من المعروف لدى الجميع أن المواطن الأردني عسكرياً كان أم أمنينا أم مواطن تقليدي يحمل صفة الشهامة والنخوة التي ربما يفتقر إليها بعض مواطني دول المحيط ؛ وبالتالي فإن مصطلح المحاباة والمحسوبية موجود ومتعامل به بين جميع شرائح مجتمعنا الأردني ؛ أنا لست بصدد الحديث عن موضوع الواسطة في التعيينات التي لم تعد ظاهرة بل سلوكاً فمن لديه " بيض " كبير قد يضفر بالوظيفة والتعيين بأقصى سرعة وفي أي جهاز من أجهزتنا الحكومية ومؤسساتنا الخاصة بغض النظر عن حالته الصحية فبالواسطة يستطيع اجتياز الفحص الطبي حتى وإن كان أطرم  ؛ أما حديثي

فيتمحور حول موضوع فساد يمارس في جهاز الأمن العام من قبل أفراد سلك الأمن نفسه بعيداً عن أعين مسئولي الجهاز ؛ نحن في الأردن لم نعتاد قبلاً على ما يرتكب من جرائم كالجرائم التي تحدث بصورة يومية كالسطو المسلح والسرقات المنظمة وتهريب السلاح والاتجار بالمخدرات وانتشارالزنا والاغتصاب وهتك الأعراض والطعن والقتل وكل أشكال الجرائم الأخلاقية والمنظمة ؛ كل ذلك يحدث جراء تحول الأردن لمجتمعات متعددة العادات والسلوكيات المحلية والمستوردة كما  وهناك جهات تعمل على تشويه صورة المواطن الأردني في نظر الآخرين وسلب ميزة الشهامة منه بأية طريقة كانت ..

إن مشكلتنا التي ليست بحاجة أدلة وإثباتات فهي ببساطة تتمحور حول " ألعندليب " فهذا العندليب هو عنصر أمني يقبع وراء حاسوب الجهاز الذي ينتمي إليه وهو الذي يقوم بمها تفة وإبلاغ بعض اقاربه أو أصدقائه من الخارجين عن القانون والمطالبون امنياً بواسطة التلفون محذراً إياهم بأن فلان له قيد أمني ؛ وفلان مطلوب ؛ وفلان مراقب والأخطر من ذلك هو إبلاغ بعض المجرمين عن أن هناك مداهمة ستحدث وينصح المجرم بالهرب من منطقته ؛ ربما يعتقد هذا الأمني ألفاسد بأنه أنقذ أحدهم من المثول أمام القضاء أو دخول السجن إلا أن ما قام به لهو خيانة للسلك الذي ينتمي إليه وللوطن بل وربما لإحباط جهود زملائه وتعريضهم للخطر ؛ نحن وعندما نسأل كيف تمكن فلان الإفلات من قبضة رجال الأمن قبيل  مجيئهم بدقائق يفاجئنا أخيه أو قريبه بأن احدهم من رجال الأمن قام بإبلاغ أهل ألمجرم بواسطة التلفون عن أن هناك مداهمة ستحصل وأعطاهم ساعة الصفر ؛ إن

مثل هذه التصرفات لهي خيانة عظمى يجب التعامل مع  ممارسيها بقسوة لأنها تصب في مصلحة المجرمين ومرتكبي الأعمال المخلة والسرقات وغيرها وتساعد على تقويض الأمن العام الذي ننعم به ؛ إن مشكلتنا مع تلك العندليب لهي أكبر من مشكلتنا مع الخارجين عن القانون ولا أدري من هي الجهة الذي يمكنها مراقبة تصرفات هذا العنصر وأمثاله من مسترقي السمع وبالتالي قد تكون إدارة جهاز الأمن العام هي الجهة الذي يمكننا توجيه هذه ألرسالة إليها لأن معظم المغردين الفاسدين ينتمون لهذا الجهاز المحترم والذي لم ولن يهمل أي رسالة تصله من مواطن غيور ....