هناك من كانوا يقولون الشعر بالمتعلم والمتأدب والعالم ولمتدين والفاشل والزنديق وكانوا يهجون ويمدحون كل أنواع البشرويذكرون أفعالهم وعاداتهم وسلوكياتهم ولا يستثنون بخيلاً ولاكريماً غلا وذكروه بأشعارهم ؛ وهناك من الشعراء من هجى أمه وأبوه وحتى عندما لم يجد أحداص ليهجوه فكان يهجي نفسه مثل ألحطيئه البغيض المنظر؛ لقد كان الحطيئه يهجو الناس بالاجره وقد

عاقبه عمر بن الخطاب –رضي اللهعنه عندما القاه بالبئر وتوسل إليه بأبياته المشهوره ..

ماذا فعلت بأفراخ بذي مرخ * حمر الحواصل لاماء ولاشجر..

؛ لقد رق قلب أمير المؤمنين وقام بالعفةعنه شرط ان يغادر المنطقه وغادرها لليمن ؛ وعندما وجد نفسه بين امة كالقرود لامحاظر ولامناضر قال في نفسه ..

لم أرى وجهاً حسنا  منذ دخلت اليمنا

                          فيا لشقاء بلدة اجمل مافيها أنا ..

وكان قد وقف أما ألمرآة بأحدى المرات ولم يكن بذلك اليوم قد هجى أحدا من الناس وعندما تأمل سحنته في ألمرآة قال ..

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما

               أما بسوء ولا أدري لمن انا قائله

أرى فيك وجهاً قبح الله خلقه

                     فقبح من وجه وقبح حامله ..

عن ارجل كان منصفاً بحق نفسه وهو الذي رأى تلك الوجه القبيح بالمرآه ؟؟ لم يستخدم الحطيئه اسلوب التزييف الذي يتبعه شبابنا اليوم ؛ فكثيراً من الوجوه القبيحة تخفيها الدقون المصطنعه ؛ وكثيراً من العيون الوقحه تخفيها النضارات السوداء العريضه ؛ وكثيراُ من الناس من يتصنعون في المشي واللهجات والطعوجات والعادات الباهته ولم يجدوا من يهجوهم بل ويمشوتن الخيلاء ؛ نحن

لم نعد نعرف الملتحي المتدين من الملتحي الأزعر السافل المزور؛ فالحابل ضاع في النابل ومللنا تلك المناظر؛ كلكم تعرفون ما قاله الحطيئه بحق أمه عندما هجاها ولكن ربما كان مٌحقاً لأن هناك من النساء ما يوصفن بالثرثره وكثرة الضحك وإعلاء ألأصوات ومنهن من لايدعن الكلام لرجالهن وللمتواجدين " ولقد هجى أمه بأكثر من بيت ولكن في سبيل الإختصار لن اذكرها جميعا "

تنحي واغربي عنا بعيدا

               اراح الله منك العالمينا

أغربالاً إذا إستودعتي سراُ

           وكانوناً عللاى ألمتحدثينا

حياتك ماعلمت حياة سوء

           وموتك قد يسر الصالحينا ...

 نعم لقد أسرف بهجائها بهذه الطريقه ولكنه كان أفضل بكثيرمن الذين سجلت بحقهم قضايا وفي المحاكم بتهم ألزنى بوالدته وخالته وحتى بأخواته ؛ لقد كان الحطيئه صاحب خُلق كريم قياساً مع هذه ألأمم ألفاسده والتي تبحث عن من تهجوها وتقل هيبتها وتنبذها من المجتمع عموماً . ولقد قال الحطيئة بوالده شعراً لاذعاً..

فنعم الشيخ أنت لدى المخازي

              وبئس الشيخ أنت لدى المعالي

جمعت  اللؤم  لا حياك  ربي

                  وارباب السفاهة والضلالي...

هناك من أوصلهم شعرهم للمعالي والشهره ولايزال ذكرهم كالمسك حتى في أيامنا ؛ وهناك من اوصلهم شعرهم لغياهب السجون وسراديب القلاع ومنهم من أدخله شهره الجنه ..!! كحسان غبن ثابت الذي جلس قبالة الرسول (ص) في المجلس ولم تحيد عيناه عن وجه رسول الله قط _ص_ فسأله ألرسول الكريم : مابك ياحسان انت تريد القول فقل ياحسان فقال ..

أأجمل منك لم ترى قط عيني

               وأحسن منك لم تلد النساء

خُلقت مُبرأً من كل عيب

                كانك قد خثلقت كما تشاء..

لن استطع التعليق على هذا الكلام ؛ ولكن قالوا لأبي نواس ؛ يا أبا نواس أنت ألأن شيخاً فلما لاتمدح رسول ألله شعراً قال : أمثلي من يمدح رسول ألله ثم بكى ؛ لقد عرف الناس قدر أبي نواس في نفسه ومن نفسه ولم يقبل حتى التطاول ليذكر رسول الله بشعره ؛