صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

authentication required

معاناة أمهاتنا رحمهن الله .

 

إن أمهاتنا تلك ألنشميات أللواتي جاهدن وتعبن من أجلنا فكان عملهن صيفاً شتاءً لا ينقطع رحمهن ألله ؛ فكن بفصل ألصيف يستنفرن بناتهن ليخرجن فجراً مع بنات جوارهن للذهاب إلى الأودية " للم الحطب " وكان بيد كل واحدة منهن فأسها " ومكفيتها " وكنت كثيراً ما أرافق أخواتي ونشرب من عين " دلهم " ونعتلي قلعة بطريخ " ونستمع لغنائهن ألجميل ؛ لم يكن ألحطب هو الوسيلة ألوحيدة ألمتوفرة بل كان لم " شطط الأبقار " سائداً ومعظمهن شاركنا بجمعه لأنه كان يشكل وقوداً لطوابين ألخبز ؛ قد تستغربون من أين كنا يجمعن تلك ألمادة ذات ألطاقة العالية ؛ لقد كان يبيت في سوم " 33" شلية غنم إضافة لمئات الأبقار والفدادين والثيران ؛ وكان هناك ما كان يسمى " بالعجال " وهذا العجال كان يقوده أحد الرعاة وكان يتقاضى أجره من أصحاب الأبقار" عشرة قروش

شهرياً عن كل رأس؛ وكان المكان ألأمثل للرعي هي منطقة " ألمسرب ومنطقة " طبقة بئر ألرفوف ؛ حيث كان راعي ألعجال يسوق الأبقار ضهراً " لمنطقة ألمقيال " ففي ألمنطقة الفاصلة بين وعرة ألمرحوم أبوعلي ومنطقة " أبو ألرشاد – ججين كان هناك جدول ماء دائم غير مقطوع تسلل مياهه ألعذبة من بين ألصخور كالدرر؛ لقد كانت عملية جمع مخلفات الأبقار مضنية جداً وكان بحاجة لعمل " ألقسمطة " لتصبح " طبا بيع " وكانت ألبنات تقوم بهذه ألعملية في بعض ألكهوف فكن يقسمطن ألطبابيع ويتركنها لليوم ألتالي لبينما تجف ويحملن ما كن جففنه في الأمس ليخزن بما تسمى " ألشونه " ثم لتستخدم كوقود للأفران ألتي كانت تصنعها في تلك الأيام " جدتي الحاجة " ثنيا " وكانت يستغرق بناء ألفرن " 40" يوماً ثم تبيعه " بدينارين للزبائن ؛ إن عملية عجن

ألطحين غالباً ما كن يقمن بها ألبنات مساءً ؛ وأما عملية ألخبز فكانت تستوجب الأم الصحيان فجراً لتجهز ألفرن فكانت تزيل ألسكن عن " صمامة ألفرن بالمقحار ؛ ثم تضع بداخله طبا بيع ألجلة وتشعلها لحين بصبح حامياً وبعد ذلك تقوم بترتيب الأرغفة بداخله وتغلق بابه بالصمامه ثم بعد ذلك تقوم بتحمير الأرغفة وتقليبها لتصبح حمراء كالنحاس وتنتشلها بالمقلاع وتضعها : بالطباقة ..!! لقد كانت أمهاتنا وأخواتنا يعملن كالماكينات بلا توقف واقسم لكم بأنكم تؤجرون عندما تتذكروهن وتترحموا على من توفيت منهن ؛ إن ما عانينه كان عظيماً ففي ألصيف كانت ألكثير من أمهاتنا يذهبن للسهول ليلقطن القمح ؛ ثم يقمن بدرسه " بالمياجن " ثم  ينظفنه من الشوائب ويطحن منه البرغل وألسميدة والطحين ؛ وكن يذهبن إلى ألمبيضة ألواقعة بوادي ألخفر لجلب التراب الأبيض

على رؤوسهن ليطرشن ألبيوت التي كانت بحاجة صيانة دائمة ثم يقمن بعملية " دلك المساطب" بالمداليك " وفي فصل ألشتاء يذقن الأمرين جراء ألدلف ألمتواصل من سقوف ألبيوت ..!! إن من يدعي بأن تلك الزمان كان جميلاً فقد افترى على التاريخ وضللنا ..!! لقد كانت أمهاتنا وأخواتنا بغض ألنظر عن أعمارهن يلبسن لباساً موحداً " شرش الحبر أو الملس وربما ألمخمل للميسورات منهن ؛ وألشمبر والشورة أو الإشار أو ألشماغ والحطة ؛ لم نسمع في تاريخ سوم عن بنت أو امرأة سومية اشتهرت بالحب أو العلاقات ألمحرمة حتى وإن حصل فلم يتعدين عدد أصابع أليد ؛ لقد كن كالرجال وكان رجالنا وشبابنا كلهم

من النخوجية وألمترفعين عن ارتكاب ألمعاصي إلا ألقلة منهم إن وجدوا ..!! في عام 963 – و964 شهدنا جفافاً لم نعهده من قبل بحيث لم تستطع أسرة من توفير لتر ماء نظيف واحد ؛ لقد ذهبن إلى – عين " دلهم " وقسم منهن وصلن معظم قرى ألمحيط بحثاً عن الماء حتى في الأبآر  ألمهجورة وجلبنها على رؤوسهن سبراً على أقدامهن < ولقد حدثتني جدتي رحمها الله بان هذا ألجفاف لم يكن كالجفاف الذي حصل قبل عام  950 حيث قالت بأنها وصلت إلى ملكا مرورا بحور واسعرا على قدميها واستطاعت تعبئة " سطلها " وقالت لقد شربت لدرجة لارتواء من البئر لئلا انقص من سطلي شيئاً ..!! لقد فأقم ألبدو الذين أتو من ما نسميها " ألبرية من المشكلة بسبب وجود عشرات الألوف من ألماعز والأغنام معهم والتي كانت مستهلك رئيسي للماء علاوة على تلك الأعداد الذي كانت تمتلكها سوم ؛ لقد كنا نحن الصبية نذهب للبحث عن مصادر مياه هنا

وهناك وأذكر أننا عبئنا تنكنا من البئر الموجود على زاوية مقبرة سوم من الجهة الشرقية وكان لون الماء " ازرق " قد لا تصدقون أن منطقة ما تسمى بوادي ألعرب كان فيها جدول ماء عذب يصل ارتفاع منسوبه ببعض المناطق " للمتر؛ وكنا نستحم بتلك الماء ونجني ألخردله والعكوب والموز من منطقة الطاحونه ألموجودة في ألوادي ؛ وعندما انحسر القحط وبدأ هطول ألأمطار كانت منطقة " ألكساير " منطقة تشابه مناطق إيطاليا من حيث العشب ونسبة هطول الأمطار وكانت الأبقار لا تكاد تبين من بين تلك الأعشاب وكان " الفطر وفيراً وكان يمكن للمرء اشتمام رائحة ألشومر والزعتر لوفرته في كل مكان يتواجد فيه .. يتبع ؟

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2014 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

196,515

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏