ألم قحط ببني إسرائيل ودام طويلاً بحيث لم يجد أحدهم ما يسد رمقه بكسرة خبز ورشفة ماء وأوشكوا على الهلاك ؛ وما كان أمامهم من حل إلا الطلب من سيدنا موسى – عليه السلام – ليسأل ربه بشأنهم فهو كليم الله عز وجل ؛ فاجتمعوا به وأخبروه بمطلبهم ووعدهم خيراً ؛ لقد سأل موسى – عليه السلام بأمرهم فقال الله عز وجل : ياموسى إن في بني إسرائيل "مفتناً " فإذا تخلصوا منه سيكون لي بهم شأن " فأخبر موسى قومه بما قيل له ؛ فقاموا بدورهم بوضع يدهم على هذا ألرجل وتخلصوا منه ؛ وأخبروا موسى بأنهم أمسكوا بذلك الرجل المتلون المبطن – القنفذ – ودعوه ليكلم الله بأنهم أنهوا أمر ذلك المفتن ؛ ولقد قام موسى عليه
السلام بما طلبوا وكان جواب رب العالمين هو أن يزرع بني إسرائيل أرضهم...!!!1( قرعاً ) فقام بإبلاغهم بما سمع ؛ فاستعروا من الكلام لأنهم يريدون قمحاً ليأكلوا خبزا وليس قرعا ؛ فقال لهم أفعلوا ما أمرتم به فلابد وأن يكون ذلك فيه خير لكم ؛ فقاموا ببذر أرضهم ببذور القرع وانتظروا ؛ لقد كان المحصول وفيرا وبدأت حبات القرع بالنضوج والتكور لحتى أصبح إحجامها عملاقه ؛ وقد بدأ موسم القطاف حيث قطفوا القرع وقاموا بكسر بعض الحبات الضخمة وكانت المفاجأة ؛ لقد كانت تحتوي كل قرعة بداخلها مقدار – مد – من القمح – فلا أحد يشككك بقدرة رب العالمين ..!! إذا كان في بني إسرائيل أحد
المفتنين وكان من أمره ما كان ؛ فبالله عليكم كم من مفتن في أردننا ألعزيز وكم من فاسد وكم من – حرباء – وكم من ثعلب – لقد كانت الناس قديماً تتسم بالبساطة والطيبة ومعظمهم على ألفطره وأصبحوا في عداد الموتى ؛ تاركين ورائهم خلفاً لا يفهمون ماذا تعني ألإنسانيه ولايرون المصاحف ألا في المكتبات ؛ والكثير من الناس تصلي بلا وضوء خشية من أن تنتقدهم الناس ؛ فهؤلاء لايخشون الله ولا يحترمون نبيه الكريم – ص – لقد تبدل كل شيء ؛ فلا عادات حسنه بقيت – ولا سلوكيات محترمه بقيت إلا ما رحم ربي " فيوجد بين كل
عشرة أشخاص منا – منافق- كاذب- مفتن- دجال- فاسد- مرتشي- مرابي – حالف زور- منحرف- والعاشر ربما لا يعرف أمور دينه كما ينبغي ..!! فبالله عليكم كيف لرب ألعالمين ليرحمنا ويرزقنا ؛ وكم رأس سنقطع ؛ نقد كانت البلاد مليئة – بالهداهد والحجل وكل مختلف الطيور؛ وكلها هاجرت لسبب ولآخر كما وكانت ألأرانب والغزلان وكل أنواع الحيوانات التي كانت تصطادها الناس أو تتصبب على مناظرها ؛ ولكن كل هذه الحيوانات غادرت هي ألأخرى لنفس ألأسباب التي هاجرت من أجلها الطيور وغادرت الناس المحترمة عالمنا ؛ لقد أصبحنا لانسمع إلا عواء الكلاب الضالة ؛ وإرهاصات عتاق الجرذان التي تصول في ساحات
البلد وشوارعها وبعضها لا يتوانى عن دخول البيوت مستهتراً بأصحابه ليقوم بنبش إغراض البيت وقضم ما يمكنه قضمه عدى عن أن بعضها قام برفع التكليف وصار يمشي الخيلاء بين الجالسين بساحات بيوتهم ؛ ولقد انتشرت ألأفاعي والعقارب بشكل غير مسبوق ولقد قامت ألأفاعي باقتحام مركزاً صحيا بجنوب عمان كما هاجمت الأفاعي البشرية مستشفى البشير وكسروا محتوياته؛ ولم نعد لنشاهد هدهداً واحداً في سماء بلادنا ولم نسمع نغمات الحجل ولا ألخيرين الذين كانوا يذهبون لصلاة الفجر في المسجد متمتمين بكلام يخرج من أفواههم
كالدرر؛ فقط نشاهد صولات الكلاب والقطط والزواحف والجرذان وهي تنبش حاويات القمامة فجراً ولم نشاهد بسمائنا إلا ألغربان واعتلاء طيور البوم أعمدة الكهرباء منذرة بالشؤم وعدم ألاستقرار ؛ كما وتدب القنا فد التي تبحث عن ما تقتاته من ألأفاعي والحشرات كالذين يتنصتطون على نايدور خلف الجدران من مسترقي السمع والنابشين عن أسرار الناس ؛ كما تدب بعض القنا فد ألآدميه والمد منين على شمشمة لأغو والجوارب وحملة الأمواس والباحثين عن المشاكل ؛ فكيف بربكم سنضفر برحمة رب العالمين ؛ وكيف له ليمطر علينا الغيث ويرزقنا لقمة الخبز؛ لم تعد الناس قادرة على ممارسة حياتها كما كانت فكل شيء ينذر بالأسوأ - غلاء ألأسعار قادم لامحا له وضنك العيش سنتذوقه حين قرع جرس ألدوله ؛ لقد أصبحنا نصطرخ تظلماً وإفلاساً جراء فسادنا ونفاقنا وعنجهيتنا دولة وشعب مجتمعين ........
أفً لدنيا إذا كانت كذا ** أنا منها في بلاء وأذى
إن صفا عيش أمريء في صبحها ** جرعته ممسياً كاس الردى
ساحة النقاش