لقد كانت آذاننا صاغية وكنا نشعر بفرحة عارمة عندما منا نسمع أحد الختياريه يسرد لنا من سوا ليف زمان أثناء صبانا ؛ منا من لا يزال يتذكر ويحفظ بعض ما سمع ومنا نسي لسبب أو آخر ربما تكون ألذاكرة البشرية هي المسؤوله عن ذلك ؛ لقد كنت في أحد ألليالي الماطرة الشديدة البرودة وأذكر كنا في نهاية عام 1958 – لقد رجونا جدتي المرحومة بأن تحدثنا أحدى سوالفها التي نعشقها وبدأت بسرد هذه ألسولافه ؛ لقد كان أحد ألفئران يعاني المرض والجوع وكان يبين ذلك على ملامح شكله فكان شعره قليل ضامر الحشى يتعثر بخطاه وكان
كل من يشاهده يطرده بالمكنسة ؛ فقرر المغادرة على أمل أن يجد رزقه بمكان آخر؛ لقد أفلح في الوصول لأحدى مقاثي القرع ؛ ولكن كان صاحب المقثاة قد قطف ثمار المزرعة بحيث بقي في أرجائها بعض الحبات الغير صالحة للاستهلاك الآدمي ؛ فبدأ يفكر كيف سيدخل جوف أحدى حبات القرع ليسد من جوعه وضماه فقام بتفقد كل ألحبات ليجد أحداها مثقوبة من جانبها بحيث يستطيع هذا ألفأر ألولوج في ألقرعه ؛ ولكنه لم يستطع لكون ألثقب لا يستوعب دخول جسد ألفأر فقرر ألمبيت بجانبها لحين نحول جسمه وتمكنه من الدخول وبالفعل
أمضى بعض ألوقت وحاول ثانية وفاز بالدخول للوزارة – عفواُ ألقرعه ؛ لقد كان في منتهى الشراهة كيف وأحشاءه تتصارع ؛ لقد أكل ما لم يأكله خلال شهر وبعد تلك الوليمة بدأ يتثاءب استعدادا لنومه هادئة بعد عناء طويل مع الجوع والقلة ؛ وبعد أن صحي من نومه هرع للأكل مجدداً وقد أمضى أياماً طوالاً وهو يأكل وينام حتى أتي على كل أللب ولم يستثني البذور؛ هنا لقد أصبح في مأزق ..!! لقد تكور جسمه وأصبح وزنه أضعاف عما كان قبل دخوله مالية ألقرعه التي تركها كوعاء نحاسي فارغ ولم يبقى ما يأكله ؛ فقرر الخروج من ألقرعه ليفلت بصحته وعضلاته ولكن لم يستطع الخروج من تلك الثقب ؛ وبدأ يتساءل
ما لحل وكيف السبيل للخروج ؛ فأدرك بأن يتوجب عليه التخفيف من وزنه ليستطع الخروج ولكن ومن جراء حرارة الشمس ونضوب القرعة من الماء التي يحتويه لبها الذي ألتهمه الفأر ألمتخلف تسببت تلك الحرارة بجفاف الثقب وتضييقه ؛ لقد أصيب ألفأر بتصلب شرايين واضطراب بعقله وتراجع في صحته وهو يحاول الخروج ولم يفلح إلا بعد ما أصبح جسمه أنحل من ذي قبل وتمكن من الخروج بقوى مهدودة وفشل ذريع ؛ إن أللذين ووظفوا بالدوائر والمؤسسات والذين كانوا يعانون الفقر والقلة قبل ولوجهم بتلك الدوائر والمؤسسات والذين كانوا يركبون باص ألأجره ويستعيرون ألبدل من ألأصحاب
والذين لم يكونوا يمتلكون أجور الطريق ثم تحولوا لأصحاب أرصدة ومناصب وخدم وحشم وهم الذين دخلوا تلك ألمكاتب بأجسام هزيلة ومعظمهم بالواسطة لابد وأن يقعوا ويجدوا كما وجد ذلك ألفأر؛ إن ألشعب الذي يعاني اليوم ما يعانيه جراء عبث فئران المكاتب والمؤسسات والدوائر الحكومية وبطشهم وشراهتهم لن تهدأ له شكيمة وسيضل يطالب بمقاصصة هؤلاء وملاحقتهم لحتى يلجوا مرغمين في ( قرعة الذهبي )..........
ولكن سوف نحذرهم بأن هناك مقولة مؤكده وهي أن الفأر عندما يضنيه الجوع يقوم - بقضم ذيله ليأكله - فادخروا ذيولكم للنوائب ......
ساحة النقاش