لقد كان هناك من الشعراء من هم زنادقة كأبي نواس " ولكن كان هناك من هم أسوءا منه مثل أبي ألعلاء المعري الذي خاطب رب العالمين بعنجهيته قائلا..

ولقد نهيت عن قتل النفوس تعمداً

                       وبعثت تقبضها مع الملكين

ولقد  زعمت   بأن  لها   معاداً

                    فما كان أغناها على الحالين ..

نعم لقد كان زنديقا ً وقال ما هو أسوأ ولا أريد ذكره عندما قال _ نادى المليك على من في خليقته من الأملاك .... ولكن هاهي براميل بشار ألأسد تدك قبره صباح مساء ولقد تنافخ أهل معرة النعمان شرفا وفخراً بأبي العلاء ..!! لقد مات النابغة بواسطة إلقاءه في حفرة ثم إشعال النار بجثته عندما قام بوصف ألمتجردة زوجة الملك النعمان التي تعرفونها جيداً ؛ ومات بشار بن برد بالسياط وألقيت جثته في النهر عندما هجا الملك المنصور بأبياته ألشهيرة.

بنو  أمية  هبوا  طال   نومكم

                    إن الخليفة يعقوب غبن داوود

ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا

                     خليفة  الله  بين الماء  والعود

أن الحديث في هذا المجال كثير وأن ألخوض فيه يحتاج منا ألوقت ألكثير ولكن هناك آية بالقرآن الكريم لايعرف الكثير منا تفسيرها ولكنهم يرددونها بكل زمان ومكان ؛ ولقد ورد تفسيرها بأكثر من كتاب من الكتب الدينية وكتب ألأحاديث الدينية ولكن وبعد البحث عن ألتفسير ألأقرب للواقع وجدت ما يدل على أن لها تفسير من الممكن أن يكون هو ألأصح وهو : لم يقل رسول ألله الشعر إلا قوله ( أنا النبي لأكذب ** أنا ابن عبد المطلب ) ولكنه كان من المتذوقين له وكان يلزمه شاعره حسان بن ثابت في الحرب والسلم والآية ( والشعراء يتبعهم الغاوون) لقد

كان يسبق قادة قريش الزنادقة شعرائهم قبيل ألبدء بالمعركة وأثنائها ؛ وكان رسول ألله ( يصف زعماء المشركين بالغاوون ؛ وكان شعرائهم يشجعون جنودهم ويحثوهم على الاستبسال ؛ وكان رسول ألله ( ص) يقول لحسان ؛ اهجهم ياحسان اهجهم  ووألله أن هجاءك لهم اشد عليهم من وقع ألسهام ؛ والله أعلم بالصواب ؛ لقد كان بعض الناس تتفنن بأساليب ألشعر وتتقن قوله وترتيب قوافيه ووضع الكلمات بمكانها الصحيح واختيارها بعناية وكانوا وكأنهم ينظمون اللؤلؤ ؛ لقد سأل احدهم أحد بنات العرب الجميلات قائلاً من أين أنتي : قالت أنا

حنيفيه : قال انأ حنفي مثلك :  فقالت  ولكني كنت أمازحك فانا حنبليه فقال : وأنا كنت أمازحك فأنا حنبلي قالت : يارجل ألا تحل عني فأنا شافعيه فقال : كنت أعرف ذلك وقد أخفيت عليك بأني شافعيه فقالت ؛ أنا والله مالكيه فقال ؛ لما لم تقولي من البداية وكنتي اختصرتي ألنقاش معي كوني من مالكي ؛ فاحتارت في أمره فهو يتقلب بالمذاهب كيفما يشاء فقالت له ماذا تريد فقال: أنا احبك وحسب الأربعة مذاهب قالت كيف قال لها موصفاً جمالها وكيفية حبه لها بغض النظر عن مذهبها ..

أمير جمال  والملاح    جنوده

                    يجور علينا  قده  فهو  فاعل

يا مالكي ماضر لو كنت بشافعي

                    فتفعل بقلبي مثلما أنت فاعل

فإني حنيفي متحنبل في الهوى

                  بعشقك لن أصغي وإن قال قائل............

أن الشعر فاكهة ألأدب علاوة على انه جزءً لايتجزأ من ثقافتنا ولغتنا العربية وبالشعر أثرى شعرائنا القدماء لغتنا العربية بالمفردات وأضفوا عليها الجمال الرائع

ولكن لم تعد الناس تهتم في وقتنا الحاضر بالشعر إلا قلة قليله من ذواقي الشعر؛ لقد كنت أحضر جلسات شعرية في بغداد على نهر دجله وكانت ليالي ألف ليله وليله

؛ نعم هناك شعراء مخضرمين في عصرنا ولهم أشعارا جميله ولكن شتان مابين أشعارهم وأشعار القدماء ؛ هناك من الناس الذين نطلق عليهم اسم ( ألشويعر) وهؤلاءهم الذين يرجون سخرية الناس ونقدهم ؛ وهؤلاء الذين يكتبون قصيدة واحدة ذات وجهين كالقرش ذات الوجهين الوجه ألأول للمناسبات العزاء والوجه ألآخر لمناسبات ألأفراح ؛ بحيث يتلون نفس ألقصيده المناسبة ثم فقط يقومون بتغيير الأسماء : جهلت ولا تدري بأنك لا تدري ** زمن لي بان تدري بأنك لا تدري .....

أيها الإخوة لقد كانت البغال تقول الشعر؛ كان أحد البغال يعشق إحدى البغلات التي كان صاحبها يربطها بطريق هذا البغل الذي يراها عندما كان صاحبه يصطحبه للعمل صباحا وعند الانتهاء من العمل كان يعود ببغله ليربطه مكان البغلة التي كانت عشيقة ذلك البغل والتي ذهبت لإسطبلها تاركة البغل ينعم بالحسرات والتنهيدات وبقي هائما مُعنى بحبها ولكنه مرض حنقاُ وقهراً عليها وبدأت صحته بالهزل والضعف فقال له صاحبه : ما لذي ألم بك وقد كنت في كامل صحتك قال :

ألا كل صب من هواه دليل

                   سقاماً على حر الجوى  ونحول

أما زال هذا الحب داءً مبرحاً*

                  إذا ما اعترى بغلاً فسوف يزول

لقد تحملت الكثير من ثقل حبها

                     وإني  لبغل  وللثقال  حمول

وما نلت منها نائلاً غير أنني

                    إن هي بالت بلت حيث  تبول ..