صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

 

 

لقد أصبحنا نسمع من كلام نابئ منحط في شوارعنا وفي بيوتنا بحيث أصبحت شريحة واسعة من صبيتنا وشبابنا تتداوله هنا وهناك ؛ ولكن نحن وعندما نسمع بمثل هذه المصطلحات الرخيص سرعان ما ندعي بأن شباب مجتمعاتنا العربية  قد استوردوها من المجتمعات الغربية ؛ ليست مثل هذه الكلمات القبيحة بجديدة على مجتمعنا ولهجتنا ؛ ولم نكن قد قمنا باستيرادها من ثقافات  المجتمعات الغربية  بل نحن اللذين صدرناها لتلك المجتمعات ؛

لقد أستعمر العرب أسبانيا وكانوا يستخدمون مثل هذه المصطلحات شائعة بين


المجتمع ألإسباني ؛ ولقد كانت تتداول في بعض الأوساط في مجتمعاتنا كتعبير منها على واقعها ألاجتماعي والسياسي بسبب غياب الديمقراطية وحرية التعبير؛ غير أن هذه المصطلحات بقيت منفتحة وليست منقحة من أي كلام نابئ وغير أخلاقي ؛ ولم تكن لتنتشر على نطاق واسع ولم تدم طويلاً أصلاً بسبب عدم وجود الآيفون ولبلاك بيري والفيس بوك وباقي أشكال

ألاتصالات كما في أيامنا هذه ؛ وغالباً ما كانت تنتهي بنهاية الغاية ؛ أما في


عصرنا لم لم نعد في حاجة للخفي وراء كلمات دخيلة أو غريبة يصعب علينا تفسير فحواها بسبب التطور والعولمه ؛ ولكننا وفي هذا العصر الذي نعيشه أصبحنا نعي مقولة – اختلاط الحابل بالنابل – ولم تعد تلك المصطلحات تصدر للعب ثم للتسلية ؛ بل أصبحنا نسمع كلمات قذرة ومنحطة يتداولها شبابنا الواعد وصبيتنا المخضرمين أثناء طوشاتهم وصرعاتهم كتعبير لقوتهم وبطشهم وإبراز عضلاتهم والتي غالبا ما تدور رحاها في شوارعنا وساحاتنا


ألعامه ؛ ولم تقتصر المشكلة على ذلك بل تعدتها للأسوأ بحيث أصبحنا نتداو لها في حواراتنا وجلساتنا ؛ أما إذا نظرنا للموضوع بواقعيه نجد أن انتشار مثل هذه المصطلحات ألهجينه النابية هي نتيجة للتغيير الذي غزى مجتمعنا كالتفكك ألأسري وانعدام ألرقابه من قبل اؤلي ألأمر حتى لم تعد هناك رقابه أسريه وإن وجدت تكاد تكون كقوانيننا – يتمط – إن شبابنا يتشابهون مع نصرائهم ألأجانب من حيث لبس الجينز ألممزق عند الركب والمؤخرات وأصبحنا نشاهد ملابس الشباب الداخلية عياناً علاوة على إبراز نصف الظهر


وهذا منتشر بين ألشباب والشابات كما وصرنا نلاحظ السلاسل مدلاة في أعناق شبابنا وشاباتنا متحفة برموز شيطانيه وغداً سنرى شباننا يعلقون الحلق بإحدى آذانهم أسوة بالشباب اليهودي وأفراد قطعان البتلز والساموا وهذا عهدنا بهم – التطور المستمر – أيا ألإخوه نحن لسنا نائمون نحن نتابع  الفضائيات ولكننا لم نسمع الشباب الأجنبي يستخدمون مثل ما تستخدمه نخب شبابنا من مصطلحات ساقطة ورخيصة ؛ ولكن وعندما تضطرهم الأمور لقول مثل هذه الكلمات فلا تتعدى شتائمهم لبعضهم – أنت غبي – أوأنت


متخلف – ولم يوصفوا يعظهم بالحمير لأنهم يحترمون الحمير؛ إن مشكلتنا تكمن في اختراع شبابنا لتلك الكلمات الهابطة والتي لم تأتهم من شطر مجتمع شبابي غربي بل من شطر أنفسهم وهؤلاء هم من اخترعوا عادة – شم الآغوا والجوارب – وهم من يشتمون أخواتهم وأمهاتهم وزوجاتهم ويشهرون بأي كان حتى يشتمون خالقهم  وأنبيائهم  جهراً جهارا وأصبحنا بأمرهم حيارى ..

نخشى على مجتمعنا من الفساد الشامل العام والمتكامل لأن بوادر اضمحلال ألأخلاق وتضاءل مصطلح ألإيمان والخلق الكريم باتت في ألأفق ..

 

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 123 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2013 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

195,129

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏