صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

ماذا عن حياة  أولادنا وعن لباسهم  ومعيشتهم .....

 

لقد كانت الصبة غالباً ما تلبس البناطيل المستعملة حيث كان الآباء هم من ينتقوها ويشتروها لأبنائهم ولم يكونوا يركزون إلا على متانة تلك الملابس بغض ألنضر عن ألوانها وإشكالها وأطوالها ؛ فكان ألبعض يلبس بنطا لا أكبر من مقاسه بكثير والحكمة من ذلك هي أن كل الأولاد من أسرة واحدة يتبادلون ملابسهم  وربما الوالد يشاركهم ؛ لقد كان عدد صبية عشيرتنا لا بأس به في ما قبل عام " 60 " وأذكر أن اؤلي أمورنا انتدبوا عمي المرحوم " إبراهيم العبد الرحيم " لسوقنا لأربد عن طريق وادي الخفر لإربد وكان مجموع ما أعطوه من  نقود  من اجل كسوتنا جميعاً " 3.600" وبالفعل فقد اتفق مع البائع على شراء " شوال " من ألوطيات لنا وعند التوزيع حصل كل منا على حذائه المفروض عليه وكان نصيبي – كندرة بيضاء يزيد طولها على الأربعين " سم " ومقعورة من نعلها من الأسفل بحيث يمكن إدخال ألبيضة من تلك الثقب فقال

رحمه الله " ما تلبسها فقلت له كبيرة جداً وواسعة فضلاً عن وجود خرق قد تخرج منه قدمي الصغيرة ؛ لقد تفهم الرجل وقام بوضع قطعة من الكارتون محاولاً سد ألثقب وبالفعل لقد نجح وأبدع ؛ إلا أن هناك مشكلة أخرى  تكمن بطولها فقلت له يا عم كيف استطيع ألسير بها وهي طويلة جداً من دون سير فقال – بسيطة ؛ لقد وجد بعض الشرائط وقام بتعبئتها لحتى أصبحت مريحة نوعاً ما " ثم عاد يسوقنا لوادي الخفر تاركين ورائنا – الهر ائس والكرابيج والفشافش لمن حظهم أوفر ؛ عندما وصلنا تخوم وادي الحفر تحت المطر الشديد كانت ألمفاجأة " الصول ماد " هنا قال عمنا الخبير " كل واحد يشلح وطيته ويحطها تحت أبطه لا تضيع بالصول " فامتثلنا لأوامره إلا أنني وجدت فرصتي لأتخلص من تلك الياخور التي تعكمته ؛ فقمت باللقاء ه بالصول!! هنا

عدت حافياً كما ذهبت ؛ لقد طلبت من والدي أن يشتر يلي " شاروخاً " فقد كان المرحوم  " أحمد الحسن  القواسمه أبو عدنان هو من يفصلها وبالفعل فقد اشتروا لي واحداً إلا أنه لم يحمي قدمي من الأمطار والبرد فأشارت على والدتي رحمها ألله بلبس " جوارب ثقيلة " لتدفئ رجلاي وتمشيت حسب نصيحتها ولكن كنت اشعر أن خلعها أفضل من لبسها بسبب وزنها الزائد عند تشربها للماء ..!!  أن المشكلة كانت تقع عندما كنا نطلب من أبائنا ليشتروا لنا " حذاء " عندما كانوا يتساءلون ويسألوننا " ولك العام اشتر يتلك إياها صارت خربانه ؛ طيب وما الحل ؛ لقد كانت تذهب لمصلح الأحذية أكثر من مرة لتخيط ليركب لها نعل أو كعب وبالنهاية يقولون " والله الحديد بتخلوه قديد " لا ادري هل هو الفقر المدقع أم نوع من ألتخلف ..!! لم تكن بناطيلنا أفضل حالاً من أحذيتنا ؛ فكنا وعندما يحدث تمزق بأي مكان في ألبنطلون نلجأ لأمهاتنا

المستعدات دائماً للم شمل أجزاء تلك البناطيل بواسطة الترقيع ؛ فكانت توجد على ألركب رقع باللون الأحمر والأزرق ومن الخلف كألوان قوس قزح " "؛فلم تكن لديهن  مشكلة بانتقاء ألألوان والخيوط المستخدمة في ألترقيع بل كانت مشكلتنا وعندما نعترض على اللون أو لون ألخيط يقلن لنا " والله انك صرت شلبي ..!! نعم لقد كانت شقاوتنا هي السبب ولكن هم أيضاً كانوا جزأً من ألمشكله ..!! كلنا بتلك الفترات كنا نمارس هوايات شيطانية تتطلب من أهلنا شراء البناطيل لنا بصورة أسبوعية ؛ فمنا من كان يمارس اللعب بفطابيل ألشرائط ؛ وكان يتعرض  لعشرات الواقعات في تلك ألملاعب ألمليئة بالحجارة والجور في ألخلة الجنوبية والبيادر ؛ ومنا من كان يذهب ليلاً مع أفراد جوقته ليلاً للكهوف والأبآر ألكفريه للقبض على العصافير ألمجرمة وإعدامها بلا محاكمات ؛ ومنا من كان يطوف الأودية والنعيج وال خارجه لصيد ديوك

السمن والبليقيات ؛ حتى كان بعضنا يصطاد " الطزيزات ...!! لقد كنا نذهب لوادي العرب لنستحم ونلعب بالماء ونتفرج على تلك الأسماك التي كانت  تتراقص على سطح الماء وكنا نجلب معنا الكعوب والبلوط من حرش  دوقرة ؛ لقد كان وادي الحداد الموجود شمال طريق حور عبارة عن غابة من الزعتر البري وكنا نحن الصبية نذهب لتلك الوادي لجمع تلك المادة المهمة لتوفير مادة " ألدقه " بتلك الأيام ولا تزال ؛ وقد كنا نعود بكميات ضخمة من الزعتر الأصلي لتقوم أمهاتنا لاحقاً بتجفيفه ثم طحنه وإضافة ألسماق والسمسم والقضامة ليصبح مادة رئيسية ضمن مواد مئونة أسرنا ..!! عشرات الهوايات التي كنا نمارسها إلا ان ألهواية الأكثر خطورة ومهلكة للملابس كنا نمارسها أثناء لعبة ألتسحيش الشاقة ؛ إنه زمن عجيب عاشه مجتمع عنيد صعب ألمراس كان يبحث عن الأهوال ليركبها طوعاً .... يتبع 

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2014 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

200,396

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏