صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

 

عندما يثمل المرء يتصرف كما يوحي له عقله ؛ وليس الثمل بالخمر وحده يثمل ألإنسان هناك أمورا تدعه في منتهى الثمالة ومن دون أن يدري فهو يتصرف بلا عقل كشارب الخمر" قصة عبقري سومي جرت أحداثها في ستينيات القرن الماضي ولم يدون أحداً من كتاب دار الندوة تلك ألابتكار لأنه لم يعرف عنه وعن ذلك العبقري المخترع ؛ لقد كانت الناس في سوم وقرى المحيط تهتم بزراعة أشجار العنب ألأسود والأبيض والزيتي والبلدي وباقي ألأنواع ؛ لقد قام ذلك العبقري المرحوم بفك ( خابية الماء ) المثبتة بباب بيت العائلة ثم حفر مكان في ألأرض يكفي لاستيعابها ؛ وقام بقطف قطوف العنب

ألمعلقه بشجرة العنب التي في ساحة المنزل وقام بتنضيفها من العيدان وهرس حباتها وتصفيتها من البذور والقشور ثم دلقها بالزق ؛ لم تكفي الكميه لقد استعان بالصبية ليجلبوا له العنب من شتى ألأصول والمنابت ليكمل تعبئة الدن مقابل البخشيش ؛ وبالفعل تم كل شيء بسهوله ؛ لقد قام بعد تعبئة الدن بإغلاقه بمادة الطين بإحكام شديد ودفنه جيداً وتركه لأكثر من ثلاثة أشهر؛ ثم قام بعد ذلك بالكشف عن الدن ثم فتحه وإذا برائحة الحمرة تفوح منه ؛ فملأ – دورقه – ولاذ بها جانباً وبدأ بألإستمتاع بتذوق خمرته أللذيذه ؛ لقد كان لذلك الرجل مزاجاً فريداً ويحب ان يأكل ويشرب ألأشياء ألتي من صنع يده وليس

من مال الشعب ؛ لقد دارت الحمرة برأسه ثم دبت إلى مفاصله ثم أذهبت عقله وخرج يستعرض المارة في الشارع ويتكلم بخليط من اللغات التي لا نفهمها ؛ ولقد تصادف العبقري مع أحد أبناء عمومته الذي تفاجأ بابن عمه المترنح الفاقد التوازن ولكنه لا يعرف الخمر ولا يدري عن مفاعيلها ؛ فقال لقريبه الثمل : أتعرفني من أنا فقال : نعم أنت ابن ابو بجاما ؟ وصار يغني ويدور حول نفسه " دارنا مش دارنا ..!! لقد تولد شعور لدى ابن عمه بأن ألرجل قد ذهب عقله ؛ فاستعان ببعض ألمتواجدين وقام بإرساله للمستشفى ؛ وعندما حضر الطبيب الذي كان ثملاً هو ألآخر وقام بالكشف على وضع العبقري

فوجده منتفخاً خمره وبدأت الضحكات تتعالى  والنكات تتوالى وقريبه مذهولاً لا يعرف ما لذي يجري ؛ فترجل سائلاً الطبيب عن مشكلة قريبه ؛ فضحك الطبيب وقال – لا تخاف " قريبك شارب سطلية عرق بلدي معتق " ثم تبهدل الرجل على منجزاته واختراعاته وأخذ عبرة من ذلك الموقف ثم أقلع عن الخمر وكسر الدن ؛ دعونا نتكلم بصراحه ؛ إن دولتنا لم تتعض ولم تأخذ عبرة منذ عام 1948 – و 1967فلقد استغلت البلد كما أستغل العبقري خابية المنزل وبدأت تستقبل قطوف اللاجئين من فلسطين وتدك بهم بالبلد ؛ لقد تقبلت الناس الوضع لأن لاخيار أمام الفلسطينيين إلا ألأردن ؛ ثم قامت

باستقبال لاجئي عام 1967 – لقد تقبلنا ألأمر ولم يعترض أحداً ؛ إن الدولة تعلم بأن الذين وفدوا من فلسطين تساوى عددهم مع أعداد ألمواطنين ألأردنيين ؛ وهذا يكفي لأن موارد البلد المائية والزراعية لا تكفي أكثر من تلك ألأعداد ؛ كما أن ألوظائف وفرص العمل أصبحت تمنح بالتساوي وتسبب ذلك في إفراز شريحة واسعة من العاطلين عن العمل ؛ ألخلاصه لقد تكيف المواطن ألأردني والفلسطيني مع بعضهما وتعايشا وتصاهرا ؛ ولكن لم تتعض الدولة أيضاً فلقد حدثت حرب الكويت الذي أجبرت مئات ألألوف بالتفكير بالهجرة عندما يتهيأ لهم البلد الذي سيستقبلهم ؛ وما كان من دولتنا إلا

ونادت – يا جيعان العيش شرف على مضاربنا؛ لقد توافدت مئات ألألوف للأردن ملبية نداء طعام العيش ألذي لم يجد ما يأكله بل يأكل من نتاج وتعب غيره ؛ ثم قامت حرب الخليج الثانية منذ أكثر من عشر سنوات حيث وفد للبلد مليون عراقي وكلنا نعرف بأن ألعراقيين يفتقرون لخفة الضل ؛ فلقد انتهت الحرب ولم يعودوا لأنهم قدموا ليتوطنوا واشتروا ألأرض ودشنوا المحال والمصانع واستولوا على كل شقق عمان والزرقاء وأصبحوا يتحكمون بالسوق بشكل متكامل ومنظم ومنسق ومدروس ؛ ثم أقاموا الحسينيات وصاروا ينادون في سحاب – كربلاء الجديده - والزرقاء – لبيك يا حسين –

ولم تتنبه دولتنا ولم تتعض ؛ نحن اليوم نواجه أكبر مشكلة في تاريخ ألأردن ؛ وتتمثل تلك ألمشكله بوفود ما يقارب 750 ألف مهاجر سوري منهم – الشبيح ومنهم المهرب ومنهم تاجر المخدرات ومنهم بائع السلاح والقواد والحرامي وصاحب السوابق وكل أنواع حثالة البشر الذي كانت تطمح للتوطين في ألأردن واتخذت ذريعة ما يجري بسوريا للوفود للأردن كلاجئين وهم في الحقيقة جاءوا ليتوطنوا ويستولوا على قطاع العمالة والاقتصاد في ألأردن والإجهاز على وضع المواطن والعامل والتاجر وصاحب المصلحة الأردنيين ؛ إن العام الحالي سيكون من أصعب الأعوام على المواطن

ألأردني من حيث مياه الشرب  والمواد الاستهلاكيه وستنظرون ..!! كما ويتوقع أن يصل سعر طبق البيض إلى – 10 – دنانير- لقد إجتمعت صدفة بأحد ألمسئولين في مخيم الزعتري وزودني ببعض المعلومات ومنها ؛ بأن ألسوريين يبيعون كل المساعدات ألمقدمه لهم من الدول ألمانحه في ألأسواق ألأردنيه من بطانيات وسلع غذائيه ؛ كما وأن ألخضار والبيض والدجاج الذي يأتي للمخيم يكفي أربد والزرقاء مجتمعتين ؛ كما وأن الدعارة وألإتجار بالنساء والمخدرات تجري على قدم وساق ؛ كما وأن هؤلاء أصبحوا عبئاً على ألدوله والأمن ألعام والجمارك ويقومون بتكسير كل شيء يصادفهم أثناء

تظاهراتهم ويغلقون الشوارع ويشتمون أكبر رأس في ألبلد علانية ؛ نحن اليوم نتعامل مع رقم أل – 750 ألف وتقول التقارير بأن عدد ألسوريين الذين سيهرعون لمضارب – حاتم الطائي – سيصل لل- 2 – مليون شخص ؛ وهذا الرقم مهول وسيترتب عليه دمار شامل لوضع المواطن ألأردني من حيث الماء والكهرباء والمواد الإستهلاكيه التي لم تعد الدولة تحدد أسعارها وتركت أمرها  للعرض والطلب ؛ كما أن أحلام شبابنا الذي يطمحون لتأجير

شقة ليستتروا بها بدأت تتلاشى وأصبح سعر إيجارها يداول – بالين الياباني لأن ألإخوة ألسوريين الذين يغنون ( سنرجع خبرني العندليب ) لن يرجعوا ولو أنفجر العندليب مناداة ؛ فحيثما تواجدت تجد متسولة سورية تتحدث – بداوي – ومتسول يتحدث كردي – وسن سكريتي ؛ لقد غصت شوارع البلد بالعراقيين والسوريين والشيعة والأكراد والأقباط وكل هؤلاء يبحثون عن شقق للإيجار وأصبح المواطن ألأردني يغني القدود ألأردنيه – دارنا مش دارنا ..............

 

 

 

 

المصدر: كتبه " نظمي محمد القواسمه ...
nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 65 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2013 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

212,435

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏