ولاتسارع بتمريرها دون التأكد من ذلك ، ويتأتى ذلك من الثقة فى مرسل الرسالة سواء كان من الأصدقاء والمعارف أو من موقع معروف ومشهود له بالمصداقية ، وأمانة الطرح ، ودقة المعلومة، والخبر الموثق .وربما يتطلب ذلك منك إعادة الرسالة إلى صاحبها مطالبا" إياه بتدقيق ماجاء بها من معلومات مشفوعا" بالدليل ومشيرا" إلى المصدر.
- قاوم الرغبة في تمرير الرسائل دون قراءة واعية ، وتدقيق فى المحتوى ، وفهم لما قد تخفيه الكلمات ،لأن كثرة الرسائل منك تؤدي برسائلك إلى الحذف قبل القراءة. ولذا عليك أن تتخير ما هو نافع للمرسَل إليهم فترسله. وتذكر دائما" أيها الصديق العزيز أن الأعمال كثيرة والوقت قصير فكن عوناً لأصدقائك على الاستفادة من أوقاتهم.
وانتقل الآن إلى بعض الملاحظات الهامة – على سبيل المثال وليس الحصر - على كثير من الرسائل المتكررة التى ترد إلى صندوق بريدنا كل يوم فيما يندرج تحت مااسميه ب " ثقافة الفورورد " :
- مثلا" تلك الرسالة التى تدعى أن شركة هوتميل سوف توقف خدماتها المجانية ما لم يتم تمرير هذا الخطاب لعشرة من الأصدقاء لتتأكد من أن الحساب مستعمل فعلاً ..؟؟!! بصراحة لا ابتلع هذه الرسالة..؟! كأن الشركة بحاجة إلى هذه الوسيلة و كأنها عاجزة عن معرفة إن كنت تستعمل حسابك أم لا..؟؟!!
- وهذه الأخرى التى تتصدر قائمة بريدك كل يوم تحذرك من فيروس خطير سوف يهاجم أجهزة الكومبيوتر عامة ، أو ينبهك لعدم فتح رسالة تأتيك بعنوان ما...( ويذكر لك اسما" وهميا" ..! ) ويطالبك بتمريرها إلى قائمة أصدقائك ومعارفك ، فتسارع أنت بحسن النية إلى تمريرها حاملة العديد من العنواين البريدية التى يتلقفها المصدر بكل سعادة ويسارع ببيعها لشركات الإعلانات التى تقوم بدورها بإزعاجك يوميا" لتسويق منتجاتها،فلا تكن ياصديقى العزيز مثل الدب الذى قتل صاحبه
واعلم يقينا" أن الفيروس الخطير إذا أراد تدمير جهازك كما يدعون فلن يحتاج إلى إستئذان فهناك ما يعرف بالبصمة الإلكترونية الخاصة بكل جهاز كومبيوتر والتى تختلف عن نظيراتها فى الأجهزة الأخرى ، وتسمى ال Ip Adress ، وهذه يسهل لقراصنة الكومبيوتر الملقبون بالهاكرز الحصول عليها من عن طريق عنوان بريدك الموجود لديهم..!! - دقق مليا" فى تلك الرسائل التى تستنفر غيرتك على دينك وتستقطب فورة حماسك ، مثل ذلك الخطاب المتحمس الذى يصرخ فى وجهك قائلا" : سارع لنصرة الرسول " صلى الله عليه و سلم" وادخل على ذلك الموقع الذى يهاجم رسول الله " صلى الله عليه و سلم" وتأكد بنفسك ، ويذكر لك اسم الموقع وهو على يقين تام من أن كل مسلم تصله الرسالة سوف يدخله، وهكذا يدخل الجميع الموقع المتخم بمعلومات تافهة ومغلوطة ولاتستند إلى أى جهة أو مصدر، والنتيجة هى رواج كامل للموقع التافه - الذى لم يكن يزوره إلا النذر القليل من القراء- والفوز بهذه الغنيمة الدسمة من آلاف العناوين البريدية التى تحقق له النسبة المطلوبة من شركات تسويق الإعلانات من أجل عرض الإعلانات على صفحة موقعه. فلنتذكر دوما" أن نفوت الفرصة على هؤلاء الذين يسخرون منا بلا انقطاع ويدفعوننا لإلتقاط الطعم بسذاجة و حماس.
- وفى معرض رسائل الإستنفار الدينى ( إن صح التعبير ) احذر الرسائل التى تحمل صورا" فوتوغرافية لأحذية وملابس وقد طبع عليها إسم الجلالة بصورة مستترة بهدف السخرية والتهكم ( تعالى الله عما يقولون علوا" كبيرا" ) ، ماهذا السخف ..؟؟!! إن أحدا" لم يشاهد هذه المنتجات فى الأسواق ، وإذا كان قد شاهدها فليدلنا على مكانها ..؟! إنها فقط موجودة على صفحات الرسائل المتبادلة ، وفى مخيلة الفنان المريض الذى رسمها وابتدعها لغرض إثارة حفيظة المسلمين ،والسخرية منهم ، أو للحصول على العناويين البريدية بطريقة ذكية ، وإذا سلمنا جدلا" بوجود مثل هذه المنتجات فى الأسواق ، أوليس اليهود والنصارى هم من يروجون لها بسيطرتهم على الآلة الإعلامية العالمية ، أو ليسوا هم أهل كتاب ..؟؟! أوليس الله تعالى الذى أجاز لنا أكل طعامهم والزواج من نسائهم ..؟ فكيف نصدق أنهم يسخرون من إسم الجلالة؟؟!! فلنعى جيدا" أن هذا الاختراع قد بدأ يفلت من أيدينا ، وأنه قد تحول إلى أداة لنشر الأكاذيب بسرعة البرق .
- احذر الإستدراج الأعمى وراء رسائل آيات الإعجاز والخوارق والغرائب التى تحمل صبغة دينية قبل أن تتأكد من مصادرها وصحة ماجاء بها من معلومات ، حتى لاتضيع وقتك ووقت أصدقاءك وتفرط فى عنوانيهم البريدية بحسن نية ، ومن أمثلة ذلك قصة إسلام نيل أرمسترونج بعد سماع الآذان على سطح القمر و التى نفاها رائد الفضاء بعبارات واضحة، وتلك الرسالة التى تحمل صورة مايكل جاكسون مع أحد الدعاة الإسلاميين فى الخارج بعد ما أعلن إسلامه، مع أن الخبر ليس له أساس من الصحة ، و ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الظاهر فى الصورة هو تمثال مايكل جاكسون الشمعى الموجود فى متحف مدام توسو البريطانى ، ثم لوحة أستاذ التخدير بطب المنصورة التى تظهر إحدى الغابات وقد شكلت بعض أشجارها كلمة ( لا إله إلا الله ) ، رغم أنه قد بح صوته محاولاً إثبات أنه هو من رسم هذه اللوحة ..؟؟!!ومثلها صورة خلية النحل التى تشكلت فيها أسراب النحل على شكل كلمة لاإله إلا الله .
وأخيرا" وليس آخرا" أيها الصديق العزيز.... توقف لحظات أمام رسالتى هذه واقرأها بعناية وفندها أو حتى انتقدها قبل أن تضغط على زر الفورورد فى المرة القادمة
ساحة النقاش