(وبهم مايبكي العيون قليله ولوتروهم دائماً ايتبسمون) ..
---------------------------------------------------
ليس في كل وهلة وأوان - تتهيأ صنائع ألإحسان
فإذا أمكنت فبادر إليها - حذراُ من تعذر ألإمكان ...
وبهم مايبكي العيون قليله ولوتروهم كنت دائماً يتبسمون ..هكذا واقع المواطننين الأردنيين الفقراء ؛ من شاهد تلك العائلة ألأردنيه ورأى وضعها المعيشي المؤلم لابد وأن تدمع عيناه هذا إذا كانت لديه ذرة من ألإيمان ؛ لقد أجرت مراسلة – سكاي نيوز مقابله مع أفراد أسرة أردنيه وصورت لنا واقع حال هذه ألأسره ؛ رب ألأسرة رجل ستيني يسكن في ما يشبه ألبراكيه وحيط به كوكبة بريئة من ألأطفال والصبية والبنات ما يتعدون أصابع أليد متوسدين بعضهم وكأنها تحاصرهم منجنيقات الضلمه الجبابره وأصفاد القهروترادف المنخفضات التي لاترحم ويتغذون على مائدة لا إله إلا ألله وعيونهم شاخصة تشحذ الصدقه وتعزعليها ؛ كما وتبدو على وجه أبيهم وأمهم علامات الإجهاد والنكد والبؤس بسبب قلة الحيلة وإنعدام ألآمال وهذه العائله إنموذج للكثير من العائلات التي سحقتها عجلات الزمن وخلفتها طريحة لتكابد الحرمان الذي استفرد بها وتجاوزها بعدما حطمها وجعلها كتماثيل بشريه مهمشمه ؛ لقد سألته ألمراسلة عن دخل الأسره الشهري فأجاب بأن دخلها لا يزيد عن مائة دينار يلملمها من خلال
تجواله المضني في الشوارع والحارات باحثاً عن ما هو ينفع للبيع بينما تصل رواتب بعض متقاعدي الضمان ألإجتماعي إلى - 13- ألف دينار؛ وقال بأنه لا يملك ثمن أسطوانة الغاز ولم تكن لدى أسرته سوى دفاية أثرية تعمل على اوراق الجرائد والكتب والكنادر الباليه مضيفة لهم من ألأمراض فوق ما هم فيه من علل وأسقام ؛ فسألته المراسلة – من أين يأكل أفراد أسرتك ولا أرى ببيتك ثلاجة او مكان معيشه " فقال كما سمعته : والله يا عمو ما بنعرف طعم اللحم ولاذقناه من سنتين ومعظم غذائنا لايتجاوز الخبز والشاي والبندوره ؛ أسألكم بالله يا اؤلي ألألباب والقلوب الرحيمة أليس هناك من جيران لمثل هذه ألأسره ألتي بثت صور أفرادها عدسة المحطه وشاهدها القاصي والداني وألتي تتدفأ على الكنادر وتعتاش على مخلفات بسطات الخضار ...
لنوائب الدنيا خبأتك فانتبه - يانائماً من جملة النوام
أعلى السراط تزيل لوعة كربتي - أم في المعاد تجود بالأنعام ..
؛ أليس من حقهم أن يأكلوا أسوة بباقي ألأسر ليعيشوا كغيرهم من البشر ؛ إن ما يلقى بحاويات القمامة من مخلفات ألشرهين الفاسدين فاقدي المرؤئآت يكفي لسد حاجات كل الأسر ألأردنيه التي باتت في حكم الهالكة وهذه ألأسر أصبحت تُعاقب حتى من الطبيعه والظروف القاسيه ولم يعد أحد لينتبه لشأنها وكأنها أتت بذنب اسمه - العدم ؛ إن قرار رفع ألمحروقات والسلع ألإستهلاكيه تسبب في شطر المجتمع ألأردني لنصفين – ألأول كامل الدسم التي تجاوزت وجباتها مصطلح المناسف بالجميد الكركي والبروستد بالمايونيزلترتقي لوجبات السمك البحري والطحالب الغنيه بالبروتينات والكافيار– والآخرفاقد الدسم بل ويعاني من سوء التغذيه وفقر الدم والروماتيزم نتيجة البرد الكالح الضالم الذي يدعه يتمنى لو تطيب له جهنم في مثل هذه ألأيام " أسئلة
كثيرة تضع العقل بالكف .. هل ألمبلغ التي قدمته ألدوله كاف لسد ماخلفه قرار رفع السلع من آثار كارثيه على نصف مجتمعنا وأسرنا التي طحنتها كلاكل ألأعوام وبرتها طوارق ألأيام " وقال من قائل ...
ولا ترهبن الفقر ماعشت في غد - لكل غد رزق من الله وارد
ولماذا قدمت الدعم للذين تصل مدا خيلهم ل – 15 – ألف دولار؛ فهل هذه الشريحة بحاجة هذا الدعم الذي لايسمن ولايغني من جوع نسبة لمداخيلها ؛ هناك أسر أردنيه لديها أكثر من ابن في السلك العسكري ولقد حصل هؤلاء العسكريين على الدعم منفردين كما وحصلت أسرهم على الدعم أيضاً ؛ إن اللذين درسوا موضوع تقديم الدعم لم يتوخوا ماتسمى بالنزاهه والإنصاف ؛ لأن كان ألأجدر بهم تقديم دعم مضاعف لهذه ألأسر التي لاتصل مدا خيلها لألف دينار سنوياً ؛ وكنا كلنا نتوقع بأن الدولة ستضاعف الضرائب على أصحاب الثروات والأرصده لتوضيفها في دعم ألاسرالمستجيرة بالنارو تعاني ضنك العيش والعوز والفقر المدقع ومؤسسات وصناديق دعم الفقراء ....
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله - عوضاً ولونال الغنى بسؤاله
وإذا السؤال مع النوال وزنته - رجح السؤال وخف كل نوال
نحن ألآن أمام مشكلة مجتمعيه قاهره سببتها لنا ألدوله نتيجة تخبطها بإتخاذ القرارات الغير صائبه وكنا قبلنا بقراراتها في سبيل الحفاظ على اقتصاد البلد وديمومة سير عجلته التي أوشكت على التفرمل ؛ ولكننا وجدنا أنفسنا نبكي ونعتصر ألماً على أوضاع تلك ألأسر التي تمت إحالة أمرها للقدر وأهل الخير والمنفقين في سبيل الله إن وجدوا -
فواكبدي لقد أنضج الفقر نصف نصفنا - ونصف على نار التسول ينضج ..
أن ألمواطن ألأردني لا يقبل بأن يصبح متسولاً ولو مات جوعاً ؛ كما أن هناك أسر تعتبر ألصدقة نوع من المنة وربما شماتة أو إنتقاص من شرفها وكرامتها ؛ ولكن هناك طرق وأساليب عدة لإقناعها على تقبل ما يقدمه أهل الخيروالفلاح بأن ليس بذلك من منقصه بل هي وصاية رسول الله - ص - بالفقراء ؛ أيها ألإخوه عندما نخرج للسوق وندقق ونمعن النظر نرى الكثيرين من الرجال والنساء الذين نراهم تدفع بهم رياح الفقر شملة ويمنه كسعف النخيل الخاويه المجرده يحدثون أنفسهم ويتمتمون بلغات وآهات تنهل منها الحسرات ويهمسون ولاندري بماذا يهمسون ؛ ولكن يستطيع الإنسان أللبيب معرفه ألسبب من خلال ماتبديه ملامح وجوههم ألذي إجتاحتها الشيخوخه وأجسامهم الذي إعتراها الوهن ونال منها الإحباط مانال وأياديهم المغلوله بجيوبهم وعيونهم هي التي تتسول ألأشياء وقلوبهم التي تبكي بصمت وهؤلاء هم المٌبتلون من بنو الدنيا ..
بلوت بني الدنيا فلم أرى فيهم - سوى من غدى والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارما - قطعت رجائي منهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفاً في طريقه - ولا ذا يراني قاعداً عند بابه
غني بلا مال عن الناس كله - وليس الغنى إلا عن الشيئ لا به
إذا ضالماً يتحسس ألضلم مذهب - ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الليالي فإنها - ستبدي له ما لم يكن في حسابه ...
.............................
أيها ألإخوه إن هؤلاء المواطنين لم يعودوا خطيئة الدوله تحديداً بل خطيئتنا جميعا ومسؤولين منا ومن واجبهم علينا مساعدتهم ولو باليسيرومن الضروري وضع صناديق في مساجد سوم وغيرها ربما هناك من يحتاجون للمساعده وأهل الخيرلن يبخلوا بالتبرع فالفقراء إخوتنا في الله حيثما وجدوا وهذا ألأمر مناط بألأخ الدكتور- معين الشناق الرجل الطيب -وهؤلاء وهم الذين غالباً ما نراهم يبتسمون رغم جراحاتهم ورغم ما يخفونه بدواخلهم مما يبكي العيون قليله ولو ترونهم يتبسمون ...
ساحة النقاش