----------------
لقد زارني أحد جيراني زيارة غير متوقعه ليلة أمس وكانت ملامح القهر والحنق تبين من خلال ملامح وجهه البشوش كما عهدت ؛ فرحبت به وهيأت له ألمجلس المناسب وفرغت نفسي لأنظر في أمره وأسأله عن سبب زيارته المفاجأة أو ربما يكون لديه مطلب يريد أن أقضيه له ؛ ولكن الرجل بقي صامتاً ولم يطلب شيئاً ؛ فبادرته بسؤالي قائلاً : لم أتوقع زيارتك المفاجأة يا أبا فلان فهل لك مطلب أو أن هناك مشكلة دفعتك لزيارتي فقال : والله يا
جاري العزيز أنت تعرف بأني رجل ليست لدي وظيفة ترقدني بدخل يدعني قادراً على شراء جالون كاز لاستخدامه في دفاية بيتي الوحيدة بهذه ألأيام القاسية ألبروده وأن أفراد عائلتي يستعينون ببطانياتهم للتغلب على مشكلة البرد بأقل ألتكاليف فاهمني الرجل بأنه هرب من بيته بسبب إحراج البعض ؛ ولكن هناك بعض ألأصدقاء والأقرباء لا يفارقونا ليل نهار ويستلزم وجودهم في بيتي تشغيل تلك الدفايه اليتيمة وشراء مادة الكاز ولو بالدين " لا أريد أن
أطيل وسأدخل بالتفاصيل وبلهجتي ألفلاحيه السوميه ؛ غالباً وفي فصل الشتاء تكثر التعاليل كما أن هناك العديد من الهوايات تمارسها الناس كلعب الصينية وورق الشدة وما شابه وهذه الممارسات غالبا ما يمارسها أفراد الشريحة البسيطة من الناس ليومنا هذا ؛ أيها ألإخوة لم تعد الناس في بحبوحة من أمرها من الناحية ألماديه كما كانت سابقاً ؛ هناك اسر لأتملك ثمن جالون الكاز لتقوم بتدفئتك ؛ كما ليست لديها ألإمكانيات لتشتري لك القهوة والفواكه
والحلويات والتسالي ؛ إن ما أريد قوله هو أن بعض ألأسر الطيبة والتي غالباً ما تتوافد عليها السهيره ولعيبة ألشده والصينية لم تعد قادرة على استقبال ألضيوف واللعيبه والسهيره الذين تمتد سهراتهم للفجر أحياناً بهذه ألأيام حصرا ؛ ولم تعد ربة البيت تستطيع ألبقاء في ألمطبخ لساعات وهي تحظر القهوة والشاي باقي المتطلبات وعليك أن تعرف بأنها بشركما ولديها مشاغلها
التي لا تنتهي نهاراً ؛ لذا فيتوجب عليك يا سيدي الكريم أن تقنن من تعاليلك وممارسة هواياتك بهذه ألأيام في بيوت ألآخرين وثق تماماً بأنهم يرحبون بك وجاهة ويقولون في قلوبهم – لا أهلا ولا سهلاً .....
أيارب أن البرد أصبح كالحاً ** وأنت بحالي يا إلهي أعلم
فإن كنت يوماً في جهنم مدخلي ** ففي مثل هذا أليوم طابت جهنم ..
هذا هو حال الناس ..
ساحة النقاش