صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

يا ترى ماذا عن أبائنا رحمهم الله ..

لقد بدأت بالتحدث عن الأمهات حسب وصات رسول الله  وبدأت بدور الأمهات ولكن للرجال نصيب ( ص )( بداية لقد كانت طريق سوم " طريق ألعملية " غير موجودة ولا مرسومة أصلاً وكانت منطقة مثلث كفر يوبا  تسمى " برد المع " وسميت بهذا لأسم لوجود بئر اسمه برد المع ؛ لم أشاهد في منطقة برد المع أي مسكن قبل عام 66 سوى منزل ألرشيدات .؛ فكانت المنطقة عبارة عن سهول زراعية بحتة وكان يصعب على تراكتورات  ألجنزير وصول هذه ألمنطقة شتاءً ؛ لقد كان والدي رحمه الله ورحم إبائكم جميعا لديه شاحنة يعمل بها على خط فلسطين ؛ وكان عندما يصل لمثلث كفريوبا يركن سيارته ويحمل

لنا بعض ألخضار والفواكه وكان يصلنا بحالة يرثى لها جراء الطين والبواطيس وكان يعود فجراً للمنطقة ليقود شاحنته ويزاول عمله ؛ أنا اسأل ألله له الجنة ؛ لم يكن والدي فقط هو من تعب وكافح وجاهد وتحدى الصعاب ؛ كل أبائكم وجدودكم أدوا واجباتهم كوالدي ..؛؛ ليس فقط طريق سوم كانت الوحيدة بلا تعبيد ولا حتى رسم ؛ بل كل القرى المجاورة كججين  ودوقره وزحر ؛ لقد كانت الرحلة بتلك الأيام لججين أو زخر بحاجة نصف يوم بفصل الشتاء فضلاً عن الطين وما يسببه من التزحلق والوقوع  غالباً في تلك لأوحال ؛  في عام " 963 بدأ التخطيط  ورسم طريق سوم مثلث كفريوبا وبدأ العمل بداية من " برد المع نزولاً لسوم وقد شاركنا نحن طلاب المدرسة برصف الطريق بالحجارة التي كنا نجمعها من جوانب الطريق ومن حول تل " شعير

بالتراكتورات  ونفرغها بأيدينا لحتى وصلت على كرم الحاج محمود عام "964" ثم بقيت شوارع البلد عائمة بالمياه وغارقة بالوحل شتاءً لحين ما تمت عملية تزفيتها لاحقاً ..!!  تخيلوا كيف كانوا يذهبون لا عمالهم  فجراً عن طريق وادي ألخفر اربد ثم يعودون مساءً يحملون أكياس ألزهرة والباذنجان على ظهورهم وبعضهم كان يخرج فجراً أما للزراعة أو للحراثة أو لتزبيل الأرض وتهيئتها أو للحصاد والقلاعة وكل الأعمال ألشاقة كانوا يمارسوها بمهوداتهم وبهمهم ألعالية ؛لقد كنت أسأل والدي كثيراً عن حياة جيله عندما كانوا شباباً صغاراً كيف كانت تجري حياتهم فقال لي : لقد كنت لم أبلغ ألعشرين من عمري ولقد فجعت بوفاة والدي موسى السلمان رحمه الله وبتركه صبية وبنات صغار لأتكفل بمعيشتهم من بعده لأن جدتي رحمها الله تزوجت

من الحاج أحمد ألعبده " أبو حسن رحمه الله بعد إكمال عدتها مباشرة وكنت الوحيد القادر على العمل ولقد كنت أذهب فجراً إلى الشونه الشمالية سيراً على قدامي وبرفقتي شباب من سوم لنعمل بحفر جور للأشجار وكنا نتقاضى " قرش " عن كل ثلاث جور ثم نعود أدراجنا كما أتينا ؛ ومنهم من غادر إلى فلسطين للعمل في ميناء حيفا ومنهم من كان في سلك الجيش والشرطة ولم يزيد مرتبهم عن " 3" دنانير شهرياً ؛ لقد كان الجميع منهمك بالعمل الشاق ؛ كثير من أبناء سوم ذهبوا لعمان للعمل في الكسارات وباجرة زهيدة ؛ ومنهم من كان يعمل في جمع الحجارة من وادي الخفر ويكسر الصخور ويحملوها بالتراكتورات لتستخدم في البناء في اربد وسوم ولأي مشترين آخرين ..!!  ؛ لقد ذهبوا وذهب أملنا معهم ولن يعود أبدا ؛ انظروا كيف أصبحت أرضنا بوراً مهملة وزيتوننا أتى عليه أليبس والسوس واختفى جمال قريتنا للأبد ؛ لقد كانت

ارض سوم في عام – 60 إلى عام 70 معطاءة دائمة الخضرة بفضل ألئك  ألجبابرة من ألرجال ؛ فكانوا يعبئون " الزبلة من جانب بيت ألمرحوم " كبوت " والمرحوم " رويزق ألعوض بما تسمى - بشلفان الخيش على ظهور ألحمير ويذهبون بها لأرضهم ويفردوها ثم يحرثوا الأرض  قبل موسم ألأمطار وبعد ذلك كانوا يزرعون ألبطيخ ؛ وأؤكد لكم أن منطقة النعيج كانت تنتج أجود أنواع ألبطيخ في ألدنيا وكان يصل وزن ألواحدة " الرأس " إلى ما فوق أل" 18" كيلو ؛ ولقد حمل والدي سيارته من منطقة ألنعيج محصول البطيخ صدق أو لا تصدق -  إلى ((( سوريا ))) .. يتبع .

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2014 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

196,522

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏