صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

 


لقد سمعنا بأن فلان من الناس قد تعشق بإحدى الحسان من البنات ؛ وشاهدنا شباباً ورجالاً تتهاوى على رؤوسهم الحفايات بسبب تطاولهم على بعض السيدات ؛ سواء بالكلام أو بالتطاول  والتعدي عليهن بالأيادي ؛وهؤلاء غالباً ما يمتازون بالوقاحة وربما أخلاق الكلاب وطباعها غالبة على طباعهم وأخلاقهم ؛ فهؤلاء يسعون دوماً هنا وهناك للتصيد لذيك المرأة أوتلك للنيل من شرفهن وسمعتهن ؛ فمنهم من يضفر بساقطة ؛ ومنهم من يضفر ببهدلة ولعنات وشتائم لم

يسمعها من قبل ؛ والكثير من هؤلاء معتادون على تلقي تلك الصرامي من أرجل النساء واللكمات من المتواجدين ؛ وربما تصل ألأمور بهم ليزج بهم في السجن ؛ وهؤلاء يجهلون بأنهم سيدفعون الثمن غالياً إلا بعدما ينالون عقابهم ؛ كلنا نعرف بأن أي امرأة شريفة ومحترمة لابد وأن تدافع عن شرفها وبعنف و بكل زمان ومكان ومهما كانت شخصية الشيح ؛ ولكن ما لذي يدع الدابة لتدافع عن شرفها أسوة بالمحترمات من البشر؛  إذا ما حاول أحد أقرانها من الحمير أو الخيل من

الذكور مهاجمتها ومحاولة ألاعتداء على شرفها وعنفوانها ?? وكلنا سمعنا ويعظنا رأى بعينه بغالاً بشرية سائبة في شوارع اربد ؛ فهل بغلة المرحوم – أبو – تفوقهن عنفواناً وشرفاً ,وسلوكاُ حسناً  ؛ إنها قصة حقيقية وقعت أحداثها قبل فترة من الزمن في منطقة مثلث ..!!؛ كنت أجلس مع والدي – رحمه الله - باب بيته وكان يتواجد في الجهة المقابلة – شبه حصان يعني مشروع - حصان- أعجف المنظر- رديء ألأصل - من منشأ بخيل سيئ – يتأرجح جوعاً أثناء المسير وكأنه يعاني من خلع ولادة ويتفنكح عطشاً ويجتر أكياس ألأسمنت وبقايا الحشائش الباليه – مؤخرته

محسورة الشعر- يداه تمشيان بإسقامه ورجلاه تعجفان لليمين ؛ فهو يشبه بالمسير سيارة كانت في سوم اسمها ( ألشره) مكسور برغي النص تبعها - أسنانه في خبر كان... وأضلاعه تقعقعان وتصطفقان برداً ووهناً؛ فقلت لوالدي لمن هذا الذي يشبه الحصان ؛ قال ؛ لأحد ..أل.. الجوار ؛ فقلت أنه ميت وبأثر رجعي فضحك والدي وقال ( ماله مش عاجبك ؛ لد عليه هذا هو تقول قفص جاج  فاضي ؛ألبركه - وبينما نحن نتحدث وإذا بصوت عجلات قادم من جهة الشمال؛  ولقد تبين بأنه صوت طنبراً تجره بغلة سوميه مبدعة منتفخة الخواصر مشرعة

ذيلها كعلم فرقه عسكريه سوريه في طريق حماه ؛ تهرول بشموخ وفخر معتزة بمنبتها ومنتمية لأصحابها ؛ والطنبر محمل بجالونات بلاستيكيه فأرغه ؛ وعرفنا بأنه – أبو- ذاهب ليملأها بالكاز من المحطة ؛ وعندما اقتربت من ألمكان سمعنا  صهيلاً خافتاً  ينبعث من الحصان ألمٌعنى الهزل الذي هم ليهاجمها  ولكنه لم يتمكن من  تجميع قواه للوقوف والتحرش بها ؛ ولكنه ضل يأكل بالقش اليابس حول كومات الزبالة ؛ تعتريه رفوف الذبان ولقراد محولة مؤخرته لأطلال خاوية ؛ وبعد فترة ليست بالكثيرة عادت البغلة تسير ببطء بسبب الحمولة التي

تجرها وصاحبها يعتلي الطنبر كالمحارب الأكتع ؛ ولكن وعندما اقتربت من ألمكان الذي يتواجد به الحصان قام على الفور بمهاجمتها في الشارع مستهتراً بمشاعر المتواجدين والمارة ؛  ولكن أدوات الجر منعته من تلك المحاولة  البائسة ؛ ولم يتركها بل ضل يهاجمها ويعضها مما تسبب بإرباكها وبدأت ( تخميس في الشارع) واصطدمت بالبانكيت فانفصلت عنها المقطورة وألقت بصاحبها أرضاً بفعل سخطها وغضبها وهي تذود عن كرامتها وشرفها جراء عنجهية وعنفصة الحصان البغيض ؛ وتناثرت الجالونات وانسكب مافيها من كاز محولة المكان لمصفاة بترول ؛ وقفزت عن البانكيت لتهوي بطنبرها في الحاكورة المجاورة حيث انفصل الطنبر وذهب شرقاً  من دون توجيه - مما أدي إلى تدخل أكثر من

عشرين كلباً كانت تحرس 3 نعاج لحارس الجار وشه  كانت تتراكض كراليات مشكلة مهرجاناً معتبراً ؛ وبدأت المعركة الحقيقية بين قطيع الكلاب والحصان والبغلة والفزيعه ؛ حيث أبلت البغلة بلاءً غير مسبوق بالحصان الذي شرع بالهرب شرقاً ليصدم بالأسلاك الشائكة  ؛ ثم قام بالهرب  معنفصاً شمالاً فانقضت عليه كل أفراد المكلبه الثائرة  ليهرب غرباً ليفاجأ بحملة القناوي والأخشاب والمواسير الفزيعه  وركلات  حوافر البغلة التي أتحفته بعقطاتها المتتالية والحجارة الذي يقذفها صاحب ألبغله النشميه ؛ وكل ذلك ووالدي يشجع الفزيعه  بلهجة حماسيه وكأنه ( ماكمن).. اجلدوه – عند كوا إياه – طيبوا طرحته – ولقد انتهت ألمعركة بعدما تحطمت الحاكورة وتخلعت  جذوع

أشجار الزيتون وتمت مساعدة صاحب البغلة بإعادة إصلاح أدوات الطنبر ولملمة الجالونات ؛ ولقد تمغط  ما تبقى أطلال الحصان متوسداً البانكيت مثخناً بالجراح ؛ فقال صاحب ألبغله سائلاً ؛ لمن هذا الحصان : فلم ينطق صاحبه ؛ فقال والدي هذا الحصان لذلك الرجل ؛ فقال صاحب ألبغله لصاحب الحصان بلهجته الهادرة ؛ سأدفعك كل ما تسبب به حصانك ؛ فقال والله خيوه هذا لحصان سايب وأنا ما بعرفش شو جابه لدارنا ..!!  فقال والدي للرجل  السومي ؛ أطلب العوض من الله لأن الرجل أنكر ملكيته للحصان  صدقني لوتجتمع أمة لا أله إلا الله  ماد فعته قرش ؛ وليس مستغرباً على البعض لينكروا أصلهم من أجل ربع ليره حقيقة ؛ 

رأى فرسي إسطبل ..؟؟ فقال لي ** قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل

به   لم  أذق   طعم   الشعير  كأنني **    بسقط اللوى بين الدخول فحومل 

تقعقع   من  برد   الشتاء    أضالعي**    لما نسجتها من جنوب وشمال

 

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 189 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2012 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

200,411

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏