إن الله عز وجل أمر بالعدل وعلم سبحانه انه ليس كل ألناس تصلح لتكون عادله ؛ بل تطلب ألإحسان والإحسان فوق العدل حيث قوله سبحانه .(عن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القٌربى) ولو وسع الخلائق العدل ما قرن الله تعالى في الأرض الذي يؤخذ به للضعيف من القوي وصاحب الحق من صاحب الباطل " إن عدل الملك يوجب محبته وجوره  يوجب الافتراق عنه وأفضل ألأزمنة

ثواباً هي أيام العدل ؛ وروي عن النبي (ص)( لعمل ألغمام العادل ساعة خير من عبادة سبعين سنه)( وعن النبي – ص – أنه قال ثلاثة لأترد دعوتهم – ألإمام ألعادل – والصائم حتى يفطر- ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ؛ ومن كلام كسرى – لاملك إلا بالجند – ولا جند إلا بالمال – ولا مال إلا بالبلاد – ولا بلاد إلا بالرعايا – ولا رعايا إلا بالعدل ؛

حتى متى لا نرى عدلاً نٌسربه ** ولا نرى لولاة الحق أعوانا

متمسكين   بحق   قائمين   له **   إذا تلون أهل ألجور ألوانا

يا للرجال   لداء لا  دواء  له ** وفائدة ذي عمى يقتاد عميانا...

قصص كثيرة وردت في كتب التاريخ عن عدل بعض الحكام وجور بعظهم ؛ وكلكم تعرفون بأن عمر بن الخطاب كان عادلاً بامتياز ؛ وكان عمر بن عبد العزيز عادلاً وكانت الناس تلمس العدل بكل مكان تتعامل به مع القضاة والولاة ؛ ومنهم الولاة الذين نوصفهم بالحكام الجائرين الذين لا يعرفون الرحمة والعدل ؛ فكان الحجاج بن يوسف علماً من أعلام الجور والظلم ؛ ولكن لو لرجعنا للتاريخ

وللمنطق سنجد الرجل مظلوماً بل ومجنياً عليه ؛ لقد كان الحجاج أحد قادة جيوش عبد الملك ؛ وكان عبد الملك يعرف الحجاج جيداً بل ويخبره ؛ ولكن أمير المؤمنين عندما عجم كنانته وطلب منهم أن يذهب أحدهم ليحكم ألعراق ؛ وقال إن ألعراق إملولح ماءه  وتزعزع أمنه وأشار للكثير مما تفعله الناس في المساجد وكانت كبار ألناس تلبس الديباج والخز وتتباهي بشخصياتها وتحقر أميرها وتحصب أئمة المساجد ؛

علاوة على حراكات الخوارج ؛ ولقد رفضوا جميعاً الذهاب للعراق مما حدي بالحجاج ليقف قائلاً؛ أنا الحجاج بن يوسف مستعمل السيوف

وقاصم ألظلمه وهدد وتوعد أهل العراق ؛ فرفضه عبد ألملك ؛ ثم أعاد عبد الملك على كنانته فلم يقبل أحداً مما أضطره للقول للحجاج – أنت صاحبها – وكان يعلم بطش الحجاج مسبقاً إلا أن عبد الملك يريد أميراً للعراق ذي بأس وسطوه ؛ ثم أمر له بما يريد من مال ورجال ؛ وذهب الحجاج وكان من أمره ما كان ؛ لم يكن ألحجاج إلا موظفاً لدى عبد الملك ويتلقى ألأوامر ثم ينفذ؛ شأنه كشأن أي قائد

فرقه في الجيوش ألمعاصره ؛ وعندما توفي عبد الملك دفنوه بجانب أخيه وتاركين فسحة بين القبرين ؛ وكان الحجاج على رأس المشيعين ؛ فقال له هشام بن عبد الملك ؛ هاهنا قبر عمي ؛ وهاهو قبر أبي ؛ فأين ستكون يا حجاج فقال : بين أبيك وعمك _ فغضب هشام فقال له الحجاج ؛ والله لم أقطع رأساً ولم أسجن بشراً إلا بأمر عمك وأبيك ؛ نحن لم نطلب من زعمائنا أن يكونوا كما كان عمر بن الخطاب من حيث العدل ؛

فلو كان هناك عدلاً لما وصلت الناس لمرحلة أليأس ؛  هناك من يقتطعون – 45 % من عائدات شعوبهم لجيوبهم ؛ وهناك من نفضوا خزن أموال شعوبهم وأودعوها با لبنوك ألا جنبيه لينعم بها ألأجانب ؛ ما لذي فعله الحجاج مقارنة بالمالكي الذي يعدم ألناس بالعشرات وعلى مدار الساعة ؛ وهل ما يفعله بشار ألأسد يقارن بما فعله الحجاج ؛ وهل الحجاج دمر بيوت أهل العراق على ساكنيها ببراميل المتفجرات ؛ وهل جند

ألحجاج اغتصبوا بنات ألعراق بالجملة والمرفوع عنهن القلم وأمام أهليهن ؛ إن ما فعله بعض زعمائنا ألميتين منهم والذين على الطريق لم يفعله بنا المغول والتتر واليهود ؛ لم يعد للعدل من مكان والظلم طغى وعم الفساد ؛ لقد قال جلالة ملكنا منذ بدء الثورة ألسوريه _ لو أنني كنت مكان بشار ألأسد لتركت الحكم ولن أقتل أحدا من أبناء بلدي ؛ لم يكن جلالته عمر بن الخطاب ولكنه من أصل طيب ومنشأ محترم ؛ وكلنا سمعناه يقول – أنا لست متمسكاً بالحكم ولا أريده ؛ لقد بدأ يشعر بالملل والإرهاق وكل ذلك بسبب عدم

عمل بعض أفراد ألبطانة ألغير صالحه وتخليهم عن ضمائرهم ولقد وصفهم بمحترفي الشد العكسي والذين يضعون العصي في عجلة ألاقتصاد وتقدم ألفرد ألأردني وتطوير مرافقه الحياتية ؛ كل شعوب العالم تطالب حكامها بمجالس نيابيه وبرلمانيه لتقف على مشاكلها وتطالب لها بحقوقها والملك نفسه يدعو لذلك إلا أن البعض لايعجبهم العجب ولا الصيام برجب  ....