نحن نعرف بأن للجلوس آداب وللمسير في الشارع آداب ومن المفروض أن يكون للأكل آداب ؛ فالأدب مصطلح نتعامل معه بصورة يوميه وبكل مناسباتنا يجب أن نكون مؤدبين لأن هناك من يراقبون حركاتنا ويدققون ثم يبرزون عيوبنا وعنا يتحدثون ؛ فلا يجب أن نجعل من أنفسنا محط سخرية وانتقاد وسيرة على كل لسان ؛ نحن وعندما نٌدعى لوليمة يجب علينا أن نكون مؤدبين وأن لانتجاوز الحد المعقول لندخل بعترك ألشراهه ؛ هناك عدة أمثلة قيلت بهذا الخصوص منها – من لم يشبع ببيته لايشبع على ولائم الناس
؛ هناك أناس متخصصون في حضورولائم العزاء والتي هي أصلاً من حق الفقراء وهؤلاء يحضرون بصورة متطفلين ومعظمهم لديهم خبرات في ألبلع والتقدم والانسحاب وانتهاج الهجوميه من خلال أيديهم التي تطال كل زاوية في المنسف بحيث تجهزعلى كل هدف تطاله بأرجاء المنسف كما وتصدرمن بين براطمهم همهمات وزفرات كالضباع عندما تقعقع زرادمهم من هول لقمهم ؛ إن الكثير من هؤلاء لايجيدون ألأكل بألأيدي ولكنهم يستخدمون اياديهم التي
تعمل – كالبكتات – لهبش أكبر كمية ممكنة من أللحم بحيث لاسبيل لأية قطعة من ألإفلات من كفوفهم الرهيبه ؛ مما يتسبب ذلك في تناثر ألأرزعلى لحاهم وصدورهم ؛ ولقد قال رسول الله – ص – في حديثه بشأن هؤلاء الذين لايشبعون بل ولايسمون بالله فبل ضربهم بالمناسف ضرب أولياء السوء بمال ألأيتام ( إذا أكل احدكم فليذكر اسم الله فإن نسي في أوله فليقل في بسم الله أوله آخره ) ولم يكن رسول الله ينطق عن الهوى ؛ هناك أناس لا يخطر ببالهم ذكر الله عندما تصطف الماسف وتتراص الصفوف وتتصافح الكتوف مع الكتوف ؛ وهؤلاء لايعلمون بان في كثرة ألأكل – شؤم – وقيل ..
إذا لم ازر إلا لآكل أكلة – فلارفعت كفي إلى طعامي
فما أكلىة إن نلتها بغنيمة – ولا جوعة إن جعتها بغرام ...
هناك اناس تُسمع للقمهم حساً ًولا يخفي ذلك على جلسائه بل يتلذلذ ولايهمه حتى عندما ينفض يديه في المنسف أو على ملابس مقابله ؛ إن في قبح المآكلة عيوب كثيرة ؛وسأذكر بعضها ؛ منها المتشارف – والعداد – والجراف – والرشاف – والنفاض – والقراض – والبهات – واللتات – والعوام – والقسام – والمخلل – والمزبد – والمرنخ – والمرشرش – والمفتش – والمنشف – والملبب – والصباغ – والنفاخ – والحامي – والمجنح – والشطرنجي – والمهندس – والمتمني – والفضولي ..!!
هنا لابد من تعريف مختصر عن وظيفة كل واحداً من هذه الجرافات ..!! إن الشخص ألمتشارف هو الذي يستحكم جوعه قبل فراغ الطعام فلاتراه إلا مراقبا للباب يضن أن كل مادخل هو طعام " وأما وظيفة العداد فهو الذي يستغرق في عد الصحون ويعد على أصابعه ويشير إليها وينسى نفسه " وأما الجراف فهو الذي يجعل اللقم في جانب المنسف ثم يجرفها للجانب ألآخر " وأما الرشاف فهو الذي يجعل اللقمة في غياهب فمه ويسمع لها صوتا عند بلعها ؛ والنفاض هو من ينفض كفوفه المغرقة بالتشريب والارز في كل
ألأرجاء ؛ وأما القراض فهو يقرض اللقمة في لأطراف أسنانه لحتى تتهذب ثم يردها للطعام بعد فشله بتهذيبها ؛ أما البهات حمانا الله من شره فهو الشخص الذي يبهت في وجوه ألآخرين لحتى يبهتهم ثم يقوم بالسطوعلى حصصهم من اللحم وسرقتها " وأما اللتات فهذا يلت اللقمة باطراف اصابعه قبل وضعها في الطعام " والعوام هو الشخص الذي يميل بذراعيه يمنة ويسرة لتناول الصحون ؛ والقسام هو ألاسوأ من بين هذه النماذج على ألإطلاق وهو الذي يأكل نصف اللقمة ثم يعيد نصفها ألباقي للمنسف " وكلكم تعرفون المخلل وهو الذي يقوم بخلخلة أسنانه باضافره وبهذا نقد وعيب " واما المزبد فهو يقوم
بعد ألأكل بحمل بعض قطع اللحم – كالرأس – خلسة وبهذا منقصة وجوعاً مستفاد " واما وظيفة المرنخ فهو الذي يقوم بترنيخ اللقمة في – المليحيه – ولايبلع ألأولى حتى تلين ألثانيه " ولكن لم تسمعوا بالمرشرش من قبل وهذا الشخص هو الذي يقوم بفك الرؤوس والقطع ذات الزرد بيديه ومن دون خبرة ثم يتسبب برش الشراب على المتواجدين حوله – منظر مهيب " هناك ما نسميه بالمفتش وهذا الشخص يقوم بالتفتيش عن الدفائن المتواجدة تحت ألأرز
بيده التي تشبه – الشاعوب – ولكن المنشف فوظيفته تنشيف الدهن والشراب العالق بكفوفه باللقم او الخبز" ولكن الصباغ هو الذي يقوم بتبريد الشراب الساخن من خلال نقله من صحن لآخر فارغ لئلا يفوته النصر" والنفاخ هو من ينفخ على الطعام الحامي وهذه عادة عيرمحببه ولامحترمه وهو يريد حماية كل اللحم الموجود على المنسف عن المؤآكلين " ولقد سمعنا بالمجنح وهو الذي يزاحم شركائه بأكتافه
حتى ينكشف له المكان الذي يجلس فيه فلا يشق عليه ألأكل " وكثيراً من المحترفين يتعاملون مع الصحون كحجارة الشطرنج وهؤلاء بارعين في تنقيل ألصحون ويبدلون الفارغ بالمترع " واما المهندس فهو المنظر والعبقري والمبتكر وهو الذي يصدر تعليماته لصاحب الوليمة عند إفراغ الطعام بمناسفها وأثناء توزيعها – ضع هذا المنسف هناك وهذا هناك وعندما يلاحظ أحدها وفير اللحم فيقول – ضع هذا هاهنا وبذلك يكون قد حصل على ألغنيمه المرتجاة " وأما المتمني فهو الذي عندما تصطف المناسف يقول – ليتني اغزوها لوحدي ومن دون شركاء وهذا النوع من الناس من هو بيننا ونوصفه
غالباً بأللئيممممم " أما ألفضولي وهو الذي يحضر من دون دعوة من احد وهذا الشخص يقوم بوعظ صاحب ألوليمة بقوله بعدما تنهك أنياعه وتحتشي خواصره – يقول إذا بقي من ألطعام شيئاً فاطعم الناس فإن بعظهم لم يأكل ..!! ؛ أموراً كثيرة يعمل بها البعض رغم معرفتهم بأن بعض هذه السلوكيات والعادات السيئه فيها من العيب وقلة ألأدب ؛ ولكن سكوت الناس وعدم التعامل مع هؤلاء بجديه لهو تشجيع لهم " اقد سمعنا بأن العرب لم تكن تسمح لمثل كل هؤلاء بممارسة عاداتهم السيئة أثناء الشروع بالأكل ؛ وكان إذا ما
أحدهم تعدى حدود المعقول كان هناك من ينبهه ثم يمنعه ويوبخه وربما يتخذ بحقه إجراءً أمام الجميع – كغل كفه بوسط المنسف العالي الحراره ؛ هنا يجب أن يكون ألمرء ألمدعو أديباً أثناء الأكل ومؤدباً من ألاصل وعليه أن يعرف بأن من لايشبع في بيته لايشبع على ولائم الناس ..
ساحة النقاش