صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه


كنا سابقاً نتحدث عن الغلاء الفاحش في المهور وكلف مناسبات الأعراس ولكن ومنذ ومنذ مطلع الربيع العربي تحول حديثنا لينصب على غلاء الأسعار واستبداد السلطات والتجار وعن حالة الفوضى التي فرضت نفسها إضافة لتدني مستوى الوعي لدى المواطن والسياسي والاقتصادي لدى المسئول ؛ لقد كان من المفروض أن تكون ظروف المواطن العربي أفضل بكثير مما هي عليه اليوم ؛ فما سبب تردي مستواه المعيشي والاقتصادي والاجتماعي بنظركم ؛ أليس من الواجب على دول النفط استقطاب
ألأيدي العاملة العربية لتحل محل العمالة الآسيوية والهندية  يوجد(  18 ) مليون عامل آسيوي وهندي في دول الخليج يحولون أكثر من – 80 مليار ريال لبلدانهم بينما بلغ عدد العاطلين عن العمل لدينا – 22 مليون من كافة التخصصات وبلغ الفقرخطوطه الحمر؛ إن من قال بترول العرب للعرب قد كذب ومن قال أن خيرات الوطن العربي يستفيد منها المواطن ألعربي فهو يفتقر للدقة لأن سياسة عمالقتنا ترمي إلى غير ذلك ؛  أسئلة يسألها المرء لنفسه ؛ ما الذي فعلوه لنا ألئك الذين يدبون على العصي ويعيشون في غرف الإنعاش ؛ فهل من المعقول أن تتكلف دولة عربية نفطية بدفع
فاتورة علاج رجل ميت سريرياً قيمتها – 122 مليون دولار بينما يعتاش شعب تلك الدولة على القشور وينبشون المزابل ؛ وهل ذلك الهرم الذي يعيش في غرفة العناية المركزة هو من يسيس الحكم ؛ إن الحكام العرب هم المسئولون عن تردي أوضاع مجتمعاتهم المعيشية والاقتصادية ؛ حتى المعتدلين منهم بات يقف موقف المتفرج تاركاُ الحبل على الغارب لمن هم لا يحسنون التصرف مع مجتمعاتهم ولا لهم قيمة سياسية تذكر على المستوى الدولي ؛ لقد أصبح المواطن العربي يبحث عن العبقرية البالية الزائفة في عصر التقدم والتكنولوجيا لتبقي عجلة حياته مستدامة ؛ لقد رأيت
بعيني عائلات عُمانية في " مسقط " تنبش حاويات القمامة ؛ ورأيت بشراً في جنوب السعودية يمشون حٌفاة ويسألون عن اسم " ملكهم "  شرائح واسعة من مجتمعات الخليج لا تعرف القراءة والكتابة ؛أما عن شأننا أردنياً  فقد كانت ربات وارباب  اسر في اربد وعمان يذهبون لسوق الخضار باحثين عن حبات البندورة والبطاطا من بين أرجل المشترين وكانوا غالباً ما تتيسر أمورهم  ؛ أما اليوم فلم يعودوا لممارسة " الخمخمه " فأصبحت حبة البندورة في الحفظ والصون ؛ كلكم شاهدتم بعض الفقراء يذهبون فجراً لنبش مستوعبات القمامة راجين العودة ببعض الأشياء التي يمكن بيعها لينفقون على طالب مدرسة أو ثمناً لشيء يأكلونه إلا أنهم لم
يعودوا يجدوا تلك الأشياء اليوم لأسباب عديدة منها مزاحمتهم عليها من قبل أناس ميسوري الحال ؛ نحن وعندما نتحدث عن آكل القشور نتحدث عن حمار ؛ وعندما نتحدث عن نابش الزبالة والأكياس الملقاة على الطرقات نتحدث عن كلب أو قط ؛ إنهم هم الذين يريدوننا مجتمعات حيوانات ليبقواهم الليوث ..!! إذا يمكننا توجيه التهم لدولنا على أنها تعمل على تحويل شرائح واسعة من مجتمعاتها إلى –((دواااااااااب)) وربما إذا ما استمر الوضع كما هو عليه فسنسمع مواء وعواء ونهيق في شوارعنا وبالتالي ستزداد نسب أعداد الحيوانات وسينعكس ذلك على أسعارها المتدنية اصلاً ؛ إن المواطن الأردني حاله كغيره من مواطني دولنا العربية  لا
يستطيع فعل أي شيء سوى البحث عن بدائل بدائيه كدفايات الأحذية وركوب الحمير والاكتفاء برغيف الخبز الناشف لا أكثر ..!! فلا له دور في الحياة السياسية ولا الاقتصادية بينما تنعم فئات معينة بكل أنواع الرفاهة ولاتهمها إلا مصالحها ولا تفهم تلك اللغات التي يتحدث بها الجياع ..!! ليس الشعب الأردني فقط يعاني فهناك شعوب أكثر فقراً كاليمن حتى في الدول الغنية ؛ إن مشكلة الغلاء اتسعت هوتها وعمت البلدان العربية ويمكننا وصفها بتسونامي الغلاء لأن معظم الشعوب العربية احتجت وتظاهرت على موضوع الغلاء وسوء تدبير ساستها ؛ إن معضلة الغلاء الفاحش في عالمنا العربي شملت كل السلع الإستهلاكيه بدأً بمواد البناء
والإيجارات والأدوية وامتدت لتشمل التعليم والصحة فضلاً عن الخدمات المهنية ..!! وقد بدأت نسب التضخم بتجاوز الخطوط الحمر ؛ إن كل ما يجري هو نتيجة سوء تخطيط وسوء إدارة من معظم المسئولين المنصرفين لتقضية رغباتهم ومصالحهم على حساب مواطنيهم ؛ كما كان للحروب والمغامرات التي خاضوها سابقاً وتستعر حالياً لها ضد شعوبهم  الدور الأكبر في شرذمة الأمه ؛ وإن المئات من المليارات التي دفعت كأثمان لأسلحة عديمة لا داعي لشرائها وعشرات المليارات الي يحولها الهنود والآسيويين من دول الخليج كان من الأولى إستثمارها وتوظيفها لخدمة الشعوب العربيه ؛ لقد خطر ببالي ما قاله الشاعر " حافظ إبراهيم " .

أيها المصلحون ضاق بنا العيش ولم تحسنوا عليه القيا ما ..

 وغدا   القوت    كالياقوت  حتى  نوى   الفقير  الصياما ..

  اين بترول الشعب العربي وأين قمح الوطن العربي وأين الغاز العربي ولماذا يصدر التمر العربي لبريطانيا وأمريكا كهدايا ومحشو باللوز..!! إنه النفاق والدجل العربي يمارس في زمن  يفتي فيه العلماء لأهل الشام بأكل الكلاب والقوارض ؛ لقد انتهبت كرامة الإنسان العربي  ؛ أيها الإخوة هم يريدوننا مجتمعات ببغاوات وأشياء أخرى ليتصببوا على ما ينبعث من افواهنا من عواء وثغاء ونهيق ليبقواهم الحرث وابي الحرث  وبالتالي يمكننا القول بأن تعاظم أعداد الثديات والحمير في الوطن العربي في ضل الصمت المسيطر قد يجعلها آيلة للبيع بسوق الحلال وبأسعار متردية  في المستقبل ..


 

المصدر: http://kenanaonline.com/posts نظممي محمد القواسمه ....
nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2013 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

212,113

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏