قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم :
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة.  إن المراد بالمثل فى قوله - تعالى - : { مَثَلُ الذين حُمِّلُواْ التوراة . . } الصفة والحال . . والمراد بالذين حمّلوا التوراة : اليهود الذين كلفهم الله - تعالى - بالعمل بما اشتملت عليه التوراة من هدايات وأحكام وآداب . . . ولكنهم نبذوها وتركوا العمل بها .
والأسفار : جمع سفر ، وهو الكتاب الكبير المشتمل على ألوان من العلم النافع ، وسمى بذلك لأنه يسفر ويكشف عما فيه من المعاني المفيدة للمطلع عليها والمعنى : حال هؤلاء اليهود الذين أنزل الله - تعالى - عليهم التوراة لهدايتهم . . . ولكنهم لم ينتفعوا بها . . . كحال الحمار الذى يحمل كتب العلم النافع ، ولكنه لم يستفد من ذلك شيئا ، لأنه لا يفقه شيئا مما يحمله . .!! نحن وعندما نرى أحد حملة الشهادة العلمية الراقية ( الدكتورااااااااااااه أو الماجستير) يمر على الناس ويتهكم عليهم ويسخر منهم ومن كتاباتهم

ومشاركاتهم مناسباتهم أي كانت ضناً  منه أنه أعلى من الجميع ولا تنتفع الناس من علمه الذي هو نفسه ليس منتفع منه إلا مادياً فهذا مثله كمثل حامل الأسفار ؛ وهؤلاء كالذين بنوا شقق سكنية ( تسليم مفتاح ) فقد اعتمدوا على غيرهم في مساعدتهم بالحصول على ما يلزمهم من معلومات ودراسات ليحصلوا على الشهادة دون أي مجهود علمي يذكر كما وصفهم الأستاذ " وليد المعابره " تبعين دكتوراه الميكروويف ..!! لا أريد التقليل من

شأنهم ولا اعمممممم ولكن هناك أناس لا يستحقون لقب ومع ذلك  يميلون للدكتاتوريه وجنون العظمة وهم في يقبعون في مستنقع التخلف العلمي والأبي والثفافي " آذن " ولا يفهمون معنى التواضع وينتهجون أسلوب الأنانية التي تنفر منه الناس المحيطة بهم والمتعاملين معهم ..!! إن هؤلاءكالحمير التي تحمل ما هب ودب من الأسفار هم كالحمير ؛ فيحملونها ويذهبون بها ويجيئون من دون فهم مضامينها وقال تعالى في آية أخرى – { أولئك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولئك هُمُ الغافلون } وقال القرطبي وفي مثل هذا تنبيه من الله – تعالى – لمن حمل الكتاب ، أن يتعلم معانيه ، ويعمل بما فيه ، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء اليهود .وقال الشاعر ....

زوامل للأسفار لا علم عندهم ... بجيِّدها ، إلا كعلم الأباعر
لعمرك ما يدرى البعير إذا غدا ... بأوْساقِه ، أو راح ما فى الغرائز.

نعم كعلم الأباعر ولكن لو قال كعلم الكباش لغير شاعرنا رأيه وقال قول ضيف الأصمعي ..

أرآك كبعرة في إست كبش مدلاة وذاك الكبش يمشي ..!! نحن لا نريد أن يكون متعلمنا متخلفاً لينتج لنا أجيالا الطلبة المتخلفين إلا الذين يستطيعون بفراستهم إبراز تخلف معلميهم واستبدادهم وتردي مستواهم العلمي والأدبي والفكري ؛ كما ولا نريد من أساتذتنا ومعلمينا ومدرائنا أن يختالوا في شوارعنا كالطواويس ليرونا سياراتهم وبدلهم ولا يعرفون ما معنى التواضع كما ولا يعرفون بأن الناس تصفهم – بالوضيعين ؛ إن العلم لا ينفع إذا ما تم عزله عن موضوع التواضع والمتواضع هو من يقتدي برسول الله (ص) إن الشخص المتعلم هو من يشارك الناس أفراحها وأتراحها وكل مناسباتها لا ان يقف موقف الآمر والمنظر والمتعجرف ؛ أنا اقول

 بكل اسف أن من أقبح الصفات لدى البشر هي أن تقوم امرأة بتعيير جارتها ؛ فكيف وماذا نقول لصديق كان حميماً لصديقه يعيره بمرض مزمن أصابه من ألله عز وجل ويصفه ( بصاحب الجسد المتهالك ؟؟ أقسم لكم أنه لو رأى سيدنا أيوب ( لعيره ببلواه ) – اتقوا الله أيها المنافقون الناكرين للجميل وللمعروف ولا تفكروا بأن أجسامكم المترعة بالظلم والحقد قد تجنبكم زورت عزرائيل عليه السلام ......